أنا الموت إلا أنني غير صــابر
على أنفس الأبطال والموت يصبر
أنا الأسد الحامي حمى من يلوذ بي
وفعلي له وصف الى الدهر يذكـر
إذا ما لقيت الموت عممت رأسـه
بسيف على شرب الدمـا يتجوهر
سوادي بياض حين تبدو شمـائلي
وفعلي على الأنساب يزهو ويفخر
ألا فليعش جـاري عزيزا وينثني
عدوي ذليلا نادمــــا يتحسر
هزمت تميما ثم جندلت كبشهـم
وعدت وسيفي من دم القوم أحمر
بني عبس سودوا في القبائل وافخروا
بعبد له فوق السماكين منبــر
إذا ما منادي الحي نادى أجبته
وخيل المنايا بالجماجم تعثــر
سل المشرفي الهندواني في يدي
يخبرك عني أنني أنا عنتـــر
إذا كان أمر الله أمـــرا يقدر
فكيف يمر المرء منــه ويحذر
لقد هان عندي الدهر لما عرفته
وأني بما تخبر الملمــات أخبر
وليس سباع البر مثل ضباعــه
ولا كل من خاض العجاجـة عنتر
سلوا صرف هذا الدهر كم شن غارة
ففرجتهـــا والموت فيها مشمر
بصــارم عزم لو ضربت بحده
دجى الليل ولى وهو بالنجم يعثـر
دعوني أجد السعي في طلب العلا
فأدرك سؤلي أو أموت فأعــذر
ولا تختشوا ممــا يقدر في غد
فما جاءنـا من عالم الغيب مخبر
وكم من نذير قد أتانــا محذرا
فكان رسولا في السرور يبشـر
قفي وانظري يا عبل فعلي وعايني
طعاني إذا ثار العجاج المكــدر
ترى بطلا يلقى الفوارس ضاحكا
ويرجع عنهم وهو أشعث أغبـر
ولا ينثني حتى يخلي جماجمــا
تمر بها ريح الجنوب فتصفــر
وأجساد قوم يسكن الطير حولها
إلى أن يرى وحش الفلاة فينفـر