لست أدري حقا ما أقول في مثل هذا اليوم ، هل أنظم شعرا أم أكتفي بالنثر
ينوب عن خاطري و ما يجتاحه من ثورة في القلب عارمة
و ذاك قلمي اليوم أبى إلا أن يكتب و لو بضع كلمات و أرى أناملي تعانقه بشوق
كما الحبيب حين لقاء حبيبه بعد طول غياب .....
اكتب يا قلمي و تغنّى فاليوم عرس بلادي ، اليوم تزهو كل الدنا بزهرة المغرب العربي
جزائري الحبيبة ....... ها هي ذكرى الاستقلال تحلّ من جديد و نحن ننعم بالحرية
في رحابك يا جزائرنا ..... بعد أن ضحّى الأبطال بالغالي و النفيس ليفدوا ترابك الطاهر
و يطهّروه من نجس الاستدمار الغاشم .....
الذكرى السابعة و الأربعون تحيي في دمانا عبير من رحلوا ، ذكرى العربي بن مهيدي
و ها أنا ألمح طيفه باسما و هو يقاد إلى التعذيب ..... كأنما طير حب يتلو ترانيم الصباح
و هل ينسى المارّون و السائرون في دروب بلادي ذاك الشموخ من أمير أحيا القلوب : نعم
هو الأمير عبد القادر الجزائري ..... رحمك الله يا أميرنا و أمير كل الدنا
شهداء بلادي فاقوا المليون و نصف المليون شهيد ، لست بالمنصفة إن أنا ذكرت البعض و تركت
البعض الآخر ، لكن حسبي و حسب شعب الجزائر فخرا تلك الأسماء التي خلّدت بماء الذهب
اعذريني يا جزائر فذاك قلمي بدأ يترنح كأنما أصيب بالدوار و هو يشدو حبّك
هائم هو فاعذريه ...... أسعفيني يا أناملي و لتبح يا قلب بما في أعماقك من عشق و غرام
لحبيبتي ......
قسما بالنازلات الماحقات و الدماء الزاكيات الطاهرات ..... نشيد علا و لا زال يعلو لترفرف
أعلام بلادي تتراقص طربا ، و ذكرى شاعر الثورة مفدي زكريا تعبّق الأجواء .....
أحكي اليوم عن ثورة الجزائر التحريرية المجيدة التي كانت في الفانح من نوفمر عام 1954
و أقص عليكم بطولات و أمجادا و معارك ..... فتلك كتب التاريخ تذكرها و تخلّدها بدم الشهدا ولكن ساقدم موجز منها لربما ستعطيكم و ستزيدكم حبا و ارادة لبلادكم فاجدادنا كانوا يقولون البركة في القليل
وهو ان ذكرى 5 جويلية هي ذكرى استرجاع البسمة و الاشراق والحب و الحرية و الشعب و الطموح و الاستقلال .
سأحكي لكم عن حبّي و عشقي لحبيبة ملأ حبها الفؤاد فهما القلب و شدا و ترنّم ، تلك هي بلادي
الجزائر ، و قد كان للنساء الجزائريات ذكرهن إبان الثورة المجيدة أمثال : جميلة بوحيرد و لالا فاطمة نسومر
و غيرهن من جميلات الجزائر ، رسمن الابتسامات و جاهدن و ناضلن و لا زلن رمزا للبهاء و الفخر
فهنيئا لك با ابنة الجزائر ..................
زغردي يا أماه و افتخري ذاك عرس الجزائر تحفل به كل الأكوان ......... زغردي و افتخري
فها هي بلادي اليوم تتوّج أميرة و قد كانت و لا تزال شامخة .....
آآآآه يا قلمي قد خنتني و ما عبّرت عن حجم حبي ، قد ألجمني عجزك يا أناملي عن البوح
فاكتفيت و سأكتفي بالقول : جزائرية أنا و أفتخر ................
و لتحيا الجزائر و ليرحم الله شهداءنا الأبرار ......