منتديات بوزكري
مرحبا بيكم ادخل وسجل
منتديات بوزكري
مرحبا بيكم ادخل وسجل
منتديات بوزكري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بوزكري

۩ஜஜ۩۞۩ஜஜ۩ منتديات بوزكري اسلامي للفن والابداع لكل العرب والجزائريين ۩ஜஜ۩۞۩ஜஜ۩۞۩ஜ
 
الرئيسيةمواضيع اخيرةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
عضو برونزي رائع جدا
عضو برونزي رائع جدا
Admin


عدد المساهمات : 11334
نقاط : 24571
تاريخ التسجيل : 30/06/2011

نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Empty
مُساهمةموضوع: نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون    نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  I_icon_minitimeالسبت 20 أغسطس 2011 - 15:44



--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم

نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون

يمثل التعاون بين المؤسسات التعليمية عنصرُُُ أساسي من العناصر التي تدعم عملية تطوير البيئة التعليمية في كل من مدارس و جامعات المستقبل . و في أغلب الأحيان نجد أن تعريف مفهوم التعاون المطبق في مجال التربية و التعليم دائماً ما يكون محصوراً ومحدداً للغاية . حيث يتواجد التعاون في المدارس بعدة أشكال ، و على عدة مستويات ، و بدرجات متفاوتة . تهدف هذه الورقة إلى مناقشة أهمية طرح تعريف أشمل لمفهوم التعاون في المدارس و ذلك من أجل تحقيق الأهداف المرجوة. و نأخذ بالاعتبار عدة أشكال لمفهوم التعاون و التي ربما تتواجد أو لا تتواجد في مدارس اليوم و هي:



التعاون بين الطالب و الطالب في كل من الفصل الدراسي و في النشاطات اللامنهجية ، التعاون بين المدرِّس و الطالب في كل من الفصل الدراسي و في النشاطات اللامنهجية ، التعاون بين المدرِّس و المدرِّس في إطار كل من السلوك الشخصي و عبر سلوكيات و أخلاقيات العمل. التعاون بين المدرِّس و الإدارة في مجال القياد ة المدرسية و التوجيه. التعاون بين الأباء/أولياء الأمور و المدرِّس في الأمور التي لها علاقة بسلوك الطالب و تحصيله العلمي . التعاون بين الآباء / أولياء الأمور و الإدارة في الأمور المتعلقة بقيادة المدرسة و جهة التوجيه و تحصيل الطالب العلمي ، التعاون بين المدرسة و المجتمع في لأمور ذات الاهتمام المشترك ، التعاون بين المدرسة و المدارس الأخرى في المجالات المحددة التي تتشارك فيها لأهداف العامة . إن مفهوم التعاون بمعنى أوسع يعرف بالمساهمات الشخصية من قبل ذوي النفوذ و أصحاب المؤسسات في المجتمع المدرسي من أجل تحقيق رؤيا جماعية متكاملة لمفهوم التعاون .



المشكلة المعاصرة في المدارس



تفتقر العديد من مدارس و جامعات اليوم إلى الالتزام بمبدأ التعاون سواءً كان ذلك من المؤسسات و/أو الأفراد ، الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف الموارد و تحويل الانتباه بعيداً عن تحقيق أهداف التميز في كل من عملية التعليم و التعلُّم. إن الحقيقة هي أن مفهوم التعاون كهدف جماعي أو تنظيمي لم يحصل بعد على الأولوية التي يجب أن يكون عليها .

و يمكن للمرء أن يجد العديد من الأسباب المقنعة لذلك، و لكن نجد أن السبب الأكبر لذلك يكمن في الافتقار المعرفي لآخر الأبحاث التي أثبتت مدى قوة و فعالية الفوائد التي تجنى من تطبيق مفهوم التعاون. و لأن المدارس بطبيعة الحال لديها عدد محدود من الموارد ، فإنه يتوجب عليها إعادة تقييم رسالتها و أهدافها و تركيز جهودها التطويرية في المجالات التي لها علاقة مباشرة بنجاح الطالب و تحصيله العلمي . و اليوم تجتمع هذه النخبة من التربويين و المعلمين من أجل المشاركة في هذه الندوة الهامة عن مدرسة المستقبل ، و ذلك لطرح مدى أهمية تطبيق مفهوم التعاون . و لكن هل ندرك حقاّ سبب ذلك ؟ تهدف ورقة العمل هذه إلى تقديم قاعدة بحثية قوية لتوضيح مدى ضرورة اهتمام قادة المدارس بتوصيل أهمية مفهوم التعاون و تطبيقه في مجال التعليم إلى ضمير أصحاب النفوذ من أجل تحسين و تطوير جودة و نوعية المدارس و التي له أثر كبير في تحصيل الطالب العلمي . و بعد دراسة الدلائل من المنظور التاريخي و الدلائل المتواجدة في سياق المهمات الجماعية لإنشاء مؤسسات التعليم المستقبلية ، نجد أنه من الضروري اتخاذ قرارات إيجابية على صعيد المؤسسات و المنظمات لتدعم تطبيق مفهوم التعاون على جميع المستويات في المدارس و الجامعات. كما يجب اتخاذ خطوات عملية نحو تحقيق هدف إنشاء بيئة تعاونية متكاملة. فقط حينئذ يمكن أن تبدأ المؤسسات و المنظمات التربوية في التفكير في تطبيق مفهوم التعاون بشكل هادف و بنَّاء فيما بينها و بين بعضها و فيما بينها و بين المجتمع.



بينما نظن أن ما يدور في الفصل الدراسي هو من أهم العناصر التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار لتحقيق مبدأ التعاون، نجد أن عملية تطوير مدارس المستقبل لا يمكن أن تعتمد فقط على الجهود الشخصية للمدرسين لتحقيق روح التعاون في المدارس. و من المؤكد أن إدارة المدارس تواجه تحديات أعظم و أكبر من أجل تحقيق هذا الهدف.

