السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موقف أبي العتاهية من الحياة والموت؟
أبو العتاهية شاعر عباسي يؤمن بالله وقد اتبع أسلوب الوعظ وهو هنا يطلب من
المنغمس في حياة اللهو والمجون أن يترك لهوه وعبثه ويتجه للعبادة، فهذا
الإنسان المنغمس في اللهو والملذات مثل التاجر الخاسر كأنه باع الثمين
بالرخيص ويسأله مؤنبا له وساخرا منه أهكذا تبيع دينك بأمور تافهة لا تساوي
شيئا ويشبه الموت بحيوان مفترس فهو ينعى الحياة الى أهلها ويبكيها ويندبها
مهولا رقدة الموت الأبدية فالأجل قصير والمنايا تتربص بالإنسان
فالشاعر يتحدث عن الموت والقبور ولا يتحدث عن البعث والنشور.
وقد صور أبو العتاهية الموت كما يلي :
حتى متى أنت في لهو وفي لعب... والموت نحوك يهوي فاغرا فاه
فحتى متى ستعميك الدنيا وزينتها وتطغى عليك الملذات واللهو بينما يقبل نحوك الموت بسرعة فائقة
وهو شبيه بالوحش الكاسر يفتح فمه على مصراعيه يبغي ابتلاعك وسحقك.
يبكي ويضحك ذو نفس مصرفة....والله أضحكه، والله أبكاه
.يا بائع الدين بالدنيا وباطلها.....ترضى بدينك شيئا ليس يسواه
حتى متى أنت في لهو وفي لعب...والموت نحوك يهوي, فاغرا فاه
ما كل ما يتمنى المرء يدركه........رب امرئ حتفه فيما تمناه
يا رب يوم أتت بشراه مقبلة.......ثم استحالت بصوت النعي بشراه
تلهو، وللموت ممسانا ومصبحنا...من لم يصبحه وجه الموت مساه