الضـــوء
الضوء هو إشعاع كهرومغناطيسي ذو طول موجي، يمكن العين البشرية أن تراه إذا
وقعت طول موجته بين نحو 750 نانومتر (الضوء الأحمر) و370 نانومتر (الضوء
البنفسجي )، والعين تستطيع رؤية الأجسام غير الشفافة من خلال انعكاس الضوء
عليها . كلمة الضوء تطلق على هذا الحيز الوسطي من طيف الإشعاع
الكهرومغناطيسي الذي يمتد من موجات الراديوية (أو موجات الراديو)
المستعملة في إرسال الراديو بطول موجة بين السنتيمتر وعدة كيلومترات ،
ويمتد من الناحية الأخرى للطيف المرئي من الأشعة الفوق بنفسجية ، إلى
الأشعة السينية ، ثم إلى أشعة جاما التي تصدر من أنوية الذرات ولها طاقات
عالية ، ودرجة نفاذ عالية .
طبيعة الضوء و انتشاره: ينتشر الضوء في جميع الاتجهات وبسرعة فائقة جداً
لدرجة لا يوجد في حياتنا اليومية أي شيء يدعونا للقول أنه يتحرك أسرع من
الضوء يكون انتشار الضوء في خطوط مستقيمة. لذلك فان لكل جسيم ظل عند سقوط
الضوء عليه أو على أي شي يصدر منه , لذلك يمكن القول بأن انتشار الضوء
بخطوط مستقيمة هو مبدأ علمي يتحقق من مشاهدة الظل وكذلك فإن تجمع الضوء
بالعدسات و بالكاميرات هو تطبيق لهذه الحقيقة . تختلف حساسية العين
باختلاف الطاقة الإشعاعية المستقبلة من الأجسام المضيئة أو المرئية والعين
قادرة على التمييز بين الألوان المختلفة المكونة لضوء العادي ضوء الشمس
المرئي الواصل لسطح الأرض حيث لكل لون خواص مختلفة عن اللون الآخر . حيث
تقع حد حساسية العين في التمييز أو الرؤية للألوان أي للموجات الضوئية بين
الضوء الذي طول موجته (4000a أو 400 نانو متر) إلى (7000a أو 700
نانومتر) أي هاتين القيمتين هما حدود الإحساس بالرؤية. لكن للعين أيضاً أن
تكشف ضوء بطول موجة خارج عن هذه الحدود إذا كانت شدة الضوء عالية لدرجة
كافية وتستخدم الألواح الفوتوغرافية والكاشفات الإلكترونية الحساسة للكشف
عن الإشعاع بدلاً عن العين البشرية وخاصة خارج الحدود المذكورة
(4000-7000a) هذه الحدود تعرف بحدود الضوء المرئي .
وحسب تعريفنا السابق للضوء فيمكن أن نعطي تعريف لطبيعة الضوء واستناداً
إلى معادلات ماكسويل و نظرية الكهرومغناطيسية بأنه عبارة عن اضطراب
كهرومغناطيسي ينتشر على هيئة موجات مستعرضة ، جزء منها يتغير فيها الجهد
الكهربي دوريا ً والجزء الآخر يتغير فيه المجال المغناطيسي دوريا أيضا
وبنفس معدل تغير الجهد الكهربي . والإثنان متعامدين على بعضهما .
المنابع الضوئية : هناك العديد من المنابع الضوئية. وأكثر هذه المنابع
شيوعا هي المنابع الحرارية: وهي عبارة عن جسم يصدر عند درجة حرارة معينة
طيفًا مطابقًا لإشعاع الجسم الأسود. ومن الأمثلة على ذلك الطيف (الإشعاع
المنبعث من جو الشمس عند ذروة منحني بلانك حوالي 6000 كلفن من الطيف
الكهرومغناطيسي)، المصابيح الكهربائية المتوهجة (التي تصدر فقط حوالي 7٪ من
طاقتها كضوء مرئي والباقي كأشعة تحت الحمراء)، والجزيئات الصلبة المتوهجة
في النيران.
تنزاح الذروة في طيف الجسم الأسود في اتجاه مجال الأشعة تحت الحمراء
للأجسام الباردة نسبيا مثل البشر. وكلما ازدادت درجة حرارة الجسم (كالحديد
المنصهر)، تنزاح الذروة إلى أطوال موجية أقصر ، مولدة أولا توهجًا
أحمرًا، ثم توهجًا أبيضًا، وأخيرًا توهجًا أزرقًا حين تنزاح الذروة خارجة
من الجزء المرئي من الطيف داخلة إلى مجال الأشعة فوق البنفسجية. يمكن رؤية
هذه الألوان عند تسخين المعدن إلى درجات حرارة عالية فنرى اللون الأحمر ثم
اللون الأبيض . أما الإصدارات الحرارية الزرقاء فلا يمكن رؤيتها غالبًا. و
اللون الأزرق الذي نراه في لهب الغاز أو مشعل اللحام هو في الواقع نتيجة
لانبعاثات جزيئية، وخصوصًا من جذور ch الحرة (تصدر حزمة موجية طولها حوالي
425 نانومتر).
تصدر الذرات الضوء وتمتصه عند طاقات مميزة . مما يولد خيوط الإصدار الذري
في طيف كل ذرة. يمكن للإصدار أن يكون تلقائيا، كما في حالة مصباح ثنائي
باعث للضوء، ومصباح التفريغ الغازي (مثل مصابيح النيون، ولافتات النيون،
ومصابيح بخار الزئبق ، وغيرها)، واللهب (ضوء صادر عن الغاز الساخن نفسه،
على سبيل المثال، يـُصدر الصوديوم ضوءا أصفرا عند وضعه في لهب الغاز).
ويمكن أيضا أن يكون الإصدار محفزًا، كما هو الحال في الليزر أو في الموجات
الدقيقة للمايزر.
تباطؤ الجسيمات المشحونة، مثل الإلكترونات ، يمكن أن يُولد إشعاعًا
مرئيًا: إشعاع سيكلوتروني ، وإشعاع سنكتروني، وأشعة انكباح. الجسيمات
الأولية المتحركة بسرعة أكبر من سرعة الضوء ضمن وسط ما يمكن أن تولد إشعاع
شيرنكوف.
تُولد بعض المواد الكيميائية إشعاعًا مرئيًا بعملية الضيائية الكيميائية.
وكذلك في الأجسام الحية، تسمى هذه العملية بالضيائية الحيوية. فمثلا تقوم
اليراعة بتوليد الضوء بهذه الطريقة، ويمكن للمراكب المبحرة في الماء أن
تميز البلانكتون الذي يولد توهجًا ضعيفًا. تقوم بعض المواد بتوليد الضوء
عندما تضاء بإشعاع ذي طاقة تناسب توزيعها الإلكتروني . تعرف هذه الظاهرة
بالفلورية. وتستخدم في المصابيح الفلورية. تصدر بعض المواد الضوء بعد فترة
قصيرة من تحفيزها بإشعاع طاقي، وتعرف هذه الظاهرة باسم الفسفورية .