سأل الزمن معلما حكيما فقال له : من أنا؟ .. فقد سألت كثيرين قبلك هذا السؤال ..فأجابوني إجابات مختلفة .. لم أعرف أيها الحق .. وأيها الباطل .. هل لك أيها الحكيم أن تخبرني من أنا ؟..
فأجابه الحكيم :أريد أن أعرف أولا بماذا أجابك كل واحد من الذين سألتهم .. ثم سأخبرك ..
قال الزمن : لقد سألت التاجر .. فقال لي: أنت معدن الذهب .. وسألت طالب العلم فقال لي : أنت الحكمة .. وسألت العامل المجتهد ..فقال لي : أنت العمل والثمرة.. وقال لي المريض الذي برح به داؤه :أنت ثقيل بطيء.. وقال لي صاحب اللذات والمتع :أنت سريع الزوال..
ثم صمت الزمن ينتظر ما يجيبه به الحكيم .. فسكت الحكيم برهة مفكرا..ثم قال له: لم يخطئ أحد من الذين وصفوك ..فكلهم مصيب ، لأن كل واحد منهم وصفك كما يراك في نفسه ..فأنت بالنسبة لكل منهم كما قيل لك ، لأنك أيها الزمن لبعض الناس صديق ... تتيح لهم الحصول على ما يحبون ..وأنت لبعضهم عدو، لأنك تساعد على إفلات الفرص من أيديهم ..فليت الناس جميعا يتخذون من الزمن صديقا ..