تبدأ الحكاية في بيت صغير تعمه السعادة تعيش مريم و زوجها احمد كانت حياتهما بسيطة . كان احمد اماما في المسجد و مريم معلمة هناك ولكن كان ينقصهم شيء وهو غلام او طفل يزين حياتهم وللأسف مريم كانت عقيمة , كانت تدعو ربها دائما ان يرزقها طفلا واحدا يملئ دنياها فرحا و سعادة , كان احمد لا يحب التكلم في هذا الموضوع و لا يحب ان يبين حزنه لأنه كان يحب مريم كثيرا و لكن مريم لم تنسى الموضوع و بقيت تبحث عن حل .
مضت الايام و مريم على نفس الحال كانت كل مرة تقوم بعملية من اجل زرع رحم ولكن كل مرة تفشل لم تكن تدري ان الله لا يريدها ان تنجب عسى ان يكون خير لها . لم تستسلم مريم ابدا حاول احمد ان يجعلها سعيدة ولكن فشلت كل محاولته فقترح ان يسافرا الى مكان بعيد لكي تنسى معاناتها و كثرة الاسئلة لم توافق مريم في الاول و لكن اقنعها احمد فذهبا الى دبي لمدة 5 اسابيع
احبت مريم دبي كثيرا و فرحت كثيرا بهذه السفرة و في احدى المرات وهي تتجول في شوارع دبي رأت مستشفى عمومي لكل الحالات ارادت ان تجرب و تسال ربما قد تجد الحل .دخلت وإذ بها تسمع اصوات الاطفال فمتلىءة عيونها بدموع اقتربت من مكان الصوت فرات طفلا صغيرا يبكي باحثا عن امه لم تجد احدا هناك سالت عن امه فقالو لها انه بدون ام ولا اب لم تستطع مريم ترك ذلك الطفل فقررت اخذه و تكفل به دون ان تسال احمد .اخذته و ذهبت الى البيت
فوجدت احمد ينتظرها و عندما دخلت تفاجئ احمد قائلا : ما هذا الذي في يدك ? اجابته مبتسمة : ماذا الا ترى انه صبي صرخ احمد لاول مرة في وجهها : اعرف انه طفل ولكن من هو و ابن من و لماذا احضرته ? نظرت مريم اليه و الدموع في عينيها : اتسالني هذا سؤال لماذا احضرته لأنني بحاجة اليه لأنني اريد تربيته اريد ان اسمع كلمة امي الا تريد ان تسمع صوت ابنك و هو يقول ابي ارجوك يا احمد لا ترفض فساعدتي تتحقق به اذ رفضت ستقتلون , لم يتفوه احمد بكلمة بقي صامتا جامدا في مكانه لا يعرف ماذا يقول هل يقبل بطفل ليس ابنه ام يرفض فيحطم سعادة زوجته التي ابتسمت لاول مرة لم يكن امامه حل سوى القبول .
