السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
&الناس معادن&
الناس مثل المعادن ؟
عن ابي هريرة قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( الناس معادن) رواه البخاري ومسلم وغيرهما .
وعن ابي هريرة قال؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( الناس معادن كمعادن الفضّة والذهب)
خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا .
( والأرواح جنود مُجنّدة ، فما تعارف منها إئتلف ..وما تناكر منها اختلف ) رواه مسلم .
وعن ابي موسى الأشعري قال؛قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إنّ الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض )
فجاء بنو آدم على قدر الأرض
( فجاء منهم الأحمر ، والأبيض ، والأسود ، وبين ذلك ، والسهل ، والحزن ، والخبيث ، والطيّب ).
رواه الترمزي وقال حديث حسن صحيح .
سبحان الله ما أروع هذا الوصف النبوي الكريم ( الناس معادن كمعادن الفضّة والذهب) حيث قدّم
الفضّة على الذهب لأن الناس الكرام أقل بكثير من غيرهم .
ومن أكرم الكرام وخيرة البشريّة جمعاء هم الرُسُل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين
وعلى رأسهم "سيِّد ولد آدم" ، الذي هو نبيِّنا ورسولنا ( محمد) صلى الله عليه وسلم .
ومن بعد الرُسُل والأنبياء يأتي الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، وكان على رأسهم "الصدِّيق
وقد علّق بعض العلماء على هذا الموضوع بكلام مفيد.
وهو :
إن أصناف الناس وطبقاتهم تتفاوت في الطباع والأخلاق .
فمنهم الخيّر الفاضل الذي ينتفع الناس بصحبته .
ومنهم الرديء الناقص الذي يتضرّرون بقربه وعشرته.
وكما ان الأرض مختلفة الأجزاء والتراب.
فمنها الخصبة الطيّبة ، التي يطيب نباتها ويزكو ريعها.
ومنها السباخ الخبيثة التي يضيع بزرها، ويبيد زرعها.
ومنها ما بين ذلك،، على حسب ما يوجد منها حسّا ، ويشاهد عيانا.
فإختلاف الناس في غرائزها ، مثل هذه المعادن التي بالأرض.
فمنها الجوهر النفيس،، ومنها المنحطّ الخسيس.
وكذلك جواهر الناس وطبائعها .
ـــ فمنها الزاكي الرضي ، ومنها الناقص الدني .
فإذا كان الناس كذلك ،، وكان الأمر على العيان منهم مشكلا ،، وإستبراء العيب فيهم متعذّرا..
كان الإمساك عنهم، والتوقـّف عن مداخلتهم أفضّل وأسلم،، إلى ان تتكشّف اسرارهم ، وبواطن أمرهم.
وعند ذلك يكون الأمر واضحا .
إمّا الإقدام على خبرة .
أو الإحجام عن بصيرة ..والله تعالى هو الموفـّق سواء السبيل.
نعم إنّ الإنسان أصله من تـُراب الأرض التي نعيش عليها.. فمنها خلقنا الله تعالى ، وإليها نعود بعد
رحيلنا من هذه الحياة العابرة .. ثم البقاء في جوف الأرض الى يوم الحساب ..
فنسأل الله عزّ وجل أن نكون وإيّاكم من المرحومين والمكرّمين بعفوه ورحمته ، ومن الفائزين بجنّات النعيم .