دائماً ما نجد في مدارس المملكة العربية السعودية تواجد مدرسين ذو خلفيات و خبرات علمية و ثقافية متنوعة و على مستويات متفاوتة من التدريب في طرق و أصول التدريس. و من الممكن أن يكون هؤلاء الأشخاص ذو خبرة في مجال تخصصهم، إلا أنهم قد لا يكونوا على مستوى التدريب الذي يساعد المدارس على تطبيق أفضل طرق التعليم و التعلُّم ، مثل التعلُّم التعاوني و الطرق البديلة الأخرى. و على الرغم من أن المدارس عادة ما تحاول توظيف أعضاء هيئة التدريس لديهم الخبرة في مجال تخصصهم و ذو خبرة في مجال توصيل المعرفة ، إلا أنه لا يفترض أن تنجح المدارس في تحقيق ذلك المسعى بشكل كلي. و الخطوة الأولى نحو حل هذه المشكلة هي أن يوضع ذلك الأمر نصب اهتمام مؤسسات التعليم التربوية من أجل إدراك فوائد تحقيق مفهوم التعاون و استراتيجيات التعلُّم المشترك ، و توفير التدريب اللازم لأعضاء هيئة التدريس و أعضاء الهيئة الإدارية في مدارسنا و جامعاتنا من أجل تطبيق هذه الاستراتيجيات في صميم مجال عمل المدارس ، و التعليم ، و التعلُّم. و بذلك سوف تتمتع مدارس المستقبل بالالتزام الواعد لمبدأ التعاون و معرفة شاملة بآخر الأبحاث المتاحة في المواضيع التي تتعلق بأعضاء هيئة التدريس و الإداريين ، الأمر الذي سيساهم في فعالية إجمالي الجهود التي تبذلها المؤسسة التعليمية في تقديم أفضل مستويات التجربة التعليمية المتاحة لطلبة العلم.



التطور النظري و التاريخي لدور المدارس



نأخذ بالاعتبار أولاً ماذا نريد أن يصبح طلابنا في المستقبل ، ثم نفكر في ذلك الأمر من ناحية النتائج المرجوة . سوف يحتاج المرء فقط للرجوع إلى رسالة و أهداف المؤسسة التعليمية من أجل تذكر كل ذلك . و من المثير للاهتمام أن بنظرة سريعة على رسالة و رؤيا المؤسسات التي تمتد و تتخطى الحدود الجغرافية و الثقافية ، سوف تنكشف لنا قيمة جوهرية مشتركة عن الهدف الذي نرجو أن يحققه طلابنا بعد التخرج . هل يدهشكم أن الكثير من المؤسسات التعليمية المختلفة في كل من المملكة العربية السعودية ، و الإمارات العربية المتحدة ، و الولايات المتحدة الأمريكية "على سبيل المثال" في رؤيا واحدة لما يريدونه أن تحقيقه بالنسبة للتحصيل العلمي للطلبة .



اليوم ، تعمل العديد من المؤسسات التعليمية جاهدة إلى غرس مجموعة من المهارات و القدرات في الخريجين و تنمية كفاءاتهم ، مثال على ذلك : القدرة على تولي المناصب القيادية ، المعلومات الأولية في مجال التقنية لمساعدتهم على مواكبة التطورات العصرية السريعة ، التفكير النقدي و مهارات حل المعادلات ، روح الاستقلالية و الاعتماد على النفس، روح العمل الجماعي ، القدرة على تطبيق المعلومات و المعرفة التي تمت دراستها في الحياة عموماً، الاستعداد للدخول في الحياة المهنية ، الثقة بالنفس ، المسؤولية المدنية ، القدرة على التخاطب بقوة و فعالية ، الالتزام الدائم بمواصلة التعلُّم ، الالتزام بالتصرف الأخلاقي والمسؤول ، الوعي و الإدراك بما يدور في العالم ، استيعاب كل المتغيرات العالمية المحيطة .

يشترك أعضاء مجتمع المدارس والجامعات العالمي في إيمانهم ببعض القيم الأساسية و ذلك بغض النظر عن تفاوت مستوياتهم . و على الرغم من ذلك ، فإن كل مؤسسة من تلك المؤسسات تتميز بطابعها الخاص ، و لكل من تلك المؤسسات طريقتها الخاصة في تعريف الدور الذي يفترض أن تلعبه مدارس المستقبل ، و كيف من الممكن أن تتغير المدارس و تنمو و تواكب التغيرات السريعة التي تحدث في العالم.



و من المفيد الرجوع إلى القرن السابق و الاطلاع على وجهة النظر التي ظهرت في ذلك الوقت حول الدور الذي يفترض أن تلعبه المدارس . و بالرجوع إلى الأمثلة التي أخذت من الأبحاث العلمية المعاصرة ، نجد أنه من الممكن تطبيقها على أنظمة التعليم بالمملكة العربية السعودية، بغض النظر عن بعض اختلاف التفاصيل الثقافية الواضح و الذي يمكن أن يظهر في بعض الأحيان . و في تقرير أخير نشرته الأكاديمية القومية للعلوم (2000) عن طرق و وسائل تعلُّم الناس ، تمت مناقشة الاختلاف في وجهات النظر عن الدور الذي يفترض أن تلعبه المدارس في ضوء التغيرات التي تحدث في طبيعة العالم حولنا. و في العادة ، كان التعليم دائماً ما يركز على تحصيل المهارات الأساسية من كتابة و قراءة و حساب، و ذلك لأنه كانت تلك هي احتياجات المجتمع في ذلك الوقت. (الأكاديمية الوطنية للعلوم "2000" ، صـ4ـ)



