إنسان و نسيان
ما أعظمَ النّسيانَ واساني ........و طوى كتابا فيه أحزاني
ماض صحيفته مسطّـــــــرة ........ بدماء مأساتي و أشجاني
ظلم و أحداث مروّعـــــــة ........ زلزال أرض هــــدّ بنياني
أحلام كابوس لمفزعــــــة ........ من صنع أوهام و شيطانِ
كم ذا رأيت منيّتي حضرت ........كم ليلة آلام أسنـــــــــــانِ
أعوام إرهاب و مجـــــــزرة ........ و الأرض من لغم و نيرانِ
أمس مآس حبل مشنقــــــة ........ أعددت فيه خيط أكفاني
ما كنت حينئذٍ أرى فرجــاً ........ أو أنّني أحيى غــــدا ثانِ
نفَسٌ يضيق و نحس أوطان ........ ما كنت غيرَ شتات إنسـانِ
أدبٌ هجرتُ بديعَه زمـــــنا ........ و اختلّ إحساسي و ميزاني
فنظمْت بالآهات ملحـــمة ........ و الدّمع قافية و عنـــــواني
لا الورد ســـــــلاّني ببسمته ........أو بالشّذى من خير ريحانِ
مثلي كعابر مسلك و عــــــر ........مجروحِ أشواك و ثعبــــــــانِ
في وحدتي و البرد يقرصني ........مالي رداء غيرُ إيمــــــــاني
ماض نقشت عذاب وطأتــه ........ و سُقيتُ من غمرات بركانِ
لمّا صحوت و لم أجدْ سحبًا ........ و الرّوض يلبس وردَ سيسانِ
أقبلت أقطف من أزاهـــــره ........باقات آمـــــالي و ألحــــاني
فنهلت عذبا سائغا عســــــــلا ........و رقصت في مرح كصبيانِ
ونسيت ما دوّنته سلـــــــــفًا ........لم يبق إلاّ حلْم ومســـــــانِ
و الذّكريات سجلّ رحلتـــنا ........ستبيدها ممحاة نسيـــــــانِ
فعجبت من يأسي و من جزعي ......يا ليتني أحسنت سـلواني
العمر يوم تعاســـــــة و ردى ........أو فرحـــــةٍ و كلاهـــــما فانِ
دنيا كيفما كانت فهي لا تخلو من الهمّ و الكدر...
و تلك الأيّام نداولها بين النّاس .....
و لن نهنأ حتّى نقول :
...الحمد لله الذي أذهب عنّا الحزن إنّ ربّنا لغفور شكور * الذي أحلّنا دار المقامة من فضله لا يمسّنا فيها نصب و لا يمسّنا فيها لغوب *