كشفت التحقيقات الأولية التي قام بها المخبر الوطني لعلم الإجرام والأدلة الجنائية بالعاصمة، عن هوية الانتحاريين اللذين استهدفا مقر المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بتمنراست، وأن كليهما من جنسية أجنبية، واستعملا سيارة بوثائق مزورة في هجومهما على مقر المجموعة الإقليمية. وكشفت التحقيقات أن الانتحاريين كان بحوزتهما سلاحان من نوع كلاشينكوف برقم تسلسلي أجنبي عثر عليهما الضباط المحققون بموقع الانفجار، ورجح المحققون أن يكون الإرهابيان بصدد استعمالهما في حال اعترض طريقهم أي رد من طرف قوات الدرك الوطني الذين كانوا في حالة تأهب قصوى نظرا للتعليمات التي تلقوها من طرف اللواء قائد سلاح الدرك الوطني منذ مطلع السنة الجارية، وقالت المصادر التي أوردت الخبر لـ''النهار'' أن اللواء أحمد بوسطيلة قد اطّلع شخصيا على الأشلاء التي تم جمعها من موقع الانفجار لدى الزيارة التي قادته إلى مكان الاعتداء الإرهابي. وعرض المحققون على اللواء قنبلتين يدويتين عثر عليهما بموقع الجريمة التي تسببت في جرح 23 شخصا من بينهم 15دركيا، كانوا يزاولون مهامهم في الفرقة الإقليمية للدرك الوطني و5 من رجال الحماية المدنية و3 مواطنين كانوا مارين بالقرب من موقع الانفجار. المعلومات الأولية للتحقيق كشفت عن استرجاع أشلاء الشخصين في لحظة التفجير، في الوقت الذي أكدت الخبرات الجنائية التي قام بها الضباط المحققون أن السيارة التي استعملت في العملية الانتحارية كانت من نوع ''ستايشن سنة 2007'' تسير بوثائق مزورة نظرا للتزوير الذي تم اكتشافه في الرقم التسلسلي للسيارة التي دخلت تراب الوطن عن طريق التهريب. من جهته، وخلال الزيارة الميدانية التي قادته إلى موقع الجريمة رفقة قائد الناحية العسكرية السادسة وعدد من إطارات الدرك الوطني، أمر اللواء احمد بوسطيلة بالتكفل بكل المتضررين من الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف المواطنين العزل قبل أن يستهدف مصالح الدرك الوطني، وبخصوص الجرحى والمصابين إثر الاعتداء الإرهابي، أمر الرجل الأول في جهاز الدرك الوطني بالتكفل بهم نفسيا وماديا. وفي الشأن ذاته، لا تزال التحقيقات في الهجوم الانتحاري على مقر المجموعة الإقليمية للدرك الوطني جارية قصد التعرف على الهوية الحقيقية للانتحاريين، وقالت المصادر إن قوات الجيش ومصالح حرس الحدود والدرك الوطني سارعوا إلى تعديل الإستراتيجية الأمنية المنتهجة بالجنوب الجزائري قصد الرفع من نسبة التأهب والحد من مخاطر الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل خاصة أمام تفاقم المواجهات بين حركة الازواد والجيش المالي وهو ما يسمح بتوغل عناصر من التنظيم المسمى القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي نحو الولايات الجنوبية لضرب أمن واستقرار المواطنين عبر الشريط الحدودي الجنوبي.
في مخطط حدّد خطوطه العريضة بعد اجتماع طارئ بقادة الولايات الجنوبية
بوسطيلة يأمر بإخراج طائرات مروحية من طراز جديد إلى عمق الصحراء
أمر اللواء أحمد بوسطيلة، قائد سلاح الدرك الوطني، بتطبيق مخطط استعجالي تم تحديد معالمه وخطوطه العريضة في اجتماع أمني طارئ جمعه بقادة الولايات الجنوبية، أمر فيه اللواء بإطلاق طائرات الهليكوبتر الجديدة التي تدعم بها الأسطول الجوي للدرك في عمق الصحراء. وعقد، أمس، قائد سلاح الدرك الوطني لدى تفقده لموقع الهجوم الإرهابي الذي استهدف الفرقة الإقليمية للدرك الوطني اجتماعا طارئا مع قادة الولايات، ومسؤولين أمنيين بالمنطقة قصد توضيح معالم الخطة الأمنية الجديدة التي سيتم تطبيقها إثر الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مواطنين عزل ومصالح الدرك في تمنراست، وأمر المسؤول الأول عن جهاز الدرك الوطني بإعادة مراجعة مخطط الانتشار للدرك الوطني على الحدود الجزائرية، وكذا تحديد معالم التشكيل الأمني العملياتي الجديد، إضافة إلى مواصلة المهام العملياتية بكل صرامة من أجل تأمين المواطنين وممتلكاتهم في كل الظروف، في الوقت الذي أمر بتدعيم حرس الحدود ووحدات التدخل والوحدات الإقليمية، مشددا على تطبيق المخطط الأمني الخاص بكل صرامة باستعمال كل الوسائل المالية والبشرية المسخرة. وأمر اللواء بضرورة مضاعفة دوريات الأسطول الجوي للدرك الوطني معززا بطائرات مروحية من طراز