و في حالة عودتنا إلى الماضي حوالي 50 عاماً ، على سبيل المثال ، سنجد المدارس في ذلك الوقت لم تهتم بتعليم طلابها التفكير النقدي ، للتعبير عن أنفسهم بوضوح و لتجاوز المشاكل التي تواجههم. فالطرق التقليدية في المدارس دائماً ما تدعم طريقة الحفظ و تشجع الانفراد في التعلُّم . لقد كانت تلك الطريقة مثل المصنع تهدف إلى دفع الطلاب إلى اتخاذ أسلوب واحد . و قد أتى ذلك نتيجة لأن المجتمعات في السنوات ما بين الخمسون و المائة الماضية لا تحبذ وجود طلاب يمارسون التفكير بأسلوب نقدي ، و بالطبع لم تكن الطرق المستخدمة في التعليم حينئذ تعمل على تحقيق ذلك الهدف عموماً. و لم يكن ذلك يمثل أي مشكلة وقتئذ ، لأن إنتاج مفكرين ناقدين و دارسين مستقلين لم يكن الهدف الرئيسي ، و ذلك لأن المجتمع و المستقبل الذي كان ينتظر طلبة تلك المرحلة لم يكن يتطلب أي من تلك الاستعدادات. لقد تغيرت الأولويات لأن طبيعة المجتمع دفعتها إلى التغير . إن فحص الدوافع ، و التساؤلات و المناقشات عن دور المدارس قد بدأت منذ حوالي 50 إلى مائة سنة ماضية بطريقة مماثلة لما هو الحال عليه الآن ، و لكن باختلاف المواضيع المطروحة في المناقشات .





لقد كان جون ديوي فيلسوفاً أمريكياً و معلماً ، و هو من اكتشف المدرسة الفلسفية المعروفة باسم "المذهب العلمي"Pragmatism .

و لدى ديوي خبرة طويلة و مميزة كمعلم ، و مصلح مدرسي ، و مناهض للطبقة العاملة ، و ناقد سياسي، ومفكر معروف لا يهاب التعامل مع واقع الحالات الاجتماعية . و لقد ناقش تجربته الفلسفية و علاقتها بالتعليم بطريقة سلسة ، و حاول تعريف العوامل الأساسية للتجربة التعليمية الحقيقية . و قد كتب :



" يعتبر المعلم مسؤولاً عن المعلومات الخاصة بالأشخاص (المعلومات التي يلقنها للأشخاص؟) و عن المعلومات المتعلقة بالمواضيع التي ستساعد على اختيار النشاطات التي ستصبح جزءاً من التنظيم الاجتماعي الذي يتيح الفرصة لجميع الأفراد بالمشاركة في بناءه ، و الذي تكون فيه النشاطات المشاركة هي المتحكم الرئيسي" (ديوي ، 1938، ص 56).



إن أفكار ديوي عن الدور الذي يفترض أن يقوم به المعلمون و المدارس تنعكس اليوم على أفكارنا . و على الرغم من أنه من المحتمل أن ديوي لم يكن لديه أدنى فكرة عن طبيعة المشاركات التي يستطيع طلبة المستقبل أن يؤدوها تجاه مجتمعاتهم ، إلا أنه قد أدرك بالفعل مدى تأثير طبيعة العالم على تحديد ما يفترض أن يدرس في المدارس .

و إذا قمنا بدراسة فلسفة ديوي على ضوء ذلك ، فإننا نجد أن وجهة نظر الإنسان الأساسية عن دور التعليم لم تتغير بصورة كبيرة عن ما كانت عليه منذ حوالي 50 إلى 100 عام سابقة . إن الذي تغير هو العالم الذي نعيش فيه ، و هذه التغيرات تملي علينا ما هو الدور الذي يفترض أن تلعبه مدارس و جامعات المستقبل . اليوم ، لم يعد كاف أن نقول أننا نقدر التفكير النقدي و مهارات حل المعادلات ، لأن هذه المهارات مهمة بطبيعة الحال من أجل أن يصبح الطلبة ناجحين ، و مشاركين نشطين في التغيرات التي تحدث في عالمنا . إن الطلبة لن يستطيعوا أن يتجاوبوا مع عالمنا دون أن تكون لديهم المهارات المطلوبة ، و سوف تعاني المجتمعات نتيجة لذلك . فالمدارس متواجدة لإعداد و تهيئة الطلبة لتقديم المشاركة الفعالة للمجتمع ، الذي يدفعنا بدوره إلى استمرار إعادة تقييم الكيفية التي يفترض أن تتبعها المدارس للوصول إلى ذلك الهدف.



لماذا التعاون ؟ و لماذا الآن ؟



يعتقد جون ديوي (1916) أن الأشياء يصبح لها معنى عندما يتم استخدامها في عدة تجارب أو نشاطات مشتركة . إن الإنسان بطبيعة حاله اجتماعي ، و يمكن للمدارس بل يفترض بها أن تجعل ذلك رأس مالها . و هو الشيء المنطقي الوحيد . نحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى أن نكون على اتصال مستمر بأصدقائنا و زملائنا بواسطة الهواتف الجوالة ، و الإنترنت ، و المحادثة المباشرة على الشبكة ، و غرف المحادثة ، و غرف الاجتماعات المصورة بالفيديو ، و المزيد . إن جميع الوسائل السابقة هي نشاطات اتصال ، لكن اليوم يتم التعامل معها بطريقة مختلفة تماماً ، باستخدام مجموعة مختلفة من الأدوات التي تتطلب مهارات مختلفة عن التي كنا نستخدمها في النشاطات الإتصالية في الماضي . اليوم ، لا يجب أن يكون المرء في نفس الغرفة أو حتى في نفس البلد مع شخص آخر ليتخاطب معه بطريقة مباشرة في أمور العمل أو من باب الترفيه و المتعة . و نبدأ في إدراك سبب منطقية التعاون و تطبيقه ، عندما نفكر في مدى الإزعاج الذي يمكن أن تسببه العزلة في عصر يزخر بالاتصال الفوري و المستمر . و يعتبر ذلك الأمر أكثر إزعاجاً للأطفال أكثر من للبالغين ، و ذلك لطبيعة الأطفال الاجتماعية (ديوي ، 1938 ، صـ56ـ).



