العلاقة بين الأولياء والمدرسة
إن بناء ومد الجسور العملاقة عالميا وفي مختلف البقاع والأصقاع والمدن والأمصار وعلى
تنوع الجغرافيا وتضاريسها تمد هذه الجسور للربط والعبور وفك العزلة وتعزيز العلاقات
إلى هنا شيئ جميل وحضري , فما بالك بالجسر التربوي الأسري العائلي, ؟ لما لا نسعــى
لبنائه وتمتينه وتحصينه أليس هو من الأولويات ؟ بل من الضروريات , فهو كالهـــواء
للمخلوقات البشرية والحيوانية والنباتية .
هذا
الجسر التربوي الاجتماعي لهو أعظم من تلكم الجسور السالفة الذكر , إذ
بفضله نحمي ونصون ونحافظ على أبنائنا من الانزلاق والانحراف والتسرب ونحن
في زمن أوقضت
فيه
الفتنة , وطفا فوق سطحه كل مؤذ ومنحرف , وطغت العناكب آتية على الأخضر
واليابس فليؤد كل ولي دوره ولا يقدم تبريره لأن الأمر يتعلق بفلذات كبده ,
ولو كان الأمر على غير ذلك لسعى جاهدا لخوض عباب البحار والمحيطات منافحا
للأمواج العاتية , لكن الأمر هنا له
شأن
آخر , أقول للأولياء: هلموا بنا جميعا نتكاتف ونتكاثف ونفتل ونظفر حبال
الجسر حبلا حبلا , فغايتنا أبناؤنا . أما وأن نبقى نتحامل على المدرسة
والمدرسين ونكيل لهم التهم وننعتهم بصفات لا تليق , فهذا ما اعتقده إلا
جحودا ونكرا نا في حقهم , علينا التواصل والتشــــاور
وإبداء الرأي والمبادرة في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بحياة وتمدرس أبنائنا , دون التدخل
بطبيعة الحال في ما يخص القانون الداخلي للمدرسة , علينا أن نلبي النداء إذا ما دعينا
ولا
نتحجج , علينا وضع الثقة في المدرسة والمدرسين , لا نبخل عليهم إذا طلب
منا , نساعدهم نساندهم , نشد عضدهم ..... , وبذلك نكسب ثقتهم وودهم , وألا
نبدي لهم تقززا ولا اشمئزازا
نلتمس لهم الأعذار ونرفع من شأنهم , ونذكر خصالهم الحميدة لأنهم كما قال أمير الشعراء فيهم
= قم للمعلم وفه التبجيلا .... كاد المعلم أن يكون رسولا.
أما عن جانب المدرسة أقول: عليكم أنتم أيضا يا من قال فيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم
( العلماء ورثة الأنبياء)
عليكم أن تكونوا عند حسن ظن الجميع , جاهدوا في الله حق جهاده واعلموا أن التعليم فرض
عين وأنه أمر رب العالمين وتذكروا قول الله عز وجل ( اقرأ باسم ربك الذي خلق – خلق
الإنسان من علق – اقرأ وربك الأكرم – الذي علم بالقلم – علم الإنسان ما لم يعلم)
إنه
أمر العليم الحكيم, وأمر الله لا يناقش .وضعوا نصب أعينكم أن هذه رسالة
وليست مهنة ولا حرفة ننتظر منها الثروة والثراء , واعلموا أنكم آخر الشهر
لا تقبضون أجرة بل أجرا عند الله مكتوبا .
فيا أيها الرجال المنيرون للسبل .. المزيلون للعثرات ... المحاربون للآفات ... كونوا كما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما بعثت معلما )
* لا تتحاملوا على الأسر وتتهمونهم بالتقصير والتفريط دون أن تستبينوا الأسباب
* لا تتسرعوا في إطلاق الأحكام جزافا دون روية
* لا تبخسوا حقوق الله فيما أودع لديكم
* اعلموا أنكم إذا غرستم زعفرانا تجدونه زعفرانا وحسن مقاما
وأنكم إذا غرستم حنضلا لا تجنون إلا علقما وسوء مقاما
* اتخذوا من تلاميذكم أكبادا واصد قوهم القول والفعل تعيشون أبد الدهر أسيادا
* اغرسوا فيهم الحب والود والوئام وحب الإسلام
تتمتعون بثمره وشهده وطعمه وأنتم قائمون أوكنتم نياما