سنلتقي هناك أمام ملك جبار مقتدر.....
لا
رنين لدرهم ولا لدينار بهما يعزف جيبي نغمة التباهي والتفاخر...فما
بصندوقي الهش إلا حروف لطلما جمعتها وأزحت آثار الغبار عنها , ومسحت ما
علاها من صدأ وصديد السابقين, ومن رذاذ ألسنة الإفك ممن هم من حولي من
المتفيهقين ......
ما كنت يوما من المتشدقين ؟ وما كان صراخ الفؤاد وانين الكبد, وتمزق الأحشاء إلا من أجلها ولها
فماذا جرى لحظتها ردوا علي في الحين...؟
ركبت البحر تلبية لندائها وقت أن احتمى بالفرار البحارة.....
علفت فرسي وأحكمت سرجه, وشددت لجامه , وهم على ظهر أفخر سيارة....
أين أنتم يا أهلي يا سكان الديار......؟
ما كذبتها قولا , وما صدقت ما قيل من الأقاويل , قلت فقط: حسبت النور من ذاك القمر
فتبين لي فيما بعد أني قد أخطأت التقدير وما شاء القدر........
إنه نور من نور من خالق النور , إنه من ذاك البدر...........
فهل شطت..؟ هل غلطت...؟ هل انحرفت..؟ هل نقضت..؟ هل خنت..؟ هل غدرت...؟
لا وربك فالشاهد خالق السمع والبصر
لما فعلت وتفعل بي وبها هكذا أيها القدر....؟ ألسنا من خلق الله رب الكون وما فيه من بشر....؟
أم أنك تستخف بي بعد ما كساني البياض وعاقني الكِبَر...؟ لا عليك فغدا يتضح أصحاب الجنة من أصحاب صقر....
عطشت فلم أجد ماء أطفئ به لهب الذي كواني بنار وجمر......
أيرضيك ما حل بي أيها القابع المتربع فوق صدري الذي طحنه جلمود الصخر....؟
أم أنك إياي تمتحن وتختبر....؟
الله أكبر...... الله اكبر......... إني إلى ربي مسافر..سنلتقي هناك أمام ملك جبار مقتدر
حينها خذ مني مظلمتك إن كنت قد ظلمتك أو نويت لك شيئا من الغدر والمكر.......؟
لا وربك ما كان هذا ولم يكن ولن يمكن أن يخامر العقل والفكر..
لا تغضب.؟. لا تتعصب...؟ لا تهن ...لا تشتم ولا تندم ولا تسب....؟
إني راحل اسأل لك ربي أن يلهمك صدق الرؤيا وحقيقة الخبر.....