تعتمد حياة المجتمع الطبيعية على فطرة الإنسان الاجتماعية (ديوي ، 1938 ، صـ56ـ). و نحن ندرك ذلك .

و لا يعتبر ذلك الشيء حدثاً جديداً. لسوء الحظ ، فإن هذه الطبيعة الاجتماعية لدى البشر لم يتم استثمارها بالشكل الذي ينبغي في المدارس . انظروا فقط إلى عدد المدرسين الذين مازالوا يديروا فصولهم باستخدام نفس الأساليب التي كانت تستخدم في المدارس منذ 50 عاماً ، عندما لم يكن لدى المدرسين أي قاعدة بحثية أساسية كالتي لدينا اليوم. حقاً إن العادات القديمة يصعب تغيرها . مازال المدرسون يقدمون الملاحظات ، و يقوم الطلبة بتدوينها و حفظها عن ظهر قلب. إن هذا الأسلوب يثبط الهمة عن ممارسة القراءة و التساؤل ،و الأشكال الأخرى للتعلم و البحث الذاتي للمعلومات . كما تدفع الطلبة إلى السلبية حيث أنها لا تتطلب مهارات تفكير عالية . على المدرسين أن يكونوا أمناء في تقديم عملهم، و أن يسألوا أنفسهم : هل تستخدم الطرق العملية التي تشجع التعاون في الفصول الدراسية ؟ هل تعرف حقاً ما هي طرق التعلُّم التعاونية ؟ هل أنت على دراية بالأبحاث التي تمت عن مفهوم التعاون و تطبقه في مجال التعليم؟ إذا كان الرد على أحد هذه الأسئلة أو أكثر بلا ، فإن الإجابة لن تأتي من شخص واحد . و على سبيل المثال ، لقد ذكر من قبل أن " على الرغم من تواجد اهتمام متنامي تجاه التعلم التعاوني في مدراس الولايات المتحدة الأمريكية ، إلا أن كثير من الفصول الدراسية تثبط الهمة عن التعاون و تدفع الطلاب إلى العمل بشكل منعزل في المهام التي تتطلب مهارات اعتيادية فضلاً عن المهارات العالية . (بروكس و بروكس ، 1993، صـ7ـ).



و على إدارات المدارس أيضاً أن يفكروا بأمانة في طبيعة التعاون في مجال المؤسسات التعليمية و قبول بعض التنازلات لحل المشاكل المتواصلة . و عليهم استيعاب طبيعة بيئة مدارسهم . هل يتعاون أعضاء هيئة التدريس في داخل الأقسام ، أم هل يميلون إلى التجمع في جماعات لها نفس الاهتمام ؟ هل يواظب أساتذة الرياضيات على معرفة ما يدور في قسم اللغويات و الترجمة ؟ هل تشترك الإدارة في النشاطات الدورية التي ينظمه أعضاء هيئة التدريس التي تناقش الحالات التي تؤثر على جميع الطلاب و على المؤسسة بأكملها ؟ أم أن الإدارة تمضي معظم وقتها في صنع القرارات أو الدفاع عن كل صغيرة و كبيرة. ؟ إننا في عجلتنا اليومية لإنهاء كل شيء ، ننقسم لا شعوريا إلى مجموعات لتأدية المهام المطلوبة ، حتى و إن كنا في أصغر المؤسسات . و ترسل تلك العادة إشارات سلبية للطلاب ، لأنهم لا يقتدوا بالقدوة الحسنة .

و الأسوأ من ذلك أنهم دائماً يتعلمون من القدوة السيئة. و في بعض الأحيان نحن لا نلاحظ حدوث ذلك. و يجب علينا أن نبدأ بملاحظة الطلبة و تصرفاتهم .





إذا كنا نرغب في إرشاد الطلبة إلى صيغة المهارات العالية للتفكير ، فإنه يجب علينا أن نكتسب ذلك من الدراسات المعرفية في علم الاجتماع و الفلسفة ، و علم الإنسان لنعرف كيف أن التعاون يمكن أن يحقق ذلك الهدف . لقد ساعد مفكر علم النفس السويسري جين بياجست على وضع الأساس لنظرية المعرفة و التعلُّم و التي تدعى

(Constructivism) النظرية البنائية . لقد كان بياجيست مهتماً أولا بالتطور الفكري و صياغة المعرفة . و قد أظهر بياجيست على عكس مفكري و علماء السلوك النفسي الآخرين العقل البشري على أنه مجموعة من التركيبات الفكرية التي تساعدنا على أن نتفهم ما ندركه. وتنمو هذه التركيبات بطرقة معقدة كلما أصبحنا أكثر نضجاً و شاركنا في العالم الذي نتعرف عليه يوماً بعد يوم .



