كيفية أداء أعمال الحج والعمرة
أعمال الحج
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والسلام على رسوله محمد وعلى ءاله وصحبه. قبل مجاوزة الميقات ينزع الرجل المحرم ثيابه ويلبس ثياب الإحرام.
وأما المرأة المحرمة فتبقى في ثيابها العادية لكن تستر جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين بما يعتبر ساتراً سواء كان مخيطاً أو غيره.
النية أي الإحرام: وهي ركن من أركان الحج ومن تركها لا يصح حجه والنية تكون بالقلب. إن أردت أداء الحج أولاً ثم بعد الإنتهاء من أعمال الحج تريد أداء العمرة تقول في قلبك: نويت الحج وأحرمت به لله تعالى.
وإن أردت أداء الحج والعمرة معاً (القران) تقول في قلبك نويت الحج والعمرة وأحرمت بهما لله تعالى. وإن أردت أداء العمرة أولاً ثم بعد انتهاء العمرة تؤدي أعمال الحج (التمتع) تقول في قلبك دخلت في عمل العمرة.
ثم بعد النية يسن التلبية وهي لبيك اللهم لبيك. وبعد ذلك يسن للرجال أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية رفعاً قوياً أما النساء فلا يرفعن بالتلبية لا في المرة الأولى ولا فيما بعدها.
وأكمل التلبية: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
تنبيه: يجب على المتمتع والقارن دم يذبحه يوم النحر.
محرمات الإحرام: يحرم عليه بعد الإحرام: الطيب ودهن الرأس واللحية بما يسمى دهناً ولو غير مطيب بالزيت مثلاً وإزالة ظفر وشعر وجماع ومقدماته وعقد نكاح وصيد مأكول بري وحشي. ويحرم على الرجل ستر رأسه ولبس اللباس المحيط بخياطة كالسروال (البنطلون) والقميص.
ويحرم على المحرمة ستر وجهها ولبس القفاز (الكفوف).
فإذا فعل المحرم شيئاً من هذه المحرمات فعليه الإثم ويزيد المجامع قبل التحليل بإفساد حجه ويجب عليه إتمام الفاسد والقضاء في السنة القابلة.
وتبقى هذه الأشياء محرمة على المحرم بحج أو عمرة حتى يتحلل التحلل الأول سوى الجماع ومقدماته وعقد النكاح فإنها تحل بالتحلل الثاني.
• طواف القدوم عندما تدخل مكة يسن لك أن تطوف طواف القدوم بدل ركعتين تحية المسجد وللطواف شروط عليك مراعاتها لكي يصح طوافك:
• الطهارة من الحدث الأصغر (أن تكون متوضئاً) والطهارة من الجنابة والحيض والنفاس ومن النجاسة في الثوب والبدن حتى تنتهي من الطواف.
• ستر العورة بالنسبة للرجل يستر ما بين سرته وركبته. أما المرأة فتستر جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين.
إبدأ طوافك من الحجر الأسود أو قبله ويجب عليك أن لا تقدم جزءً من بدنك على جزء من الحجر مما يلي باب الكعبة. ثم تدور حول الكعبة سبع مرات جاعلاً الكعبة عن يسارك.
فإن جعلت الكعبة عن يمينك أو استقبلتها بصدرك ثم مشيت إلى الأمام أو الخلف لم تصح هذه الطوفة وعليك أن تأتي بغيرها وأن يكون طوافك بالكعبة خارجها وخارج الشاذروان والحجر بجميع بدنك.
تنبيه: يصح الطواف راكباً.
فائدة: من شك في عدد الطوفات أخذ بالأقل.
السعي بين الصفا والمروة: والسعي ركن من أركان الحج ولا يصح الحج بدونه إذا كنت طفت طواف القدوم (وهو سنة) يمكنك أن تسعى بعد ذلك لأن السعي لا يصح إلا بعد الطواف وأما إن لم تطف طواف القدوم فلك تأخير السعي إلى ما بعد طواف الإفاضة الذي هو من أركان الحج ويجب أيضاً أن تسعى سبعة أشواط بين الصفا والمروة من العقد إلى العقد ويجب أن تبدأ بالصفا ثم تذهب إلى المروة (هذا الشوط الأول) ثم تعود من المروة إلى الصفا (هذا الشوط الثاني) وهكذا تسعى بين الصفا والمروة حتى تكتمل الأشواط السبعة فيكون انتهاء الشوط السابع عند المروة.
