الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركاً فيه يوافي نعمه ويكافئ مزيد احسانه ، واشهد ان لا اله الا الله وحده خالق الكون ومبدعه ومتقنه خلق فابدع سبحانه كل شئ حولنا يدل علي انه الملك الذي تصير اليه الأمور ، واشهد ان سيدنا وحبيب قلوبنا سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم تسليما كثير
وبعد
الكون حولنا يشهد علي عظمة الله ، كل شئ فيه صغر ام كبر عظم ام حقر يشهد ان لهذا الكون رب وسيد خلقه ومسئول عن تصريف اموره، ولا ينكر ذلك الا قاسي القلب جاحد للنعم ، اعمى البصر مطموس البصيره.
كل هذا الجمال حولنا من ابدعه الا الله ، كل شئ تنظر اليه تري فيه جمال ، وقد ينقسم راي بعض الناس علي نفسه ويقول انه يري قبح ممزوج بما حولنا ، هذا الرأي معتبر وهو ينقسم الي نوعين ايضا نوع هو اصلا لا يري الا القبح في كل شئ ان أريته صورة غروب الشمس لا يري فيه عظمة وابداع ولا جمال ويصف المنظر بانه كئيب يدل علي الموت ، ان وجهت نظره الي مجموعه من الطيور تغرد في الصباح او في العشي ، تراه يقول لك انظر الي كميه الفضلات التي يخلفونها ، انظر الي اصواتهم المزعجه ، فهذا الانسان اشفق عليه لان الدنيا عنده كل ما فيها كئيب ولا يري فيها جمال.
القسم الثاني وهو وسطي في طرحه وفي حكمه علي جماليات الامور وقبحها فتراه يري الجمال ويري القبيح لكن مشكلته انه لا يستطيع ان يفرق بين ما وجد طبيعيا كما ابدعه الله وما تدخل فيه الانسان وجعل القبح اقل ما يوصف به
فتري هذا الصنف اتفق معه عندما يصف مثلا مصنعا تصدر مدخنته الدخان الاسود الكثيف بانه قبيح لكن لا اتفق معه عندما يصف حيوان مثلا كالقرد او الخرتيت او انسان زنجي اسود اللون افطس الانف غليظ الشفاه بالقبح ، فالجمال هنا نسبي ليس له قاعده او قانون يوضح لنا مقاييس الجمال فقد يكون ما تراه انت جميلا قبيحا في عين احدهم وقد يكون القبيح عندك عند غيرك قمة الجمال فليس هناك مقياس للجمال.
وما دفعني لكتابه هذا المقال انني اجد في كل شئ حولي جمال وابداع انظر الي صوره للطبيعه اري انها تكاد تنطق بعظمة المبدع الخلاق العظيم انظر الي مجموعات الصغار في اي فصيل كان سواء صغار الحيوان او الطير او الانسان ما هذه العظمة والروعه التي يحكيها المنظر ابداع
فالكون عبارة عن جمال مطلق لان من خلقه مبدع عظيم ، ولا يسع الواحد منا إلا أن يقول سبحان ربنا العظيم سبحان من ابدع وصور