سألتُ نفسي مراتٍ ومرات
لماذا أنت بالذات
من عشقته بين البشر ؟
كيف غدوتَ لعيني النظر؟
ولقلبي المنهك لحن الوتر
وأنشودة حنين أترنمُ بها
وأشدو تراتيلها عند السحر
لماذا يأخذني الشوق إليك ؟
فيرسمني الحلم عند عينيك
ويزرعني بسمة على شفتيك
يحملني على نسيم الجرد
لأعبرَ أنفاسك بكل صدق
وأكونَ لك ذلك الشهيق
الذي لاأزفره أبد الدهر
لماذا حين أكتبُ عنك ؟
أغرقُ في أدق تفاصيلك
وأتوهُ بين أبسط أشيائك
ألبسُ أمامك ثوب الفرح
وأدفنُ بين الضلوع الوجع
وأرتمي في أحضانك بشغف ؟
لماذا تجرحني وأرتضي ؟
أخفي عنك حتى دمعتي
وأظهرُ أمامك كما المنتصر
نشوانَ أحتسي كأس ألمي
أخفي عنك مايحصلُ معي
يباغتني إليك ذلك الحنين
ويأخذني لأيامٍ وسنين
كنا فيها أجمل عاشقين
نذوبُ من الصبابة والوجد
نتقاطرُ من الشوق والوله
لماذا أعشقُ معك السفر ؟
لموطنٍ يخلو من أي بشر
نعتلي معاً سطح القمر
نسكن عند بريق النجمات
نغفو على سرير الغيمات
أفترشُ معك حافة المساء
غذاؤنا الحب والأمنيات
لماذا لاأرى إلاك ؟
ولاأعشقُ من الرجال سواك
وكأنه لايوجد أحدٌ مثلك
فتصبح لعيني النظر والحياة
وسيد الحب والأمنيات
لماذا تأخذتني من نفسي ؟
وتمتلكُ حتى زمام أمري
تراودني عن روحي
وأتوهُ معك عما حولي
وحين تدعوني للقاء
آتيكَ طواعية واستحياء
أتخلى عن أهلي وخلاني
أتمردُ حتى على نفسي
وأنصتُ فقط لنداء قلبي
فأعودُ إليك مثقلة بالشوق
أترنحُ من الصبابة والوجد
أذوب فيك
وأمضي أسعد الأوقات
بين يديك
لماذا أدمنُ الرحيل إليك
فيعتقلني الحراس عند عينيك
تتراقص حولي فراشات الربيع
وأرى الكون فسيحٌ بديع
وكم أحترقُ شوقاً لرؤياك
أتراجعُ عن أي قرار
ويصبحُ الرحيل إقبالٌ جديد