اترك اليأس وابتسم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياة الانسان، بشكل عام أينما وجدت بهذا الزمان الرديء، تتسم بالقلق، التوتر، الخوف، التعب، الحزن، والهموم . فالعنف المستشري في جميع بقاع الارض من حروب،
الصورة للتوضيح فقط
توترات، قتل، مجازر، بطالة، فقر، وامراض، كلها من سمات عصر التقدم والتكنولوجيا في هذه الظروف والواقع المر، يصبح العيش بحياة شبه طبيعية صعب المنال، ان لم يكن شبه مستحيل. في هذه الحالة يحتاج الانسان الى البحث عن بدائل من أجل الخروج من هذا الوضع التعيس، والعيش حياة طبيعية يلجأ البعض الى: شرب الكحول، تناول المخدرات، الهروب من المنزل، كثرة التغيب عن العمل، الحوادث في العمل (الناتج عن عدم التركيز، أو التعمد في إيذاء نفسة )، الخ...
لماذا نلجأ الى هذه الامور السلبية ونبررها على أنها واقعنا التعيس؟. هذه الوسائل الوحيدة التي تخلصنا من الواقع، لكن مفتاح السعادة بين يديك وانت لا تدركه!. فالسعادة، النجاح، الحب والعطاء جميعها تكون هدفنا دون انتظار المقابل، مما ينتج عنه التوازن بين الرغبات الخاصة، الذات، الضمير والعلاقات الانسانية . ان نتاج أفكارنا هو الذي يحدد كيف يكون نمط حياتنا .
كي يسهل علينا إدراك السعادة، ومعناها الحقيقي وكيف يسهل علينا فهمها وإدراكها ، يمكن القول أنّ السعادة هي شعور بالرضى والطمأنينة، الراحة والبهجة عن ذاتنا، وهذا الشعور السعيد يأتي نتيجة الإحساس الدائم بالرضى عن الذات والرضى عن الحياة .
من أجل اكتساب مفهوم السعادة وانعكاساته على اسلوب حياتنا وترجمته للشعور بالسعادة والإحساس بالطمأنينة الناتجة عن الإحساس الدائم بالرضى، يجب الوقوف على العوامل التي تشكّل لنا التعاسة، ومنها:
• الأساليب التربوية السلبية في مرحله الطفولة:
ونعلم إن المراحل الأولى في شخصية الطفل هي مراحل بناء لهذا الكيان البشري، فقد يكتسب الطفل السلبية، الخوف، القلق والتشاؤم من المربين المحيطين به سواء بالمنزل أو بالمدرسة أو الأصدقاء.
فالخبرات الأولى هي الأساس في اكتساب الفرد برمجة يتعامل بها مع المواقف اليومية، ويتشكل بعدها المعتقد العام السلبي أو الايجابي، هي التي تخلق نمط التفكير ونمط التعامل مع الحياة بشكل عام، ومع الناس بشكل خاص، و هذا يعود أيضاُ الى ثقافة المجتمع والبيئة المحيطه بالفرد، لذا الامر تراكمي من الجيل الى جيل أخر "للأسف " .
• ضغوط الحياة :
ضغوط الحياة سواء كانت على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي أو الاسري، فهي تشكل طابعا تعيسا للشخص، ومزاجا عصبيا. مثال على ذلك أجواء الحروب المخيمة علينا حالياً التي جعلت الحكومة تفرض على المواطنين ضرائب مما هب ودب، وتقوم برفع الاسعار بطريقة هوجاء، فما كان من مُعيل العائلة الا ان يدخل قالب النفسية التعيسة مما يخلق مناوشات اسرية ، فتجعل الحياة داخل العائلة حرباً بين لقمة العيش والسعادة . وعلى الصعيد الاجتماعي بدأ المجتمع ينقسم الى غني وفقير، الطبقة الوسطى بدأت بالتلاشي، وأصبحت العلاقات مبنية على المستوى المادي، مما ينتج عنه حق وكراهية وعلاقات متوترة وفاترة.
فاذا فكرنا قليلاً بما كتب سنجد ان أفعالنا وأفكرنا هي عوامل مترابطة مع بعضها البعض تصنع نمطاً لحياتنا، فالمعادلة هي على النحو التالي :
أفعالك هي نتاج أفكارك، وعاداتك هي نتاج أفعالك، وهذه العادات سوف تصبح طبعا، وهذا الطبع سوف يحدد مصيرك.
فأمام الأساليب التربوية السلبية التي تبدأ منذ مرحلة الطفولة، وتستمر مع ضغوطات الحياة التي تؤثر على مجمل العلاقات بين الأسرة، هذه العلاقات المتأثرة بالصعيد الاجتماعي، والاقتصادي وتنعكس على مجمل العلاقات بين الفرد والآخر، وعلى المجتمع بشكل عام، يمكن عكسها من واقع تعيس يجلب الحقد والكراهية في أساليب التعامل مع الآخر إلى أساليب إيجابية تعكس السعادة من خلال اتباع اساليب عديدة و بسيطة يمكن تلخيصها بـ: عدم التفكير بالماضي!. فتذكر الماضي والبكاء عليه والتفاعل معه يصنع التعاسة، إن ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى، نحن نعلم الحقيقة بإن الحياة لا تتغير لوحدها، بل نحن من يتغير ويغير الحياة.
عدم اقتباس شخصية الغير فلا يتفق اثنان في صورة واحدة ، انت مختلف عن غيرك .
يجب ان نوجه أنظارنا على انجازاتنا، حتى لو كانت صغيرة، فبنظرنا هي كبيرة.
نعطي أنفسنا الحصة الكافية من الراحة حتى نشعر بها كما يجب.
نثق بذواتنا واننا قادرون على صنع ما نريد .
نبحث عن بذرة الخير بأنفسنا وننميها حتى تصبح جزءا فعالا داخلنا .
ان نتجنب الامور السلبية التي تُشعرنا بالضيق، ونتجه للأمور التي تشعرنا بالراحة والرضى .
أحب نفسك وارضَ عنها، وافهمها وثق بها، وقيمها، ستجد السعادة بداخلك، وانقلها لمن حولك. إن السعادة منتهى امال البشر مع اختلاف غاياتهم وطموحاتهم.
فلنغذي انفسنا بالرضى، الحب، الإيمان، الصدق، المحبة، العطاء والنظرة الايجابية للحياة وعدم التشاؤم .
وتذكّر دائما أنّك تستحقّ السعادةَ والابتسامة.
كما قال الشاعر إيليا أبو ماضي :-
"السماء كئيبةٌ!" وتجهما ، قلت ابتسم يكفي التجهم في السما ! .