ألا تخجل ياقمر؟؟
انتصف ليلي
وما زلت أحمل ورقتي وقلمي بيدي
أحاول أن أفرغ عن نفسي
برسومات وخربشات قلمي
تعبت من القراءة
فقررت أن أذهب وأستلقي
وأفرش لي مكاناً تحت ضوء القمر
نظرةُ إلى القمر
نظرةُ إليه نظرة تأمل وتمعن
فبادلني النظرة بإستحياء
سألته..؟
فقلت:
ما سر جمالك وحب الناس بك
فأجابني:
ليس الجمالُ جمال المظهر والمنظر
إنما الجمال جمال النفس والأخلاق والقيم
استغربت من هذه الإجابة
فكررت السؤال بصيغة أخرى
لكن أنت يا قمر
تتكلم عن صفات بني البشر..!!
وسؤالي إليكَ عنك أنت يا قمر..
قال اسمعني وافهم القصد من كلامي
ما يميزني أنا القمر
أني أعطي البشر
ولا انتظر الشكر
اكون لهم دليلاً إذا تاهوا
منيراً إذا أظلموا
رفيقاً إذا باتو وحيدين
فمن طرق بابي لقاني
ومن نادى علي وجدني
تغنى بي الشعراء
وتشبهت بي الفتيات
وقورنتُ بالجمال
عندها
صحتُ بأعلى صوتي
ألا تخجل يا قمر..؟!
بتعجب ودهشة قال:
وما بك
ولماذا هذه الصرخة
قلت:
أتصف نفسك بجمال الكون وملاكي موجود
أتصف نفسك بالمحبة وملاكي موجود
تجعل لنفسك صفة الرفقة وملاكي موجود
قلت له بغضب
ماذا تريد أن أحكي عنك الآن..؟!
وقد اقلقت البال
وطردت روعة السهر والحلم والناس نيام
فجاوبني بإستحياء
أعتذر منك يا رفيقي
فأنا لم أقل ما يريح ضميري
ولم أصدق في أقوالي ومعايري
في ذاك الوقت
نظرة إليه بتعجب وحيرة
قال:
لا تعجب يا صاح
فضوءي استمده من ملاكك
فهي من تعطيني النور والجمال
صفاتي مكتسبه منها
فأنا أعطي الناس بمقدار ما تمنحني من العطف والحنان
فجمالها لم أجد له مثيل
صحتُ بالقمر مجدداً
ألا تخجل يا قمر..؟!
فارتعب وقال
تكلمت ما يرضي ضميري
وصدقت بكل معايري
ولم أتفوه بكلام من أساطيري
قلت له:
ولكنك تتحدث عن ملاكي
عن روحي عن حياتي
ألا تخجل..!!!
قال:
اطلب ما تريد علي أقدم اعتذاري وأسفي
قلت له:
رسالة اشتياق
من قلب تعود الصبر وتحمل المشاق
إلى حبيبة القلب
تطمئنها عن الحال
وترسل إليها المرسال
وتخبرها بأني قادم إليها لا محال
وأخبرها يا صاح
بأن الصمت قد لاح
وستار حبنا قد انزاح
وحبها ساري في عروقي مساء صباح