عادا الى بلدهم والطفل معهم تفاجئ اهل المدينة من الطفل الذي احضراه فسألوهم عنه فكذبت مريم لاول مرة (يقال كي تغطية كذبة واحدة يلزمك 100 كذبة ولكن مريم لم تفكر بذلك ) فقالت انها اجرت عملية و نجحت و هذا ابنها ., تفاجئ احمد من زوجته و من تغيرها المفاجئ لم يتكلم كي لا يؤلمها اكتر من الالم الذي تحس به
مرت الايام و مريم مع ايوب ( نعم قد سمته ايوب على اسمي جدها) بقيت مريم تهتم به و نسيت حالها فلم تعد تعطي دروس في المسجد و لم تعد مريم التي تهتم بزوجها و بنفسها و ببيتها كانت دائما معه كرست حياتها له
مضت 10 سنوات و مريم على نفس الحال , كبر ايوب و دخل المدرسة كانت نفقات المدرسة عالية الثمن و لكن مريم ارادت ان توفر له كل شيئ ضغطت على احمد من اجل توفير المال لتعليمه في احسن المدارس فقرر احمد لن يبحث عن عمل تكون اجرته عالية فلم يجد ولكنه تذكر قول مريم ( انت وعدتني ان تحميني و تحمي ايوب ) لم يكن امام احمد خيار غير انه يبيع كليته فقام ببيعها و اخد مال مقابل ذلك , ووفر لهم حياة جميلة ولكنه ضيع حياته من اجلهما
مضت 10 سنوات و صحة احمد تتدهور و مريم لا تهتم الا ببنها وفي احدى الايام احس احمد بألم شديد في كليته لم يتحمل ذلك راته مريم لأول مرة محطما مكسورا مريضا اندهشت و خافت قائلتا :ما بك يا حمد سوف استدعي الطبيب فقال احمد لا اريد طبيبا اريدك ان تبقي ال جانبي اريد ان اموت و انا معك و مع ايوب لقد حان وقت رحيلي لقد تحققت امنيتي ان تغمض لي عيني لأخر مرة ارجوك لا تبكي عند موتي فانا لطالما احببتك و اردت ان تبقي سعيدة اوعدني ان تهتم بنفسك و بأيوب . لم اترك شيئا لكم ولكن اريدك ان تقول لابني انني احببته وأنني تركت له اسمي ارجو ان يحافظ عليه اشهد ان لا الله إلا الله محمد رسول الله . صرخت مريم بأعلى صوت و بكيت كثيرا فقد فقدت اغلى انسان الذي ضحى بحياته من اجلها ومن اجل ابنهما
بقيت مريم مع ايوب حتى كبر و صار رجلا يدرس في الجامعة وفي يوم من الايام سال ايوب عن والده رحمه الله قائلا : امي اوصفي لي ابي . كيف كان وماذا كان يعمل , اندهشت مريم فبعد 25 سنة يسألني ابني عن احمد الذي كنت احاول نسيانه فبتسمت مريم و سقطت الدمعة من عينيها ة قالت : لا يوجد احسن من ابيك و ضمته وفجاة تفكرت و عدها لأحمد ان تخبر ايوب الحقيقة لم تستطيع اخباره و لكنها عزمت على القول فاجلسته بجانبها و قالت له : ساخبرك شيئ قد يغضبك و يحزنك و لكن اعلم انني احبك و سامحني يا بني فاخبرته الحقيقة و اذا به يقوم و يرى في عينيها و يقول لها لماذا بعد كل هذه سنوات في الاخير اظهر انني بدون عائلة انت لست امي وابي ليس اابي ليتكم لم تأخذوني لأنكم سببتم لي احزانا و مشاكل في حياتي بسبب فقركم ليت عائلة اخرى تبنتني لن اسامحكم ربما امي و ابي الحقيقيان كانا احسن منكم لن اسامحكم ابدا .
لم تحاوا مريم قول شيئ فقط اكتفت بنظر اليه للمرة الاخيرة و في حيني خروجه نادته مريم قائلتا اايوب سامحيني يا بني لا اريد قول شيئ لك فقط اريد ان اضمك للمرة الخيرة ابتسم ايوب وقال تضميني هل مجنونة لم اعد صغيرا لكي تحضنيني انا لا اريد حضنك اريد المال هل لديك ? طبعا لا فانت فقيرة ساهرب من هذا الفقر و اعش حياتي بدونك و بدون ذكرى اب ليس ابي و الافضل ان لا يكون اتعريفين شيئ كنت استحي ان اقول انك امي وان ذلك الرجل ابي اما الان ساقول انك عقيمة وانني لست ابنكي . وقفت مريم جامدتا لم تستطع قول شيئ( فالو لدها قد جرحها بأقصى الكلمات بعد ان ضحت من اجله ) فتركته يذهب قائلتا في نفسها اذهب يا بني و عش حياتك فانا لن ادوم لك ولكن يأبني قد علمتني شيئا واحدا انني كنت عقيمة وعقمي فيه حكمة ان ربي رحمني من ان ارى ابني يهينني امام اعيني ولكن انا اردت ذلك و هذه هي النتيجة
