محظوظةٌ هي ... ولكن لا تعرف كم هي محظوظة ؟!
في ذلك المطعم أول أمس وبعد نصف ساعة من جلوسها على الطاولة الشاغرة في ركن المطعم البعيد , وحينما طلبت الدجاج المشوي - هي تكره اللحم والسمك للغاية - فأومأ لها النادل وذهب مُسرِعاً لإحضاره.
مما أعطاها وقتاً كي تتفرس في النُزلاء , على كلِ طاولة جلس فردان , زوجٌ وزوجته , ولدٌ وحبيبته .
أخذت تندُب سوء حظِها والنادل يضع امامها المُقبِلات وقطع الدجاج التي كادت رائحتها الشهية أن تُنسيها كم هي وحيدة ! ؟
بعد أن بدأت الأكل ببضع دقائق , رأت الشخص الذي أمامها وقد بدأ يمسك بطنه وهو يتأوه ثم تقيأ ما أكله ...
أتبع ذلك موجة من القيء التي سرت في المكان وتوقفت عندها هي , بعد بضع دقائق أتت عربات الإسعاف وطلبوا منها الذهاب للمشفى كي تُجري بعض الفحوص
رغم تأكيدها لهم أنها بخير ذهبت معهم مرغمة ..
بعد أن أنهى الطبيب فحصه , قال لها كم أنتِ محظوظة ...لقد كان السمك واللحم فاسدين ولذلك أصاب باقي الأشخاص التسمم .
وقد كُنتِ أنتِ الوحيدة التي طلبت الدجاج .
صديقتها المُقربة وبعد قصة حُب دامت اكثر من سنتين , خطيبها أصابته أزمة قلبية جعلته طريح الفراش
لم تشمت هي بالطبع في صديقتها ولكنّها أضحت الآن وبكلِ جدّ تنظر لجوانب لم تلاحظها قِبلاً ..
قد يكون هذا أحد الأسباب أنّها لم تُحَب أبداً , أنّها ليست قوية الملاحظة ولا تملِك حظاً جيداً , أو أنها ليست شديدة الجمال .
السبب الأخير كان يُسيطر عليها , هي فقط تحتاج جمالاً فائقاً ..
ولقد تغير رأيها في موضوع الجمال هذا حينما سمعت أحد الأطباء - بينما يُعالج أحد مرضى المطعم - يقول أن الذئبة الحمراء تنتقي أجمل الفتيات .
حينما رجعت إلى المنزل عرفت أن الذئبة الحمراء مرض يُدمِر الكليتين ..
حتى المرض لا يختار سوى الجميلات !
قد تكون محظوظة أيضاً لأن والدتها التي ماتت بمرضٍ وراثي لم تُورِث لها المرض , ولسوءِ الطالع أنّها لم تُورِث لها عيناها الخضراوين وشعرها شديد النعومة ..
لا تدري إن إستمر حظها - الذي يراه الناس حسناً - إذا استمر حقاً كما هو
فهل سينتهي بها الحال وحيدة ؟!