الشاب المهموم والحكيم العارف
يحكى انه كان هناك شاب يحب فتاة حباً جنوني وبعد فترة من الغرام والعشق والهيام ماتت تلك الفتاة فانتابت ذلك شاب حالة من الهم والغم واصبح في حالة لا يحسد عليها من الكاٌبة والحزن وكل من يرى هذه الحالة التي اصبح فيها ذلك الشاب ياخذه البكاء عليه وكان لذلك الشاب صديق له قمة في الوفاء فاخذ يسأل لعل هناك علاج لصديقه الذى ملئت حالته بالهم والغم والحزن والكاٌبة فارشده بعض الناس الى ان هناك حكيم عالم عارف يسكن في منطقة جبلية ....
ولما اقنع صديقه الشاب واخذه الى هناك وجد ان ذلك الحكيم يملك قصراً جميلا تملئهُ الغرف الجميلة والحدائق التي تحيط به من كل جانب
... فلما دخلا على الحكيم وحكى له الصديق الوفي قصة صديقه المريض وما اصابه في حالته قال الحكيم اعلم يا صديقي اني املك علاج لصديقك الشاب لكن بحكمة يطبقها لي فقط قال افعل ما تشاء ايها الحكيم لعله يشفى
::::: قال الحكيم تعال ايها الشاب واحمل هذه الملعقة وضع فيها بعض الزيت واذهب لترى ما في القصر والبستان واياك واحذر ولا تدع عينيك تفارق الملعقة او تسكب قطرة من ذلك الزيت الذي في الملعقة
!!!! فاخذ ذلك الشاب الملعقة وذهب ليجول في ازقة القصر وغرفها وبعدها ذهب الى البستان وحدائقه وعاد الى الحكيم دون ان يسكب قطرة واحدة من الزيت
... فقال له الحكيم الان اعطني تلك الملعقة التي تحمل الزيت واذهب دون اي شيء لترى القصر والحدائق البستان فذهب ذلك الشاب وهو متعجب بما تراه عينيه من جمال للقصر وروعة لما تحمله الازهار والاشجار وثمار البستان فلما عاد الى الحكيم سأله الحكيم احكي لي ماذا رأيت في المرة الاولى وماذا رأيت في المرة الثانية ؟؟؟
فقال الشاب المريض ::: في المرة الاولى لم ارى شي وفي المرة الثانية رأيت جمال القصر وروعة البستان ...
فقال الحكيم ::اتعلم لماذا؟؟؟
لانك في المرة الاولى كان كل همك ان تعود بالملعقة ولم يسكب منها قطرة من الزيت وفي المرة الثانية لم تكن تابه لشيء ولم تحمل اي شيء لتخاف عليه من السكب ورأيت ذلك الجمال
... هكذا هي حياتك تحرر من القيود التي تقيدك بالهم والغم والحزن والكاٌبة لانها كالزيت الذي حملته ما دام في يديك فانك لن ترى جمال الحياة كجمال القصر ورعة الايام كروعة البستان ..
الكاتب \ ماجد حميد الدبياني