مضت 5 سنوات و مريم مشتاقة لابنها فأرادت ان تبحث عنه فقط لتطمئن عليه ذهبت مريم تبحث عن ايوب وجدت بيته فطرقت الباب ففتح ايوب و نظر ليها و صرخ في وجهها قائلا : ما الذي اتى بك ? انا لا اريدكي في حياتي انا اليوم باحسن حال لديا كل شيء فذهبي فقالت مريم بصوت حنون لم اتي لاسلئك عن مالك بل جئت اقول لك انتبه لنفسك فالمال ليس كل شيء في هذه الحياة فضحك و قال اغربي عن وجهي و خذي نصائحك معك ربما تنفعك ان تنجب ولدا , انحرجت مريم و انسحبت و ذهبت و قلبها مكسور على من ربت
في يوم من الايام ارادت مريم ان ترى احفادها من بعيد فذهبت الى منزل ايوب و طرقت الباب ولم يجب احد و اذ بأحد الجيران يقول لها ان صاحب البيت في المستشفى اسرعت مريم الى المستشفى و يدها في قلبها و عند وصولها وجدت ابنها مستلقيا في الفراش ليس بيده حيلة ضعيف ليس ذلك الابن الذي كان قويا قبل 5 سنوات دخلت اليه و مسكت يديه و قالت لن اتركك يا ابني فأنت روحي سأنقضك حتى لو كلف ذلك عمري
اتجهت مريم الى الطبيب وسألته عن حالتي ابنها فاخبرها ان قلب ايوب ضعيف جدا و ربما يفارق الحياة لم تتردد مريم ابدا و تبرعت بحياتها لابنها .
استيقظ ايوب و هو حامل قلب الطف ام فلم يتذكر ماذا حدث له فسال الطبيب عن حالته فأجابه ان احدا انقض حياته و تبرع بقلبه له اندهش ايوب و قال من ? هل اعرفه دخلت زوجته و قالت إلا تستطيع ان تتذكر إلا تعرف من يمكنه فعل ذلك انها امك نعم امك التي طردتها من حياتك و اهانتها و لأول مرة ينصدم ايوب بخبر عن امه نزل من فراشه متجها الى بيت امه فتح الباب ودخل غرفة النوم فرأى صورته مع امه و تذكر قولها ( ابني لن اتركك ابدا وإذ اصابك مكروه سأضحي من اجلك فانت هو حياتي ) و تذكر قسوته معها رغم انها ربته و كانت احسن من امه الحقيقية و لكنه نكر كل شيء و قصد ان يعذبها
رأى ايوب صندوق تحت الفراش ففتحه ووجد رسالة مكتوب عليها اسمه ففتحها و قرا:
الى ابني العزيز ايوب
اكتب لك اليوم بقلمي و بقلم ابيك لقد ذهبنا انا و احمد و لن نعود كم تمنينا ان نراك مع اولادك و كم تمنيت ان اضمك اخر مرة. تمنيت ذلك اليوم ان اختفي من حياتك و ها انا اختفي و لن تراني مجددا اريد ان تعرف شيئا قلبي معك حافظ عليه ولا تنساني سأقول لك شيئا اتتذكر يوم سألتني عن ابيك سأصفه لك احمد هو الشخص الذي باع كليته من اجل ان تعيش و تدرس في احسن المدارس هذا هو احمد الاب الذي تستحي ان تقول انه ابوك ولكن لا الومك لأنني لا استطيع ان الوم قلبي ربما كان معك حق لم يكن علي ان احضرك لربما عشت حياة افضل سامحيني يا بني احببتك كثيرا و لم انساك اخبر احفادي انني احبهم رغم انني لم اراهم اتمنى لك السعادة في حياتك
والديك اللذان يحبانك
مريم و احمد
سقطت الدمعة من عين ايوب بعد فوات الاوان وصرخ سامحيني يا امي
ارجو ان تنال اعجابكم انتظر تعليقاتكم