إن مبدأ النظرية البنائية (Constructivism) قد ظهر نتيجة تجميع الأعمال الحالية علم النفس المعرفي ، و علوم الفلسفة و علم الإنسان. فالأساس الإنشائي لأي هيكل جديد من الممكن تحقيقه من خلال النضج و الوعي و التجربة (بروكس و بروكس 1993 ، ص22 - 26) و يركز مبدأ النظرية البنائية على عملية تعلُّم الطلبة و فهمهم في ضوء التغيرات التي نشهدها اليوم في عالمنا ، الأمر الذي يجعل هذه التغيرات ذات صلة وثيقة بموضوعنا .تقدم اثني عشر وصفاً لطرق التدريس البنائية إطاراً للمعلمين لإرشادهم في التجربة العملية في الفصول الدراسية ، مبنية على الأبحاث و التي تخبرنا بأفضل الطرق تعلُّم الطلبة . و أحد أفضل الطرق التي يمكن أن تتبع لتعلم الطلبة هي المشاركة المدرسين و الطلاب " إن إحدى أقوى الطرق التي تدفع الطلاب إلى تغيير أو تعزيز مفاهيمهم هو من خلال المحادثات الاجتماعية . و تعتبر إتاحة الفرصة لأن يعبر شخص عن أفكاره و أن يتمكن من الاستماع إلى أفكار الآخرين ، تجربة عملية قوية . إن الفائدة التي تعم من التخاطب الاجتماعي مع الآخرين ، و على وجه الخصوص مع الأصدقاء ، يسهل من عملية صنع المعنى و إدراك المفهوم" (بروكس و بروكس . 1993 ، ص 108).



و من أجل زيادة توضيح الفائدة القوية للتعاون ، نتطلع على نظريات العالم النفسي البلوروسي ( L.S. Vygotsky) فيجوتوسكي . لقد تضمنت أفكاره المعاصرة نظريات قوية تحفز التجاوب مع المؤثرات ، مثل نظرية ايفان بفالوف ، و جون واتسون ، و مكتشفي الحركة الاجتماعية التصوريةGestall . إلا أن فيجوتوسكي يرى أن هذه النظريات، لم تنجح في تطوير وصف كامل أو إيضاح للتصرفات النفسية العليا من وجهة نظر العلوم الطبيعية . و على الرغم من أن فيجوتسكي لم يحقق تلك الأهداف هو الآخر ن إلا أنه كان قادراً أن يقدم لنا تحليلات تمهيدية ذكية لعلم النفس الحديث . تحتوي الفرضية الأساسية لفيجوتسكي على تواجد "منطقة لأدنى احتمالات التطوير " في الضمير الإنساني ، و نستطيع رؤية ذلك بوضوح في تطبيق نظرياته في مجال التعليم . و وفقاً لفيجوتسكي ، أن هذه المنطقة في ضمير الإنسان يمكن أن تساعد بفعالية كبيرة في تطوير أعلى مستويات التعلُّم إذا تم تحفيزها بالطريقة الصحيحة . كما تتضمن تلك المنطقة اكتشاف الطريقة التي يمكن أن يحقق بها طالب العلم ، الطفل على وجه الخصوص ، ما لم يحققه يعد .



و يعرّْف يجوتسكي هذه المنطقة الخاصة بالتطوير البطئ بأنها المسافة بين مستوى تطور الطفل الحقيقي المعروف من خلال حل المعادلات تحت إشراف البالغين أو بالاشتراك مع عدد من النظراء الأكثر قدرة على تجاوز تلك المهارات (ويرستك - 1985 ، ص 67 - 68) . و في تأكيد العلاقة بين تطوير العملية النفسية الداخلية و التعاملات الاجتماعية الخارجية ، يضع فيجوتسكي نصب أعيننا تجربة قوية تبرهن أهمية استخدام مفهوم التعاون في المجتمعات التعليمية ، و على وجه الخصوص في بدايات المراحل التعليمية .



و للاطلاع على مبدأ التعاون من وجهة نظر أخرى ، مفهوم الشخصية التعليمية شخصية تعليمية (تعليم يرتكز على مجموعة معروفة من القيم المشتركة) شهدت ولادة جديدة في التاريخ الحديث كرد فعل للطريقة التي نرى بها عالمنا و مجتمعاتنا اليوم التي تتغير إلى الأسوأ . على سبيل المثال ، فإن المربيين أو المعلمين الأمريكيين و الأوربيين ينظرون بالتحديد إلى الأسباب المؤدية و المعالجة لحوادث العنف في المدارس . لقد أصبحت الحوادث التي تنتج عن عنف الأطفال مع بعضهم البعض كثيرة الانتشار . و نسمع بل و نرى هذه الحوادث في الأخبار بصفة دائمة. إن المجتمعات التي تعاني من هذه الحوادث دائماً ما نجدها متسائلة تبحث عن إجابات لهذه الأسباب. يرى الكثيرون أن العنف بين الأطفال في المدارس هو ظاهرة ناتجة عن انقسام المجتمع ، و انعدام تبادل المراعاة و التوجيه الإرشاد . إن الآباء ملامون لعدم اهتمامهم بأطفالهم . و يقع اللوم على المدرسة لعدم توفيرها مناخ شامل لجميع الطلاب. يقدم كيجان (2001) بعض هذه المشاكل التي تحدث في المدارس اليوم : تزايد حدوث حالات العنف ، التهديد ، التأثير من الأصدقاء ، الضغط على الطلاب لينضموا إلى بعض التجمعات الاجتماعية ، عدم الأمانة، و الافتقار إلى الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع . و يسترسل كيجان في توضيح و طرح الأمثلة التي توضح كيف يمكن أن يساعد التركيب التعاوني في الفصل الدراسي في تقليص فرص حصول التفرقة و الانقسامات بين الطلاب عن طريق تشكيل مجموعات داخلية و مجموعات خارجية داخل المجموعة المدرسية . و استنتج أنه " عندما يستخدم المدرسون الأسس التعاونية في دروسهم اليومية ، تصبح تجربة الطلاب تحت الرعاية المتبادلة ، و يبدؤوا بتجربة تحمل المسؤولية ، العدالة ،الصبر و التسامح ، روح العمل الجماعي ، التفهم و الإدراك ، و احترام آراء الآخرين من أصدقائهم و مدرسيهم . ويتعلموا مساعدة بعضهم البعض . (كيجان 2001 ، ص 45) .



