قال تعالى*للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلّة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون*(سورة يونس 26)،
يخبر تعالى أن لمن أحسن العمل في الدنيا بالايمان والعمل الصالح *الحسنى* في الدار الآخرة،*هل جزاء الاحسان الا الاحسان*؟ وقوله تعالى*وزيادة* هي تضعيف ثواب الأعمال ويشمل ما يعطيهم الله في الجنة من القصور والحور والرصا عنهم،وما أخفاه لهم من قرة أعين، وأفضل من ذلك وأعلاه، النظر الى وجهه الكريم، فانه زيادة أعظم من جميع ما أعطوه لا يستحقونها بعملهم بل بفضله ورحمته، وقد روى تفسير الزيادة بالنظر الى وجهه الكريم الجمهور من السلف والخلف، روى الامام أحمد عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية*للذين أحسنوا الحسنى وزيادة*، وقال- اذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، نادى مناد/ياأهل الجنة ان لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه ، فيقولون/وما هو ألم يثقل موازيننا؟ ألم يبيض وجوهنا؟ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار؟ قال-فيكشف لهم الحجاب فينظرون اليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئا أحب اليهم من النظر اليه ولا أقر الى أعينهم، أخرجه أحمد ورواه مسلم وجماعة من الأئمة،
وعن أبي موسى الأشعري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- ان الله يبعث يوم القيامة مناديا ينادي/ياأهل الجنة- بصوت يسمع أولهم وآخرهم- ان الله وعدكم الحسنى وزيادة، فالحسنى الجنة، والزيادة، النظر الى وجه الرحمان عز وجل-أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم،وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله عز وجل* للذين أحسنوا الحسنى وزيادة* قال، الحسنى الجنة، والزيادة النظر الى وجه الله عز وجل، وقوله تعالى*ولا يرهق وجوههم قتر* أي قتام وسواد في عرصات المحشر، كما يعترى وجوه الكفرة الفجرة من القترة والغبرة،*ولا ذلة* أي هوان وصغار، بل هم كما قال تعالى في حقهم*فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا*أي نضرة في وجوههم وسرورا في قلوبهم، جعلنا الله منهم بفضله ورحمته آمين.
-الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله-وصلى الله على محمد.