وفق رؤية أهل السنة
الحرب التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن المسلمين يقاتلون فيها اليهود ويسلطون عليهم تكون في آخر الزمان، والظاهر أنها تكون عند خروج الدجال ونزول عيسى ابن مريم وظهور المهدي، ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أرمجدون لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه يهودي: تعال يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله[7].
أرمجدون
وفي لفظ مسلم:
أرمجدون لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد[8].
أرمجدون
قال الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري: وفي رواية لأحمد من طريق أخرى عن سالم عن أبيه:
أرمجدون ينزل الدجال هذه السبخة -أي خارج المدينة- ثم يسلط الله عليه المسلمين فيقتلون شيعته، حتى إن اليهودي ليختبئ تحت الشجر والحجر، فيقول الحجر والشجر للمسلم: هذا يهودي فاقتله[9].
أرمجدون
وعلى هذا، فالمراد بقتال اليهود وقوع ذلك إذا خرج الدجال ونزل عيسى ابن مريم، وكما وقع صريحاً في حديث أبي أمامة في قصة خروج الدجال ونزول عيسى، وفيه: (وراء الدجال سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى، فيدركه عيسى عند باب لد فيقتله وينهزم اليهود، فلا يبقى شيء مما يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء فيقول: يا عبد الله -للمسلم- هذا يهودي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنها من شجرهم" أخرجه ابن ماجة[10] مطولاً، وأصله عند أبي داود، ونحوه في حديث سمرة عند أحمد بإسناد حسن، وأخرجه ابن منده في كتاب الإيمان من حديث حذيفة بإسناد صحيح.
فهذه الأحاديث تدل على أن هذا القتال لليهود سيكون في آخر الزمان، وليس بالضرورة أن تكون حرباً عالمية، وإذا كانت كذلك، فلا يلزم أن تكون هي الحرب العالمية الثالثة، بل يمكن أن تقع حرب عالمية ثالثة قبلها، وقد لا تقع. ويجب التنبه إلى أن المسلمين لا يجوز لهم أن يتوقفوا عن جهاد اليهود إلى أن يأتي ذاك الزمن، بل هم مطالبون بجهادهم في كل زمان ومكان إلى أن يرتفع عن المسلمين ظلمهم لهم، وتعاد الحقوق المسلوبة إلى أصحابها.