أنــــــا...ويــــا ء المتكــــلم
استسمح علماء النحو والبلاغة وأرباب القلم والمحبرة في تعريف: أنــــا.
هم عرفوها بقولهم : أنها ضمير منفصل , لا خلاف في ذلك وقتها, بيد أنه عند ما كثُر المتكلمون , وتصارع فيما بينهم المحدثون, حل عليهم رجل مستقيم – هام وعام وتحقق من عدد الشهور في العام – رجل منصف , عادل, كثيرا ما اتقى شح المتقولين..
رضوا به حكما فنصبوه قاضيا, فأفتى بما أملاه عليه علم الأولين والآخرين.... حذف الألِف وبث الألْف
ما كان ذلك إلا لحين....فرح من فرح وحزن من حزن ..مدح من مدح وقدح من قدح .
أليس جمع الشمل أفضل من تفريق أواصره وتفكيك عراه...؟
( نـــــــــــا) : ليست هي لقيطة ولا لُقطة بل هي تنتمي جذورا ونسبا لأكبر الأسر ومن أشد العشائر تمسكا بالدين والخُلُق ..من قبيلة يحسب عند ذكرها ألف حساب لمن له لب ودقة بصيرة وبُعد نظر......
أضيفت بعد تدبر.....فأصبح تعريفها ضميرا متصلا .هذا صدق الخبر
يا أصحاب النهى إياكم أعني تحلوا بجميل الصبر........
وراح الرجل الفهيم الحكيم العليم بما أتاه الله من علم وفتح عليه يرسم معالم القادم متوكلا على الملك المقتدر
وبرزت فجأة أمامه وعلى مرأى ممن حوله معضلة ثانية هي أشد وأصعب من الأولى ( يــــاء المتكلم).
ترى القوم جلوسا على أديم الأرض ..لا أرائك عليها هم متكئون, ولا كراسي عليها هم قاعدون , لا زرابي مبثوثة هم مفترشون, ولا نمارق مصفوفة عليها يتوسدون, ولا سرر مرفوعة فوقها يضطجعون...
تفحموا....لُجموا...عقرت عقولهم قبل أن تعقر إبلهم.. وقبل أن تعقم نساؤهم.. وتعرق جباههم......
ومالت شمس يومهم نحو مغيبها وهم على تلك الحال , العصي بأيديهم معكوفة, وما لف رؤوسهم من عمائم سوداء مخيفة..غرابين وغرابيب عدا ذلك اللبيب....
وصاح الرجل : وجدتها ورب البيت العتيق..وجدتها وقد بان مخضها عن زبدها.....
اسمعوا مني أيها المتكأكئون : الغرام من الغرام من ألْف غرام عند بائع الخضر نقصا أو زيادة لا يضر
ما دمت بذلك راضيا والثمن ثابت.
والغرام من الذهب عند بائعه له وزن وقيمة ..لا تجادل فالمعد الأصيل مرآة العشائر , به ترفع الهمم ويُخشى جانبها, به تؤمن الحصون ومن بداخلها,به يشد الزناد وبه تسود عظمة العباد. فأنا وياء المتكلم [ قنطاس ] خيمة البلاد..
نظموا ممرات السوق ..هذا حمى لا تلجه أقدام إلا أقدام خطت ورسمت ..فكرت وتدبرت.. حسبت وقدرت.
فالاضطراب لا يخلق نظاما..............ولا يستوي الضياء ولا الظلام......
أنــــــــــــا: أتحرك على ثابت........
وهي [ ياء المتكلم] ثابتة على متحرك.....
هذا قولي لمن حضر منكم فبلغوه لمن غاب عنكم ....إني عائد إلى خيمتي ..إلى أمي ..إلى حقلي ..إلى فراشتي
فإن لُبِس عليكم عودوا لكتاب الله , إني لا أرى مندوحة عنه إلى يوم الدين.وسلام على سيد *