محمد صالح العثيمين [رحمه الله تعالى]
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين
أما بعد:
فهذه بعض الفوائد الطيبة للشيخ العلامة الفقيه المفسر الأصولي محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى وغفر له قرأته في شرحه لكتاب رياض الصالحين للحافظ النووي فأحببت نقلها للأخوة في الشبكة حتى تعم الفائدة.
والحمد لله رب العالمين
((عن أبي العباس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يروي عن ربه، تبارك وتعالى قال: إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك: فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة)) [ متفق عليه] .
الشَّرْحُ
(ثم بين ذلك) أي: ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك كيف يكتب، فبين أن الإنسان إذا هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله - تعالى - حسنة كاملة .
مثاله : رجل هم أن يتوضأ ليقرأ القران ، ثم لم يفعل ذلك وعدل عنه ، فإنه يكتب له بذلك حسنة كاملة.
مثالٌ آخر: رجل هم أن يتصدق ، وعين المال الذي يريد أن يتصدق به ، ثم أمسك ولم يتصدق ، فيكتب له بذلك حسنة كاملة .هم أن يصلي ركعتين ، فأمسك ولم يصل ، فإنه يكتب له بذلك حسنة كاملة .
فإن قال قائل: كيف يكتب له حسنة وهو لم يفعلها ؟
فالجواب على ذلك: أن يقال إن فضل الله واسع، هذا الهم الذي حدث منه يعتبر حسنة ؛ لأن القلب همام إما بخير أو بشر ، فإذا هم بالخير فهذه حسنة تكتب له ، فإن عملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة .
وهذا التفاوت مبني على الإخلاص والمتابعة ؛ فكلما كان الإنسان في عبادته أخلص لله كان أجره أكثر ، وكلما كان الإنسان في عبادته أتبع للرسول صلى الله عليه وسلم كانت عبادته أكمل ، وثوابه أكثر ،فالتفاوت هذا يكون بحسب الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما السيئة فقال: (وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة)
كرجل هم أن يسرق ولكن ذكر الله ـــ عز وجل ـــ فأدركه خوف الله فترك السرقة ، فإنه يكتب له بذلك حسنة كاملة ، لأنه ترك فعل المعصية لله فأثيب على ذلك ، كما جاء ذلك مفسراً في لفظ آخر: ((لأنه تركها من جراي )) أي من أجلي ، هم أن يفعل منكراً كالغيبة مثلاً ، ولكنهُ ذكر أن هذا محرمٌ فتركه لله ؛ فإنه يعطى على ذلك حسنة كاملة .
فإن عمل السيئة كتبت سيئة واحدة فقط ، لا تزيد ؛ لقوله ــ تعالى ــ : { مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } [الأنعام:160] اه
المصدر:
[[شرح رياض الصالحين / المجلد الأول / باب الإخلاص / الحديث (11) /طبعة مدار الوطن للنشرـــالرياض 1426 ]]
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
للمزيد من مواضيعي