من المظاهر الاجتماعية للأسرة الإسلامية:
في
إطار الحقوق والواجبات , قال الله تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما
فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أمولاهم فالصالحات قانتات حافظات
للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع
واضربوهن فإن أطعنكم
فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا) النساء 34 .
فالدرجة إذن ليست السلطان أو القهر أو السطوة , وإنما هي القوامة التي أناطها التشريع
الإسلامي بالرجل , لتزيد مسؤوليته عنها وعن الأسرة .
يقول الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية : أي ولهن من حقوق الزوجية على الرجال
مثل ما للرجال عليهن , ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما : إني لأتزين لامرأتي
كما
تتزين لي , وما أحب أن استنظف كل حقي الذي لي عليها فتستوجب حقها الذي له
علي لأن الله تعالى قال( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف).
ويقول الأستاذ محمد عزة دروزة : إنما تعني الآية فيما تعنيه أن كل حق للزوج يطلبه
وينتظره من زوجته من أمور مشروعة من- طاعة و أمانة وعفة و إخلاص و حسن معاشرة
ومعاملة ومودة واحترام وثقة وتكريم وبر وترفيه ومراعاة مزاج ورعاية مصلحة
وقضاء
حاجات وعدم مشاكسة وعنف وبذاءة ومضارة ومضايقة وأذى وسوء خلق وتكبر وتجبر
وازدراء وتكليف ما لا يطاق – يحق للزوجة طلبه وانتظاره من زوجها.
وقد يفهم من الآية تمييز الزوج على زوجته في الحقوق , ولكن لو كان كذلك لأصبح
هذا متناقضا مع أول الآية ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) البقرة 228 .
وصايا متكافئة.يقول الدكتور / أكرم رضا مرسي:
نجد الشارع الحكيم شفع تقرير الحقوق المتماثلة بوصايا متكافئة بين الزوجين . كل في
مجاله وما يجيده , وما خلق له, كل ذلك لتسود المودة والرحمة بينهما , وليرعى كل منهما
صاحبه أجمل رعاية وأكملها.
ا*- وصايا موجهة للرجال:
1-التحمل والصبر : لقوله تعالى( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا
شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) النساء 19 .
2-
الرفق والليــــــن:لقوله صلى الله عليه وسلم( من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فلا يؤذي جاره , واستوصوا بالنساء خيرا, فإنهن خلقن من ضلع , وإن
أعوج شيئ في الضلع أعلاه
فإن ذهبت تقيمه كسرته, وإن تركته لم يزل أعوجا , فاستوصوا بالنساء خيرا).
3- الحفظ والرعاية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن
بأمان الله).
4- المعاملة بالحسنى:قال عليه الصلاة والسلام ( خياركم خياركم لنسائهم) وقال
( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )
ب*- وصايا موجهة للنساء:
1- الحنان والرعاية: قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( خير نساء ركبن الإبل , صالح نساء
قريش , أحناهن على ولد في صغره , وأرعاه على زوج في ذات يده).
2- المساواة والترفق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير نساءكم الودود الولود
المواسية المواتية )
3- الطاعة وحفظ الغيبة: لقوله عليه الصلاة والسلام ( خير النساء من تسرك إذا أبصرت
وتطيعك إذا أمرت, وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك).
4- التواضع والتحمل: لقوله عليه الصلاة والسلام لامرأة أتت إليه في حاجة فقال لها:
أذات زوج أنت؟ . قالت نعم. قال كيف أنت له؟. قالت : ما ألوه إلا ما عجزت عنه .
قال: فانظري أين أنت منه؟ فإنما هو جنتك ونارك).
وقوله أيضا: ( ..... فإني لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد
لزوجها , والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها , ولو
سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه).
5-
المعاملة بالحسنى وحفظ اللسان معه : لقوله صلاة ربي وسلامه عليه ( لا تؤذي
امرأة زوجها في الدنيا الا قالت زوجته من الحور العين : لا تؤذيه قاتلك
الله, فإنما هو عندك دخيل
يوشك أن يفارقك إلينا).
أخي المؤمن .. أختي المؤمنة , ناشدتكما الله هل علمتم دينا احترم وقدر غير دين الإسلام؟
هل علمتم دينا أعطى لكل ذي حق حقه غير دين الإسلام ؟
هل علمتم دينا كرم الخلق ومنها البشرية غير دين الإسلام؟
هل علمتم دينا حافظ وصان الحقوق وبين الواجبات غير دين الإسلام؟
هل علمتم دينا ألف ووحد بين الشعوب والقبائل غير دين الإسلام؟
هل علمتم دينا أطهر وأنظف مظهرا ومخبرا غير دين الإسلام؟
هل علمتم دينا أعدل وأقسط وأرحم غير دين السلام ؟
هل علمتم دينا أرأف بما خلق الله غير دين الإسلام؟
هل ... هل... هل....؟
كلا والله لم نسمع مطلقا بدين أسمى وأعظم من ديننا الإسلامي الحنيف , وقد قال فيه
رب
العالمين( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام
دينا ) المائدة 2 وقوله عز وجل( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه )
آل عمران 85 .
وقوله تعالى ( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض) آل عمران 83 .
أبعد هذا من أقاويل ومن تأويل خسئ من قال ؟ و تبت يدا من حاول ؟ وقطع الوتين من
كل متشدق متفيهق أفاك أثيم مشاء بنميم , عتل بعد ذلك زنيم .
اللهم أحيينا مؤمنين مسلمين وأمتنا على فطرة الإسلام ..
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وتب علينا وارحمنا وأهدنا صراطك المستقيم , صراط
الذين أنعمت عليهم من الأنبياء والمرسلين والشهداء والصالحين .. آمين ... آمين
اللهم لا ترد دعاءنا وارحم اللهم ضعفنا واغفر يا رب ذنوبنا واغسل يا غفار حوبتنا
ونقنا من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس بالثلج والبرد
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا
اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها وخير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم نلقاك
اللهم إنا نسألك عيشة هنية وميتة سوية ومردا خير مخزي ولا فاضح
اللهم ثبتنا وثقل موازيننا وحقق إيماننا وارفع درجتنا وتقبل صلاتنا
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
اللهم
اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا بها
جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا
وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على
من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا
والحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا وحبيبنا وقائدنا خير الأنام
محمد بن عبد الله وعلى أمهات المؤمنين وآله وأصحابه الأخيار, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثير