أطلي على عرش الركام فقد هوت قصور أفناها الجفاء والقدم
وظلت أبراج الشوق له شامخة فما زحزحها العناء ولا سيلك العرم
تصارع الأقدار صخرا وما عجزت ولا هانت بأمواجها حين تلتطم
فلا سكنها غريب حام بمضربها وبقيت تاريخا وأمجاد وهمم
ولبست سواد الأحزان معلنة عن جرح سرمدي أذابه الألم
وحاولت طمس التاريخ بغربتها وظنت أن جرحها النازف سيلتئم
تذكرت وجه البدر وسر بسمته وحنت إلى الهوى حين يلتحم
لما دنت الثريا من دار غربيته كسرت الزجاج عنودا وهي تقتحم
فلملمت جراحها وأقفلت أبوابها وعانقت النور إعصارا تنسجم
وأطفأت ماكان في أحشائها محترقا وصبت جحيما ونارا وحمم
وداعبت الأوتار بودها واختبرت نبض الهوى وعوده الملتزم
وركبت براق أهوائها حين علمت أن بساط الحب دنى بها السنم
وقادت موج الشوق لبحرها هربا وعمدت لسحق مجد أفناه السقم
وظلت الأبراج في أهوائها شامخة فما أبلاها العناء ولاحباها الشؤم
وألفت من حر الجفاء ألف ملحمة فما خانها الليل ولا العود والقلم
أنامل تحاكي الأشواق بأوراقها دمعا أليس بيننا عهد وبه نلتزم
أم غرتك الدنى يوما حين ضحكت فغبت لما ساقك الحزن والندم
ولربما بعد الأبراج ومنزلها وحالها الرث فقد أبلاها القدم
تضعضعت جدرانها فشابت وهرمت تحاكي الزمان بدموعها الحلم .
أيا جلّنار زماني أخبريني فإنني وحيدا حين غبت وبعذابك ميتم
لو كنت أعلم الآتي لما ركنت سفني في أعماق بحرك المظلم
تمنيت يوما أن أكون بصحبتها فنأت وأعرضت وبجفائها أصطدم
فان عاشرت البخيل ردحا فجد إن الشح مهما ربى يقبره الكرم
ومن بدرت منه محاسن سيرته فان الخواتيم قد يغشاها الظلم
ومن بنيت له في القلب صومعة سايرك إلى الفيافي وضبابه العثم
وليشهد الرحمن على حبها طوعا والليل إن شاء والبدر والنجم
أيا ريما قد سطوت الفؤاد وما به فما ينسيني عنك الريم والعدم
هذه الأبيات في بهيل الدجى قد كتبت على نار في الأحشاء تلتهم
أنا من صنعت الهوى خرابا بحلم فجار علي الزمان ويلا ينتقم
فقدت لون الحياة فصرت أرى من كان حولي ذئابا بهم شؤم
فرّقت الوصل دون فصل وما شفعت لحب فقد الحس والكلم
ولتعلم العذراء أني أعيش الفنى في حجرتي كمن عنده مأثم
فبك طيبا والحياة بك بهجة وباقي على عهدي أهواك متيم .............بطيوي اسماعيل.