أي لا معبود بحق إلا الله ، و نكون قد جمعنا في هذه الكلمة العظيمة بين نفي و إثبات ، فالمراد بالنفي استحقاق العباد عن كل ما سوى الله ، و يراد بالإثبات إثبات العبادة لله عز وجل وحده لا شريك له في عبادته و في ملكه ، فقد قال الله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } سورة الحج : 62 ، وقال أيضا : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } سورة محمد : 20 ، فلا إله إلا الله هي أساس التوحيد و الإسلام ، ومنهج كامل للحياة ، يتحقق بتوجيه كل أنواع العبادة لله ، و ذلك إذا خضع المسلم لله ، و دعاه وحده ، و احتكم لشرعه دون غيره ، و قد قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ): ( من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة ) رواه البزار و صححه الألباني .
، و هناك بعض المسلمين و ما أكثرهم يقولونها بألسنتهم ، و يخالفون معناها بأفعالهم و دعائهم لغير الله ، فهي كلمة تنفع قائلها إذا جعلها منهجا لحياته و إذا طبق معناها في حياته و لم ينقضها بشرك ، أما النطق بها من غير معرفة لمعناها و لا عمل بمقتضاها من البراءة من الشرك و إخلاص القول و العمل لله فغير نافع .