السلام عليكم ...
الغش سوسة تنخر هيكل الصدق في العمل، انتشرت بشكل رهيب فكان نتاجها منتجات مغشوشة غاية في الخطورة. عرضت وتعرض يوميا حياة الناس للموت.
تنامت ظاهرة الغش في المجتمع الجزائري بصفة مطردة في السنوات الأخيرة حيث أننا نجدها تقريبا مست جميع الميادين و خاصة الحيوية منها مثل التعليم و الاقتصاد بل و حتى الميدان الإداري .
ففي ميدان التعليم أصبحت ظاهرة الغش أمر حتمي في جميع المستويات فبداء من الغش في الفروض و الاختبارات في القسم و مرورا بالغش في الامتحانات الرسمية أين نسمع و نقرا أحيانا عن عمليات غش منظمة بتواطؤ الجميع و انتهاء إلى امتحانات و مسابقات التوظيف و الترقية في الأسلاك المختلفة ( الإدارة ، التفتيش ، التعليم و التربية ) و هذه الطامة الكبرى فكيف يعقل أن يشرف غشاش عن تكوين و متابعة التلاميذ أو الإشراف على المرؤوسين و منحهم تلك الصفات النبيلة و الأخلاق الحميدة زيادة عن المعارف في شتى العلوم ؟ انه من البديهي أن فاقد الشيء لا يعطيه و لكن العكس تماما الذي سيحصل فان الغشاش سيشجع عملية الغش و يتساهل معها و يساهم في انتشارها بكثرة .
و في ميدان التعليم العالي حدث و لا حرج عن ظاهرة الغش فكم من أقارب و أصدقاء و عصب متنوعة تم إنجاحهم في مسابقات الماجيستار للحصول بعد ذلك على الشهادة و الإشراف بدورهم على طلبة سوف يشجعونهم لا محالة على الغش أو يغضون الطرف عنه في ابسط الحالات و تعدت حالات الغش في التعليم العالي إلى استنساخ أطروحات و مقالات و تزوير أبحاث للترقية في مناصب عليا كالأستاذية و غيرها .
قد يقول قائل انك تضخم الأمر كثيرا و أن هذه الأمور موجودة في جميع دول العالم و المتحضرة كذلك و الرد يكون ببساطة أن بهذه المجتمعات الذي تم بناء أسسها منذ مدة طويلة انه يتم بها فضح الغشاش أمام الملء لكي لا تتكرر العملية و لديهم ثقافة لمحاربة هذه الآفة أما و نحن في طور البناء فأي خلل تنجر عنه نتائج وخيمة فلنفترض انه ابتداء من نسبة غش 3% ( و هي اكبر من ذلك بطبيعة الحال ) في الترقية لمناصب عليا فانه مع مرور الزمن فالزمرة الغشاشة مع إحساسها بالتعامل السلبي من طرف المجتمع تتكاثر و يكون التأثير متزايد حسب متتالية هندسية ( يمكن أن يكون مشروع بحث في الرياضيات ) و خاصة في غياب إطار قانوني و حملة شعبية وطنية لمحاربة هذه الآفة التي أصبحت تنخر المجتمع و تهدد بناؤه السليم و كما هو متعارف عليه بان ميدان التعليم يعتبر من اللبنات الأساسية لتكوين أي مجتمع راق و تواصله المباشر بجميع الميادين الأخرى الذي هو مخزونها الاستراتيجي فالسياسي و الطبيب و المهندس و العامل ........كلهم مروا بمراحل تعليمية معينة.
إن نتائج الغش في التعليم تكون كارثية على جميع الميادين الأخرى فمثلا طالب الحقوق الغشاش الذي نجح بالواسطة و الغش لنيل منصب قاض لا محالة أن يتساهل و يشجع بدوره العملية و هكذا دواليك مستلهما بمبدأ "إذا عمت خفت"
لهذه الأسباب و من اجل حماية المجتمع فانه من المستحسن إنشاء لجنة وطنية لها تشعباتها في جميع المستويات للدفع باستصدار الإجراءات القانونية الملائمة و الردعية و لتنظيم حملات توعوية و إنشاء جوائز فخرية لكل من يساهم في محاربة ظاهرة الغش.
أرجو أن أكون قد فتحت موضوعا للنقاش , وأتمنى أن أكون قد وفقت في بعض ما قلت , وان اجتهدت وأخطأت أرجو من الله المغفرة والثواب .