محي الدين خالف، أحد صانعي تاريخ كرة القدم الجزائرية.
في هذه المدرسة برز محي الدين بين أقرانه كقائد لهم أينما يحلوا وخاصة
أثناء مباريات الكرة التي كانوا يقيمونها، لقد كان هو من ينظم اللقاءات كيف
لا وهو المالك الوحيد لكرة قدم حقيقية بينهم، مع ذلك كان لا ينسى أن يلعب
كل أطفال القرية هاته المقابلات.
في الثانية عشرة من عمره، يغادر محي الدين قريته متجها إلى مدينة
القنيطرة حيث يواصل دراسته بثانوية paul lyautey هنا يبرز كمسير ومنظم في
المرقد وفي المطعم...و أيضا في الملاعب، إذ يمضي أول عقوده مع نادي
القنيطرة في صنف الأشبال، ولم يكتف خالف بممارسة كرة القدم بل كان ذو موهبة
في كرة اليد أيضا، بل وكان من أحسن لاعبي نادي القنيطرة لكرة اليد (أمضى
أيضا للنادي في رياضة كرة اليد)..........{حصل لي مرارا ألعب مقابلتين في
اليوم، مقابلة في كرة اليد صباحا وأخرى في كرة القدم مساءا}يقول محي الدين
خالف.
وبفضل إمكانياته الكبيرة يسجل الجزائري دخوله مع أكابر نادي القنيطرة
وهو في السادسة عشرة من عمره فقط، عام بعد ذلك وبسبب الدراسة دائما يغادر
القنيطرة إلى مدينة مكناس، ويمضي بالمناسبة مع فريق الإتحاد الرياضي
للخميسات.
وفي ربيعه التاسع عشر يصبح قائدا لهذا الفريق، كما أنه كان أساسيا أيضا
مع فريق مكناس لكرة اليد (كان ينشط في الدرجة الأولى آنذاك) ووصل معه مرتين
لنهائي كأس المغرب لكرة اليد. في 1967 تعود عائلة خالف إلى بلادها
الحقيقية إلى الجزائر، وهنا تتهاطل العروض على محي الدين اللاعب وخاصة من
اتحاد بلعباس ومن مولودية وهران...لكنه يمضي سنة بيضاء بدون فريق رغم أنه
كان يتدرب مع مولودية الجزائر ثم اتحاد العاصمة...بالمقابل يفضل كرة اليد
حيث يمضي مع فريق شبيبة الأبيار لكرة اليد الذي كان ينشط في القسم الأول.
بعد عام أبيض(في كرة القدم) يقبل خالف بعرض من فريق شبيبة القبائل ويمضي
لهذا الفريق الذي ذاق معه في أول موسم له حلاوة الصعود للقسم الوطني الأول
و مع شبيبة القبائل دائما يحرز محي الدين خالف لقب البطولة الوطنية موسم
72-73 كلاعب وكمدرب مساعد أيضا، حيث كان في سن مبكرة مساعدا للمدرب
الروماني POPESCU ومع فرحة الفوز باللقب، يعتزل كرة القدم نهائيا كلاعب.
بعد هذه المقابلة ضد اتحاد البليدة بتيزي وزو سنة 1973 يضع خالف حدا لمسيرته كلاعب
لكن محي الدين خالف يبقى وفيا لشبيبة القبائل هذه المرة كمساعد مدرب، لكن كيف استطاع الشاب ذو ال29 من عمره اقتحام عالم التدريب ؟؟؟
في موسم 71-72 ولما كان لاعبا مع الشبيبة، أقيل مدربه بوبكربسبب النتائج
السيئة وكان الفريق على حافة السقوط للقسم الثاني، ولم يجد المسيرون من حل
إلا إيكال مهمة التدريب لخالف، وتمكن بالفعل من إنقاذ الفريق بل وأنهى
الموسم في المركز السادس، ومع مجيء الروماني POPESCU الموسم الموالي أبقى
عليه كمساعد له ومنه تعلم محي الدين خالف أبجديات مهنة التدريب.
