كتاب مشهور، يعتبر أهم الأعمال التي ألحقت بكتاب أبي سعيد السكري. طبع لأول مرة في بغداد سنة 1962م بتحقيق طائفة من المحققين. أكمل فيه ابن جني صنيع أبي سعيد السكري في عمله الضخم الذي جمع فيه رواياته لشعر الهذليين، ويتضح من المخطوطات الكثيرة التي وصلت إلينا حول شعر الهذيليين، أن السكري قد قام بجهد كبير في جمع الروايات التي صنعت ديوانهم. وتتميماً لأعمال السكري كتب ابن جني كتابه (التمام في تفسير أشعار هذيل مما أغفله أبو سعيد السكري) وأتى فيه على شرح أبيات لزهاء خمسين شاعراً من شعراء هذيل، وافتتح الكتاب بشعر قيس بن العيزارة، وختمه بفصل طويل، هو أطول فصول الكتاب، في شرح غريب شعر أبي صخر الهذلي. وتكلم في الكتاب أيضاً على قطعتين لحسان بن ثابت وعباس بن مرداس. والمعروف أن ديوان الهذليين هو أكبر ديوان قبيلة وصلنا، وقد ذكر حسان بن ثابت (ر): أن عدد شعراء هذيل في عصره كان أكثر من ثلاثين شاعراً. ومن الأشعار التي وصلت إلينا نعرف أكثر من مائة شاعر هذلي، لسبعة منهم فقط أكثر من مائة بيت، أما سائرهم فلم تصل لهم إلا قطع قصيرة، من قصائد طوال. وكان الشافعي معجباً بشعر هذيل، راوية له، وقيل: إنه كان يعرف نحو عشرة آلاف بيت لهذيل، كما ذكر ابن حجر في كتابه (توالي التأسيس بمعالي ابن إدريس) أما ديوان الهذليين بشرح السكري، فقد نشر محققاً في ثلاثة مجلدات (دار الكتب بالقاهرة 1945- 1950م) وأعيد طبعه سنة 1965م. وللمستشرقين جهود حميدة في دراسة أشعار الهذليين وترجمتها إلى اللغات الأوربية، من ذلك أعمال (كوزيجارتن) و(أبشت) و(فلهاوزن) و(بارت) و(يوسف هل) و(برواينلش) و(كاسكل) و(جرونيباوم) (انظر تفصيل ذلك في: فؤاد سوزكين، تاريخ التراث العربي، المجلد الثاني، الجزء الأول ص 68) وانظر حول بلاد هذيل وبطونها كتاب: (معجم قبائل المملكة العربية السعودية ص878). ومجلة العرب (س16 ص227 وس18 ص1077 وس20 ص555 وس23 ص189).
لتنزيل الكتاب... صل على الحبيب محمد