تنبيه: يصح السعي ولو كنت على غير طهارة وكذلك لو كان على ثوبك أو بدنك نجاسة كما يصح سعي الحائض والنفساء.
الوقوف بعرفة: وهو ركن من أركان الحج ولا يصح الحج بدونه. وقت الوقوف بعرفة ما بين زوال الشمس (أي بعد دخول وقت الظهر) من يوم التاسع من ذي الحجة (أي يوم عرفة) وطلوع فجر اليوم العاشر (يوم العيد). ومن فاته ذلك فقد فاته الحج. مكان الوقوف بعرفة يصح بأي جزء من أرض عرفة ولو كنت على ظهر دابة أو كنت ماراً لم تمكث فيها أو كنت نائماً ومن وقف خارج أرض عرفة لم يصح حجه.
تنبيه: لا يشترط للوقوف بعرفة الوضوء ولا الغسل من الجنابة.
المبيت بمزدلفة: وهو من واجبات الحج بعد الوقوف بعرفات ترحل إلى مزدلفة وهي أرض بين منى وعرفات ومعنى مبيت الحج أي مروره في شىء من أرض مزدلفة بعد نصف ليلة النحر (ليلة العيد) ولو للحظة ولو كان نائماً.
وللإمام الشافعي قول بأن المبيت بمزدلفة سنة ليس واجباً فعلى هذا القول تاركه ليس عليه إثم ولا دم ، ويجوز العمل به. ويمكنك أن تلتقط من أرض مزدلفة (49) حصاة وذلك لرمي جمرة العقبة في منى (يوم العيد وهو العاشر من ذي الحجة) ولرمي الجمار الثلاث في اليوم الأول والثاني من أيام التشريق (الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة) وإن أردت رمي اليوم الثالث من أيام التشريق (الثالث عشر من ذي الحجة) أو أردت تأخير رمي اليوم الأول والثاني من أيام التشريق إلى الثالث تلتقط (70) حصاة.
رمي جمرة العقبة يوم العيد وتسمى الجمرة الكبرى وهذا الرمي من واجبات الحج ومن تركه عليه إثم وفدية. بعد المبيت بمزدلفة تذهب لرمي جمرة العقبة ويدخل وقت الرمي بنصف ليلة العيد ويبقى إلى ءاخر أيام التشريق (اليوم الثالث من أيام التشريق) ويكون الرمي بسبع حصيات ومن شروط الرمي أن يكون المرمي به حجراً وأن يكون رمياً وباليد فلا يكفي الوضع وأن يقصد المرمى فلو قصد غيره كأن قصد رمي حية لم يصح وأن يرميها في الحوض المخصص لها حصاةً حصاةً. ومن كان قادراً على الرمي لا يوكل غيره ليرمي عنه فمن فعل ذلك بغير عذر لم يجزئه الرمي.
المبيت بمنى: وهو من واجبات الحج، بعد ذلك تذهب إلى منى للمبيت فيها وليس المراد جميع الليل بل المراد أن تكون هناك معظم الليل أي ليلة اليوم الأول من أيام التشريق والثاني لمن خرج من منى في اليوم الثاني من أيام التشريق قبل الغروب وهذا المبيت فيه قول للإمام الشافعي أنه سنة ليس واجباً فمن أخذ بهذا القول لا إثم عليه ولا دم.
الحلق أو التقصير: وهو ركن من أركان الحج فمن تركه لا يصح حجه، بعد رمي جمرة العقبة يمكنك أن تحلق أو تقصر شعرك وأقله ثلاث شعرات أما المرأة فتقصر شعرها ويدخل وقت الحلق أو التقصير من النصف الثاني من ليلة العيد وقبل ذلك يحرم على الحاج (الرجل والمرأة) أن ينتف شعرة واحدة من شعر بدنه.
تنبيه: لو رميت جمرة العقبة أولاً ثمّ حلقت أو قصرت يصح وكذلك يصح لو حلقت أو قصرت أولاً ثم رميت جمرة العقبة.