يوضح ماكلولين (2001) كيف أن التعاون على عدة مستويات وبين المدارس و منظمات المجتمع المختلفة يساعد الطلاب على بناء حياة أكاديمية طويلة الأمد حافلة بالعديد من المهارات المفيدة. تمنح مثل تلك التجارب الطلاب إحساسا أفضل بالتحكم في حياتهم و مستقبلهم و تحفيزهم على تحقيق النجاح في المدرسة ، و المحافظة على أمنهم و سلامتهم و إبعادهم من الضياع في الشوارع. و باختصار ، يمكننا أن ننظر إلى التعاون على أنه رد فعل لمشكلة معاصرة ، أنه طريقة بناءة لمنع فساد و تلف الأخلاق و القيم الاجتماعية .



يأخذنا السياق إلى نقطة أخيرة للمناقشة من أجل تحقيق مفهوم التعاون بشكل أكبر . و يمكننا طرحها دون ذكر أننا قد دفعنا إلى أن نصبح جزءاً من المجتمع العالمي في الوقت الذي من المحتمل أن لا نكون مستعدين فيه لذلك. إن التطور السريع في عالم التقنية يحطم الحدود و الحواجز و يسرع إيجاد العمل العالمي المشترك. " بسبب سهولة تخطي البضائع الفكرية الغير ملموسة للحدود أصبح جلياً أن الأعمال ستصبح قريباً عالمية الأبعاد " (ثورنبورج 2002 ، صـ73) و على الرغم من أن بداية عصر المعلومات قد فتح المجال للعديد من الفرص ، فإنه يجعلنا أيضاً غير محصنين . في الوقت الذي نناضل فيه و يفترض أن نظل نناضل من أجل المحافظة على العادات و التقاليد ، لا يمكن أن نتجاهل دورنا في المجتمع العالمي ، و يجب أن نعد الطلاب أن يشاركوا و بمسؤولية تجاه هذا المجتمع. يجب أن يصبحوا محبين للتنافس مع نظرائهم العالميين دون أن يتجردوا من الأخلاقيات و القيم الاجتماعية . و يجب أن تساعدهم المدارس لتحقيق ذلك أيضاً.





من هو المسؤول عن ذلك ؟ المسؤولية فردية أم جماعية ؟



يمكن للمرء أن يقول أن افتقار المسؤولية لدى الأفراد أو الالتزام بروح المبادرة يأتي نتيجة افتقار الإداريين للقدرة على تحديد الأولويات الهامة بفعالية و العمل على تواصلها في المؤسسات التعليمية . و لسوء الحظ ، كثير مما نقول أنه حقيقي ليس من الضروري أن يكون هو ما نفعله ، خاصة إذا كنا نظن أن جهودنا الفردية و ما يمكن أن نقدمه لن يغير كثيراً في أساس الموضوع. و على الرغم من أن المدرس يمكن أن يستنتج ما هو المطلوب منه/منها ليتعلم الطلاب بأفضل ما يمكن ، و يعرفون مدى فائدة المشاركة في إرشاد الطلاب إلى طريقة أحسن للفهم ، فإنه ليس من الضروري أن المعلم/ المعلمة يعملون على حدوث ذلك . و بالطبع يمكن تحقيق ذلك بالجهد الفردي ، و دون أي مساعدة . إن المسؤولية الأولى تقع على الإدارات ، أولاً لتقديم المعلومات و المهارات الضرورية لأصحاب النفوذ ، حتى يدركوا تماماً القيمة العظيمة لمفهوم التعاون ، دون أن نجعل ذلك حملاً ثقيلاً على أكتافهم أو كأمر واجب النفاذ .

إن التحالف بين الإدارة و أعضاء هيئة التدريس يجب أن يكون أكثر إيجابية، و إنتاجية ، و أن لا يتعرض لأدنى حد من التوعد و التهديد.



إن مدى الفعالية التي يمكن أن تصل إليها المدارس من أجل إرشاد الطلاب إلى أفضل وسيلة للفهم و الإدراك ، يعتمد بشكل أساسي على شئ واحد ألا و هو – التدريس . عندما نناقش فوائد التعاون في تعليم الطلاب و إيصالهم إلى أفضل مستوى للفهم و الإدراك ، و في تأثيره على طريقة أداء المعلم ، أو كيفية التدريس ، نجد أنها في صميم تلك المهام . (هولوواي 2001) قدم تقريراً مبنياً على دراسة بحثية استرشد فيها عن فوائد المجموعات في الفصول الدراسية لدعم التحصيل العلمي للطلاب . و قد استخلصت الدراسة أن استخدام طريقة وضع الطلاب في جماعات اختيارية داخل الفصل الدراسي (على سبيل المثال مجموعات التعلُّم التعاونية) قد ساهم فعلاً في زيادة التحصيل العلمي للطلاب .

و من الواجب عدم المبالغة في تبسيط النتاج و استخدام طرق جمالية لا تساهم في زيادة التحصيل العلمي للطلاب بصورة أتوماتيكية . بل أن استخدم هذه الطريقة يدفع المدرسين إلى تغير أسلوبهم التقليدي في التدريس ، و البدء في استخدام أساليب بديلة من الممكن أن تساهم في النهاية في زيادة التحصيل العلمي للطالب . و إذا افترضنا أن (رغم أن ذلك الافتراض دائماً ما يكون خطأً) أن المدرسين قادرين على أن يأخذوا مسؤولية التحصيل العلمي للطالب على عاتقهم ،فإن الإدارة تفتقد الصورة الحقيقية لهذا الافتراض . لأنه في أغلب الأحيان يفتقد المدرسين للبنية التي تؤهلهم لتحمل تلك المسؤولية . إنهم بحاجة إلى الدعم و المساندة من خلال فرص التطوير المهني و التي تتيح لهم الفرصة في أن يطوروا من طرق التي يتبعونها في التعليم و التوجيه. إن هذه المجهودات التي تقلل من استخدام النمط التقليدي ، يجب أن تكون تدعم و تشجع أيضاً من قبل الإدارة ، و الأباء. و لكن للأسف أننا لا نجد ذلك الدعم بالشكل المطلوب .



