سم الله الرحمن الرحيم
(وانك لعلى خلق عظيم)
الجانب الخلقي للرسول (صلى الله عليه وسلم)
هذه بعض صفات الرسول التي يجب أن نقتضى بها لكي نكون قد تحلينا بجزء من صفات الرسول (صلى الله عليه وسلم)
أولا: شجاعته (صلى الله عليه وسلم)
لقد ضرب الر سول (صلى الله عليه وسلم) أروع المثل في الشجاعة حينما وقف يوم حنين حينما ولى عنه المسلمون وفروا مدبرين فوقف في شجاعة يهتف قائلا:
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
فاستطاع بذلك إن يعيد المسلمين إلى الإقبال بعد الإدبار واتى بفضل الله النصر بعد الهزيمة وكذلك كان (صلى الله عليه وسلم) في جميع غزواته المثل الأعلى في الشجاعة الفائقة والبطولة النادرة.
ولقد روى عن سيدنا على بن أبى طالب _رضي الله عنه_انه قال :كنا إذا حمى البأس واحمرت الحدقة (اى اشتدت الحرب) اتقينا برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فما يكون احد اقرب إلى العدو منه ).
ثانيا : وفائه بالعهد(صلى الله عليه وسلم)
كان الوفاء الكامل شأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) في جميع مواقفه فلقد عقد مع اليهود عهدا وظل وفيا بعهده حتى بدا اليهود بالغدر وهذا حالهم في كل مكان وزمان فحاق بهم مكرهم, ولقد عقد عهدا مع قريش يوم الحديبية فظل وفيا بعهده حتى بدأت قريش بالغدر وحاربت قبيلة خزاعة المحالفة للمسلمين فجزآهم الرسول على غدرهم وغزاهم في دارهم فجاء نصر الله والفتح وخضعت قريش وأسلمت وهكذا كان (صلى الله عليه وسلم) في جميع مواقفه حتى جعل الرسول(صلى الله عليه وسلم) الغدر أيه النفاق فقال(صلى الله عليه وسلم) (أيه المنافق ثلاث :إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجلا)
ثالثا : حلمه
كان عليه الصلاة والسلام يعفوا عمن ظلمه ويعطى من حرمه ويل من قطعه .
ولقد روى سيدنا انس _رضي الله عنه _:خدمت النبي (صلى الله عليه وسلم) عشر سنين فما قال لي :_ اف قط , ولا قال لشئ صنعته: لم صنعته؟ ولا لشئ تركته : لو تركته؟)
ولما كان يقسم الغنائم يوم خيبر جاءه رجل وقال :اعدل يا رسول الله فقال الرسول :ويحك فمن يعدل إذا لم اعدل ؟فقد خبت إذا وخسرت إن كنت لا اعدل ,فقام عمر وأراد أن يضرب عنقه فلم يرض الرسول بذلك وغفر لرجل زلته وخطيئته .
والاهم من ذلك يوم الفتح الأعظم وأمكن الله رسوله من قريش التي بالغت في إيذائه وسلكت كل سبيل للكيد منه ومن المسلمين أنفسهم وأموالهم ,انظر ماذا يفعل الرسول(صلى الله عليه وسلم) وهم تحت يديه وهو قادر على إن يقتلهم جميعا باشا ره واحده على ما فعلوه به من تعذيب وغيره ولكنه وقف قائلا اذهبوا فانتم الطلقاء )
رابعا: جوده
روى عن سيدنا انس بن مالك _رضي الله عنه _أن رجلا سال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه غنما بين جبلين فرجع الرجل إلى قومه وقال: اسلموا فان محمد يعطى عطاء من لا يخشى الفقر .
وحمل إليه تسعون ألف درهم فوعت على حصير ثم قام إليها يقسمها فما رد سائلا حتى فرغ منها فجاءه رجل فسأله فقال: ما عندي شئ ولكن ابتع على (اشترى على حسابي) فإذا جاءنا شي قضيناه فقال عمر:ما كلفك الله ما لا تقدر عليه . فكره النبي ذلك فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله انفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا فتبسم (صلى الله عليه وسلم وعرف البشر في وجهه وقال بهذا أمرت)
خامسا: زهده
كان (صلى الله عليه وسلم ينظر إلى الدنيا على أنها طريق وممر لا على أنها غاية ومستقر ,ومنها ما روى عن السيدة عائشة رضي الله عنها من أنها هي وزوجات النبي (صلى الله عليه وسلم) كن يبصرن الهلال ثم الهلال ثم الهلال في شهرين ولا يوقد في بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار,وإنهن كن يعشن الأمد الطويل على الأسودين (التمر والماء) ولو أراد رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) المال وجده بين يديه ولو أراد كنوز الأرض لأقبلت مسرعه إليه ولكنه زهد في متاع الدنيا الزائل .
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الامى وعلى اله وصحبه وسلم