فريق شبيبة القبائل الذي أحرز الدوبلي (بطولة وكأس) سنة 1977 تحت قيادة خالف
في ماي 1979 يستقيل رشيد مخلوفي من العارضة الفنية للمنتخب الوطني تحت
ضغط الصحافة والجمهور الرياضي، ويرفض الكثير من المدربين الذين إتصلت بهم
الإتحادية تولي المهمة خوفا من الضغط النفسي, لكن خالف يقبل المجازفة
والمواجهة ويتحمل عبء تدريب المنتخب رغم صغر سنه (36 سنة) فالواجب الوطني
لا يجب أن يرفض بشرط واحد هو تركه يعمل دون التدخل في صلاحياته. وكانت أول
قرارات المدرب الجديد مفاجئة: هدفي، بلكدروسي، علي مسعود، إيغيلي وصفصافي
يتركون مكانهم ل: مغريسي، بن ساولة، فرقاني، سليماني وقندوز....يقول خالف {
في تلك الفترة كنت أطبق على الصعيد البدني الطريقة الهولندية وطريقة أجاكس
في التمرين، بينما في الجانب التقني كنت أطبق....الطريقة الجزائرية، فقد
كنت أترك للاعب حرية الإبداع...كل على طريقته} ورغم كل هذا لم ينسى فضل
المدرب السابق على لاعبيه...{لقد طور ليس فقط لاعبين كبار بل ترك لي رجالا
يحسون بالمسؤولية} يثني خالف على رشيد مخلوفي المدرب السابق للخضر. و تأتي
أولى ثمار خطط محي الدين بالفوز التاريخي للجزائر على المغرب 5-1 في الدار
البيضاء تحت أنظار 100 ألف مناصر مغربي.
لكن المنعرج الحاسم في مسيرة المدرب كانت كأس إيفريقيا للأمم 1980
بنيجيريا، فقد استطاع محي الدين قيادة المنتخب الوطني إلى إنجاز كبير
بالوصول إلى المقابلة النهائية(انهزام ب3-0 أمام البلد المنظم نيجيريا) رغم
أنها كانت المشاركة الثانية في تاريخ الكرة الجزائرية.....هذا الإنجاز وضع
الجزائر نهائيا في قائمة أقوى الفرق الإيفريقية.
بعد هذه المغامرة الإيفريقية الناجحة، ترسل الوزارة خالف إلى مدينة
كولون الألمانية للمشاركة في تربص تكويني للمدربين، وخلال سفره يؤتى ب
RAYCOV على رأس المنتخب دون إشعار خالف وهو الشيء الذي ترك مرارة كبيرة
وصدمة في نفسية محي الدين.....لكنه ينتقم لنفسه 10 أشهر بعد إقالته ويحرز
كأس إفريقيا للأندية البطلة مع جمعية تيزي وزو سنة 1981........ما جعل
مسؤولي كرة القدم في البلاد يعيدون تعيينه على رأس المنتخب الوطني من جديد
سنة 1982 بعد التأهل لمونديال 1982 بإسبانيا وهو التأهل الذي حققه الثلاثي
رايكوف، سعدان ومعوش.
بعد الرجوع من كينشاسا بالكأس الإفريقية مع جمعية تيزي وزو 1981
لكن وبعد الضجة الكبيرة التي أثيرت حول عدم استدعاء بن شيخ وكويسي
وإتهام خالف بأنه مغربي وليس جزائري وتكالب الصحافة عليه آنذاك رغم المعجزة
التي حققها بإسبانيا بفوزه على ألمانيا الغربية 2-1 يضطر خالف لتقديم
استقالته
في ليبيا (كأس إفريقيا 1982) مع المدرب النمساوي شميدت الذي جاء يراقب المنتخب الجزائري
و يعود خالف ويدرب المنخب في كأس إفريقيا 1984 بالكوت ديفوار ويحرز
المرتبة الثالثة. كما شارك خالف في مقابلة نجوم أوروبا ضد نجوم بقية العالم
كمدرب لفريق بقية العالم فينيويورك