ترجمة النظرية إلى الواقع العملي : نموذج بيئة التعلُّم التعاوني كنموذج شامل لبيئة مدرسة المستقبل



من المهم جداً أن يتم نفكر في المدارس من خلال البيئة التي تتواجد بها سواءً كانت في المجتمع المحلي أو العالمي ، لأن تغير طبيعة تلك المجتمعات يؤثر بشكل مباشر على الدور الذي تلعبه المدارس سواءً كان في يومنا هذا أو في المستقبل .



شكل رقم (1) : المدرسة في بيئة المجتمع



يميل المجتمع العالمي اليوم إلى التعاون بين الحكومات من أجل تكوين وحدات إقليمية اقتصادية و سياسية صلبة ،

و يعتبر كل من: منظمة التجارة العالمية ، الاتحاد الأوروبي ، مجلس التعاون لدول الخليج العربي ، أمثلة لمثل هذا النوع من التعاون. و لقد جاءت هذه المبادرات على الوجه الخصوص من التوقعات و الاحتمالات المستقبلية لأماكن مصادر الطاقة في العالم. و حيث أن مصادر البترول يتم استنزافها بسرعة كبيرة ، ينظر العالم اليوم تجاه تطوير مصادر الطاقة البديلة ، و بالتحديد الطاقة الشمسية . و حتى الأمم التي احتكرت الجزء الأكبر من مصادر البترول في العالم "مثل المملكة العربية السعودية" تدرك حقيقة أن هناك إمكانية نفاذ تلك المصادر . و في الواقع إن الإسراف في الاعتماد على دخل البترول في معيشة الشعوب يؤدي إلى تبخر تلك المصادر بشكل أسرع ، لذا يجب تطوير الاستراتيجيات الاقتصادية الأخرى. و مثل العديد من المجتمعات ، فإننا دائماً ما نتطلع إلى التعاون من أجل تأمين قوة الوضع الاقتصادي و السياسي في المستقبل ، لأننا ندرك تماماً أننا لا يمكننا أن نستمر في العالم دون التعاون. إن هذا العالم يتجه نحو تكوين أساسي منهجي لحلقات التعاون , لذلك ينعكس هذا بصفة متزايدة على المجتمع المحلي و قد بدأ في المساهمة في وضع تعريف مشترك للدور الذي يفترض أن يلعبه المواطن العالمي في المستقبل ، كما وضحنا سابقاً في هذه الورقة . و نحن نتوقع أن هذه النزعة تجاه التعاون سوف تستمر في المستقبل ، و سوف تتوجه مدارسنا و جامعاتنا إلى التجاوب معها و تبني الدور الذي يفترض أن يلعبوه ليساعدوا الطلاب في الاستعداد لمستقبل عالمي زاهر .



و لذلك فقد وضعنا المواطن العالمي المستقبلي (الطالب) ، في ورقتنا هذه على أنه العامل المتغير في نموذج بيئة مدرسة المستقبل . و البيئة التعليمية المشاركة لمدرسة المستقبل هي العامل المستقل الذي يساعد على إنتاج مواطنين عالميين ذو كفاءة و خبرة . و تحتوي البيئة الضرورية لمساعدة المدارس على إعداد مواطني المستقبل و التي تطابق هذا النموذج على عدة عناصر مختلفة و لكن مترابطة تعمل على بناء مفهوم نموذجي لبناء بيئات المؤسسات التعليمية .

و يجب أن يرتبط كل عنصر بفعالية في المبادرات التعاونية و أن يطور قنوات حوار متعددة الاتجاهات من أجل تعزيز بيئة تعاونية جماعية . يوضح الشكل رقم 2 هذا النموذج لمفهوم التعاون



شكل رقم (2) : نموذج البيئة التعليمية التعاونية



افتراض مسؤولية الفرد لتحقيق الأهداف الجماعية



من أجل نجاح نموذج المؤسسة التعليمية ، يجب على الأفراد أن يفترضوا مسئوليتهم تجاه المساهمة في العالم المشترك . و نوضح فيما يلي بعض الأمثلة البسيطة على ذلك .



الإدارة



افتراض المصداقية في نجاح المدارس ، إيجاد السلوك الجماعي الحديث ، تبادل و معرفة رسالة و رؤيا المؤسسات التعليمية الأخرى ، تطوير خطة عملية لتنفيذ مفهوم التعاون ، تقديم الحوافز و شهادات التقدير ، تقديم فرص التطوير المهني ، تقديم المعلومات العامة ، تقديم المساعدات و الاستشارات ، تكوين لجان اجتماعية ، إشراك الأباء ، و أولياء الأمور و الطلاب في التخطيط و صنع القرارات ، تكوين حلقات وصل مؤسسية في المجتمع .



أعضاء الهيئة التدريسية أو التعليمية



السلوك النموذجي التعاوني ، استخدام الوسائل الجديدة و المبتكرة في التعليم ، المشاركة التعاونية للمبادرات، تقديم المعلومات المهمة و بصورة مستمرة و التي يمكن أن تساعد الطلاب من وقت لآخر ، التخاطب مع الأباء و المجتمع ، إدخال التقنية الحديثة في المناهج و طرق التدريس ، تقييم المناهج باستمرار ، مشاركة الطلاب في النشاطات اللامنهجية ، إنشاء شبكة تواصل بين المدرسة و المجتمع للتخاطب بعد أوقات المدرسة ، تحفيز الرحلات العملية ، المشاركة في خدمة المجتمع



الآباء و أولياء الأمور



السلوك النموذجي المشارك ، إعطاء الاهتمام الحيوي للطلاب ، التخاطب باستمرار مع أعضاء هيئة التدريس و الإدارة ، المشاركة في النشاطات المدرسية .





