مدينة القالةةةة عروس المرجان

انت رحلة ممتعة بالرغم من طول المسافة أكثر من ثمان مائة كلم بين مدينة حاسي بحبح و مدينة القالة ، ، في حدود الساعة العاشرة مساء امتطينا الحافلة بين قاص و شاعر و روائي و شاعر الملحون و فنان و حرفي و عازف و فارس ... انطلقت القافلة على بركة الله محملة بزاد متنوع لم تخل الرحلة من هذاالتواجد الجميل و كانت متعتنا أجمل في التداول الثقافي و الاستماع إلى أحاديث و أشجان و قصص غاية في الروعة كل ذلك على عزف العود و ترنيماته السخية ، غادرنا ولاية الجلفة و في نفوسنا أشياء عن المكان و الأشخاص حتى الأقبية و الأشجار كأنّها تلوح بتوديعنا ....سبع ولايات على خط واحد تفصلنا عنها و ما أن لاح الفجر هاهي الطارف تلوح بقدومنا ، مدينة جميلة يعمها الهدوء و أشجارها الكثيفة تبتسم في كل زقاق أو ممر ، و لم يكن توقفنا طويلا إلا دقيقات ، ثم واصلت القافلة سيرها و رقابنا مشرئبة نتطلع جميعا إلى هذه المدينة الساحلية الجميلة طالما قرأنا عنها و كثيرا ما سمعنا عن انموذجها التاريخي ، كانت و لا تزال ساحلا للمرجان يقصدها الصائد ليل نهار تمتد على طول الساحل الشرقي من الجزائر ، امتزجت فيها بنايات قديمة و أخرى معاصرة ، لا تخل من لمسات غربية ، تطل على ساحل يعتبر من أهم مصادر الرزق لدى كثير من سكان هذه المدينة الهادئة ، و تشاهد من شرفة الفندق المطل على الساحال القريب جدا منه يكشف لك عن جمال خلاق و انسجام عذب في تلاحم البنايات و تجاور السفن و القوارب كأنها تناجي البحر في سكونه و هيجانه ، يداعبها و يراقصها بلطف و كل الأشياء من حوله في أمان ، تنفلت من حين لآخر سفينة أو قارب يمخر عباب الماء بنزق تتبعه رجات لطيفة يحرسها البحر من كل جانب ، و في المساء تعدو أدراجها محملة بشباك سخية و نفوس الصيادين ملأى فرحا و سروا بالصيد الثمين ،هي المدينة التي وطئتها أقدام المحتل الفرنسي يوما ما و كانت في نفسه أحلام الطامعين ، اعتقد أنّه يمكث فيها إلى الأبد و أنّه غنم غنما و لم يعلم أنه سيغرم غرما ، وصْفه للشعب الجزائري كان خاطئا ، و لأنّه أخطأ التقدير ضل السبيل و فتح على نفسه جبهة أذاقته مرا ....