طواف الإفاضة: وهو ركن من أركان الحج ومن تركه لا يصح حجه. بعد أن تكون قد رميت جمرة العقبة وحلقت شعرك أو قصرته تذهب إلى مكة للطواف ومعنى الطواف أن يدور الحاج حول الكعبة سبع مرَّات.
وقد سبق ذكر شروط الطواف عند ذكر طواف القدوم فانظرها هناك. وطواف الإفاضة الذي هو ركن يدخل وقته بعد انتصاف ليلة النحر (ليلة العيد)، فمن فعله قبل ذلك لم يصح طوافه.
تنبيه: رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير وطواف الإفاضة يدخل وقتها كما ذكرنا بعد انتصاف ليلة العيد فلو قدم الحاج بعضها على بعض جاز.
تنبيه آخر: للحاج تحللان تحلل أول وتحلل ثاني. التحلل الأول يحصل بفعل أثنين من هذه الثلاثة: طواف الإفاضة، الحلق أو التقصير، رمي جمرة العقبة. فأي اثنين منهما فعلهما الحاج حصل التحلل الأول سواء أكان طوافاً وحلقاً أم طوافاً ورمياً أو حلقاً ورمياً وقبل التحلل الأول أي قبل فعل اثنين من هذه الثلاث يحرم جميع محرمات الإحرام التي ذكرناها سابقاً أما بعد التحلل الأول يحل للحاج جميع محرمات الإحرام ما عدا الجماع ومقدماته وعقد نكاح.
التحلل الثاني: يحصل بإتمام الثلاثة المذكورة أنفاً فبالتحلل الثاني يحل له جميع ما كان حرم عليه بالإحرام.
رمي الجمرات الثلاث في اليوم الأول من التشريق: وهو من واجبات الحج ومن تركه عليه إثم وفدية والجمرات الثلاث هي: الجمرة الأولى والجمرة الوسطى وجمرة العقبة (وهي التي رماها الحاج يوم العيد) ويدخل وقت الرمي بعد زوال الشمس (بعد دخول وقت الظهر) ويشترط لصحة الرمي ترتيب الجمرات الثلاث على النحو الذي ذكرناه.
تبدأ بالجمرة الأولى وهي التي تلي مسجد الخيف وهي أولهن من جهة عرفات فترميها بسبع حصيات ثم ترمي الوسطى بسبع أيضاً ثم ترمي جمرة العقبة بسبع أيضاً ويشترط أن ترميها حصاة حصاة في الحوض المخصص لها.
رمي الجمرات الثلاث في اليوم من أيام التشريق: في هذا اليوم وهو ثاني أيام التشريق تفعل مثلما فعلت في اليوم الأول وإذا غربت شمس هذا اليوم وأنت لا زلت بمنى وجب عليك المبيت بها ووجب عليك رميٌ في اليوم الثالث من أيام التشريق تفعل مثلما فعلت في اليوم الأول أما إذا غادرت منى قبل غروب الشمس فلا يجب عليك المبيت بها.
طواف الوداع: وهو من واجبات الحج ومن تركه فعليه إثم وفدية. وللشافعي قول بعدم وجوبه فمن أخذ به فلا إثم على تاركه ولا دم بعد الانتهاء من رمي الجمرات الثلاث تذهب إلى مكة لطواف الوداع ويشترط فيه ما ذكرناه عند الكلام على طواف القدوم وبهذا تكون أنهيت أعمال الحج.
أعمال العمرة
للعمرة خمسة أركان: الإحرام (النية) والطواف والسعي بين الصفا والمروة والحلق أو التقصير والترتيب أي كما ذكرناها متتالية من غير تقديم ركن على ءاخر.
فإذا أردت أن تعتمر تخرج إلى خارج الحرم كمحلة التنعيم مثلاً وتنوي العمرة بقلبك فتقول: نويت العمرة وأحرمت بها لله تعالى ثمّ تدخل مكة فتطوف بالكعبة سبع مرَّات ثم تسعى بين الصفا والمروة بعد ذلك سبع مرَّات ثم تحلق شعرك أو تقصره وأما المرأة فتقصر شعرها فإذا أتممت هذه الأركان على هذا الترتيب تكون قد أنهيت جميع أعمال العمرة.