بسم الله الرحمان الرحيم
لعل ما يميز شهر رمضان مشروعية القيام فيه أو ما يُسمَّى بـ"صلاة التراويح"، كما صح في الحديث: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (البخاري ومسلم).
وهذه الصلاة لها لذة وسرور لا يصفها إلا من ذاقها، وتلذذ بها، نسأل الله من فضله.
والناس يتفاوتون في الاستمتاع بهذه العبادة تفاوتًا كبيرًا، وهذا يحصل لكل من حقق الإخلاص والاتباع، فهما ركنا الأعمال.
نعم.. إنها لذة وسعادة تتسلل إلى قلوب المتقين، فترقص طربًا، وتعيش في جنان الإيمان، كما قال ابن تيمية: "إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة".
إنها ليالي رمضان التي تحمل بين جنباتها القيام والركوع والسجود والقنوت، إنها الليالي التي تستمتع فيها الآذان بكلام الرحمن.
إنها الليالي التي تتذوق فيها العيون لذة البكاء من خشية الله.
فيا لله كم من دمعةٍ جرت على الخدود في تلك الليالي!! إنها ليالي رمضان التي تسير فيها القلوب سيرًا حثيثًا إلى علام الغيوب.
فيا رمضان ما ألطف نسائمك! وما أحلى لياليك! وهنيئًا لمن عرفك يا رمضان، وسار فيك إلى الجنان.