الخاتمة



كيف يمكن للإدارات أن توضح المسؤوليات المطلوبة من الأفراد و الجماعات من أجل تبني مفهوم أشمل و أوضح للتعاون في مدارس المستقبل؟ أولاً : يجب عليهم مسائلة أنفسهم : هل يعتبر ذلك شيئاً هاماً يجب على المؤسسة التعليمية التركيز عليه و الاهتمام به؟ . ومن أجل اتخاذ قرار بهذا الشأن ، يجب العودة إلى رؤية و رسالة المدارس و دراسة جميع الأدلة المطروحة و من ثم القيام بالمزيد من الأبحاث و معرفة الفرص و الاحتياجات الداخلية والخارجية .

يجب أن تقوم المدارس بتجميع النظريات التي تؤمن بها فعلاً . و عند اتخاذ أي قرار للتقدم ، يجب أن تركز المدارس في إنجاز بعض المهام بدقة شديدة ، من المفترض أن تكون الأولوية للمشاريع و المبادرات التي تستطيع هذه المؤسسات التعليمية تنفيذها ، باستخدام المصادر المتاحة. و لا يفترض أن تخصص الموارد النادرة في المشاريع التي لن تكون لها نتائج مرئية (واضحة) . و في النهاية تعتبر النية الحسنة ليست كافية . فالقرار هو الأساس للالتزام بالتنفيذ . و لا يجب أن يجب أن يتخذ أي قرار إلا إذا تم التأكد من وجود الشخص الذي سينفذه حتماً . و من الضروري وضع خطة عملية مفصلة بأهداف و تواريخ مفصلة لإنهاء المهام المطلوبة



و من أجل إيجاد طرق و وسائل ابتكاريه فعالة و جماعية للبيئة التعليمية و ضمان استمراريتها ، يجب أن يكون هناك دائماً تشجيع و مساندة متواصلة من الإدارة ، الوالدان ، الطلاب و المجتمع . و لا يمكن الاعتماد على الجهود و المبادرات الفردية . يجب أن تتغير بيئة المدارس ، كما يجب أن يتخذ الإداريون الأدوار القيادية و أن يتحملوا مسؤولية نجاح أو فشل المدارس في تحقيق رسالتها و أهدافها في المستقبل . ليس هذا فقط و إنما من المطلوب أن يتحالفوا و يتحدوا أكثر مع أعضاء الهيئة التدريسية من اجل تحقيق الهدف المشترك بتعليم طلابنا و إعدادهم للمستقبل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
X-x'
عضو من كبار الشخصيات
عضو من كبار الشخصيات
X-x'


عدد المساهمات : 1931
نقاط : 2077
تاريخ التسجيل : 20/09/2012
العمر : 26
الموقع : .???????

نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Empty
مُساهمةموضوع: رد: نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون    نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  I_icon_minitimeالجمعة 2 نوفمبر 2012 - 11:09

merci
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://.......
 
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تعريف البركان ، تعريف البراكين ، تعريف البركان علميا ، تعريف البركان الخامد
» شعر عن التعاون
» شعر عن التعاون
» قصة عن التعاون
» قصة عن التعاون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بوزكري :: المنتدى العام :: قسم المواضيع العامة-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» الدروس المستفادة من إسراء رسول الله صلى الله عليه وسلم
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  I_icon_minitimeالسبت 20 فبراير 2016 - 15:57 من طرف الصفاء

» ممثل الشباب السيد يعلاوي مروان يقوم بمبادرة حسنة
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  I_icon_minitimeالسبت 16 يناير 2016 - 21:53 من طرف SoNsBiK.

» التكاسل عن أداء الصلاة
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  I_icon_minitimeالجمعة 4 ديسمبر 2015 - 23:42 من طرف الصفاء

» العقاب بالضرب في التربية الإسلامية
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  I_icon_minitimeالثلاثاء 17 نوفمبر 2015 - 16:11 من طرف الصفاء

» افتراضي هل ترى ما أرى ؟؟؟
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  I_icon_minitimeالأحد 18 أكتوبر 2015 - 19:17 من طرف doda40dz

» قبيلة المؤمنين
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  I_icon_minitimeالأحد 27 سبتمبر 2015 - 8:40 من طرف الصفاء

» رحمة سابغة في المعاملة
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  I_icon_minitimeالجمعة 4 سبتمبر 2015 - 20:58 من طرف řαŷŏųŋα

» دستور إصلاح الأمة على نهج النبيين والمرسلين
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  I_icon_minitimeالأربعاء 26 أغسطس 2015 - 20:16 من طرف ANIS2001

» قد تختلف الاذواق في الرسم ولكن الفن واحد طالما لديك موهبه
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  I_icon_minitimeالجمعة 10 يوليو 2015 - 11:59 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_rcapنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Voting_barنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_lcap 
*+طائر النورس+*
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_rcapنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Voting_barنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_lcap 
X-x'
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_rcapنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Voting_barنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_lcap 
amin lharachi
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_rcapنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Voting_barنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_lcap 
همسة دلع
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_rcapنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Voting_barنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_lcap 
doda40dz
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_rcapنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Voting_barنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_lcap 
Jùst Stàŷ ÂlØñè
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_rcapنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Voting_barنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_lcap 
SoNsBiK.
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_rcapنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Voting_barنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_lcap 
اميرتي
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_rcapنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Voting_barنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_lcap 
يمنية وافتخر
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_rcapنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Voting_barنحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
نحو تعريف شامل لمفهوم التعاون  Fb110