صفات أهل الفردوس
إليكم صفات أهل الفردوس
فحاول جاهدا الاتصاف بها ولو طال ذلك عسى أن نكون برحمة الله من أهل الفردوس
"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿المؤمنون: ١﴾ "
هذا تنويه من الله,بذكر عباده المؤمنين, وذكر فلاحهم وسعادتهم, وبأي شيء وصلوا إلى ذلك.
وفي ضمن ذلك, الحث على الاتصاف بصفاتهم, والترغيب فيها.
فليزن العبد نفسه وغيره, على هذه الآيات, يعرف بذلك, ما معه, وما مع غيره من الإيمان, زيادة ونقصا,كثرة وقلة.
فقوله " قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ " أي: قد فازوا وسعدوا ونجحوا, وأدركوا كل ما يروم المؤمنون الذين آمنوا بالله وصدقوا المرسلين الذين من صفاتهم الكاملة أنهم" فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ " ﴿المؤمنون: 2﴾.
والخشوع في الصلاة هو: حضور القلب بين يدي الله تعالى, مستحضرا لقربه.
فيسكن لذلك قلبه,وتطمئن نفسه, وتسكن حركاته ويقل التفاته, متأدبا بين يدي ربه, مستحضرا جميع ما يقوله ويفعله في صلاته, من أول صلاته, إلى آخرها, فتنتفي بذلك, الوساوس والأفكار الردية.
وهذا روح الصلاة,والمقصود منها, وهو الذي يكتب للعبد.
فالصلاة التي لا خشوع فها ولا حضور قلب, وإن كانت مجزية مثابا عليها, فإن الثواب على حسب ما يعقل للقلب منها.
"وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴿المؤمنون: 3﴾ "
.وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ .هو الكلام الذي لا خير فيه,ولا فائدة .مُعْرِضُونَ .رغبة عنه, وتنزيها لأنفسهم, وترفعا عنه.
وإذا مروا باللغو,مروا كراما, وإذا كانوا معرضين عن اللغو, فإعراضهم عن المحرم, من باب أولى, وأحرى.
وإذا ملك العبد لسانه وخزنه - إلا في الخير - كان مالكا لأمره, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم,لمعاذ بن جبل حين وصاه بوصايا قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ كف عليك هذا وأشار إلى لسانه ، ..... " الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5136
خلاصة حكم المحدث: صحيح
.
فالمؤمنون من صفاتهم الحميدة, كف ألسنتهم عن اللغو والمحرمات.
"وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ "المؤمنون : 4
.وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ .أي مؤدون لزكاة أموالهم, على اختلاف أجناس الأموال, مزكين لأنفسهم من أدناس الأخلاق ومساوئ الأعمال التي تزكو النفوس بتركها وتجنبها.
فأحسنوا في عبادة الخالق, في الخشوع في الصلاة, وأحسنوا إلى خلقه بأداء الزكاة.
" وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿٥﴾ " المؤمنون
.وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ .عن الزنا ومن تمام حفظها تجنب ما يدعو إلى ذلك كالنظر واللمس ونحوهما.
فحفظوا فروجهم عن كل أحد " إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ " المؤمنون : 6 ، من الإماء المملوكات " فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ " المؤمنون :6بقربهما, لأن الله تعالى أحلهما.
" فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ " المؤمنون : 7
.فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ .غير الزوجة والسرية..فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ..الذين تعدوا ما أحل الله إلى ما حرمه, المتجرئون على محارم الله.
"وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ " . المؤمنون : 8
أي: مراعون لها,ضابطون, حافظون, حريصون على القيام بها وتنفيذها.
وهذا عام في جميع الأمانات, التي هي حق لله, والتي هي حق للعباد.
قال تعالى " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ " ﴿الأحزاب: ٧٢﴾،
فجميع ما أوجبه الله على عبده, أمانة, على العبد حفظها بالقيام التام بها.
وكذلك يدخل في ذلك,أمانات الآدميين, كأمانات الأموال, والأسرار, ونحوهما.
فعلى العبد, مراعاة الأمرين, وأداء الأمانتين " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا " ﴿النساء: ٥٨﴾.
وكذلك العهد, يشمل العهد الذي بينهم وبين العباد, وهي الالتزامات والعقود, التي يعقدها العبد, فعليه مراعاتها والوفاء بها, ويحرم عليه, التفريط فيها, وإهمالها.
"وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴿٩﴾ " المؤمنون
.وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ..أي.يداومون عليها في أوقاتها وحدودها وأشراطها وأركانها.
فمدحهم بالخشوع في الصلاة, وبالمحافظة عليها, لأنه لا يتم أمرهم إلا بالأمرين: فمن يداوم على الصلاة من غير خشوع, أو على الخشوع من دون محافظة عليها فإنه مذموم ناقص.
"أُولَـٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ﴿١٠﴾ المؤمنون
.أُولَئِكَ .الموصوفون بتلك الصفات..الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ .الذي هو أعلى الجنة..
اللهم اجعلنا في الفردوس الاعلى وارزقنا النظر الى وجهك الكريم فهذا هو الفلاح والنجاح الحقيقي من اختبار الحياه.