قال ابتسم فهمَمْت أن أتبسَّما
فتسعَّرت كبدي فأطبقت الفما
ماذا دها كبدي وماذا في فمي
لا شيء لست أطيق أن أتكلما
قال ابتسم وأعادها وأجادها
فتحفزت شفتي فقلَّصها الظَّمَا
مِلْحٌ دمي ومطامحي ملح وفي
عينيّ ملح مجّتاه وما همى
قال ابتسم فسرَت بقلبي بسمة
ثم اختفت لما تذكّرت الْحِمى
قلت الحياة مريرة قال انسها
فنسيتها فنسيت أن أتبسما
قال ارتشف شهد الحياة هنيهة
فرشفت لكني رشفت العلقما
قال اطّرح عنك التألم إنه
سر الضنى فحذار أن تتألما
قلت انتزع لُبّي إذًا وحُشاشتي
واستلّ أعصابي ودُقّ الأعظُما
يا ناصحي لو كان قلبي صخرة
لتحطّمت أعِجِبْتَ أن يتحطّما
هبني رسمت على شفاهي بسمة
أيكون قلبي مسرحًا أو مرسما
يا ناصحي أرأيت أرضك مرة
بعد الفخار لدى عدوك مغنما
أرأيته يختال في جنباتها
تيهًا وشعبُك ينحني مستسلما
أوما شعرت بأن قلبك مضغة
للقهر والأحداق يسحقها العمى
فمن الحماية للحِمى يُدعى حمى
فإذا استُبيح فتلك ذلة من حَمى
وقد استبيحت كل ذرة نخوة
في أرضه فبكت على الأرض السما
قال ابتسم فالأرض واسعة المدى
حسبي وحسبك أن نفر فنسلما
قلت ابتسم عني وغِبْ عن ناظري
إن كنتَ قد أقسمت ألاّ تفهما
لو كنتُ مثلك سادرًا فلربما
ولربما لو كنتُ مثلك أعجما
ولربما لو كنتُ مدمن ذلة
ولربما لو كنتُ أعمى أبكما
ولربما لو لم يكن لي عزة
شماء تحلم أن تجوز الأنجما
ولربما لو لم يُرَق دم مسلم
غدرًا ولا سَحَق الشقاءُ المسلما
قال التجلّد قلت ليس بأن تُرى
متبطّرًا ويجود غيرك بالدما
إن التبسم والحرائر تُستبى
عار وشر العار أن تتنعما
والصبر في ظل الخميلة خسة
إن كان غيرُك للأسنة مطعما