الذي لا يدرس الماضي , لا يمكن إن يفهم الحاضر , ومن ثمة فهو لا يستطيع
بناء المستقبل , لان عملية البناء والتشييد تعتمد أساسا على الواقع المعا ش
إن ثورة الفاتح من نوفمبر هي اعضم ثورة عرفها التاريخ المعاصر على الإطلاق , وبقدر ما كانت هذه الثورة
عملاقة بقدر ما أهملها أبناؤها إلى درجة ان جيل الاستقلال صار يكاد
يجهل كل شيء عن مآثرها , بل إن معظم الجيل ألصا نع للإحداث نفسه لا
يعرفون عن نوفمبر , خارج تجربتهم الخاصة إلا ما أوردته المصادر الأوروبية
عامة والفرنسية خاصة , التي بشكل أو بآخر تساند الاستعمار وتدين الثورة
المباركة ,الشريفة , الطاهرة بدماء الشهداء أمثال العربي بن مهيدي
بسم الله الرحمان الرحيم
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءا عند ربهم يرزقون
صدق الله العظيم
إن
الاستعمار , طوال الحقبة التي قضاها في ديارنا ,لم يكتف باستغلال الأرض (
مافوقها وما تحتها , واستعباد الإنسان له , وتسخيره في شتى الميادين )
بل تعدى ذلك بأسلوبه الميكيافلي ( مبدأ ميكيافلي : الغاية تبرر الوسيلة )
إلى تشويه التاريخ وإفراغه من محتوياته الايجابية وذلك ليتمكن في خطوة
أولى من :
من
فصل المجتمع الجزائري من قاعدته المتينة التي يرتكز عليها والمتمثلة في
ثقافتنا الوطنية والإسلامية وما تشتمل عليه من ثروات هائلة , هي دروع
واقية وأسلحة فتاكة عندما يحين الأوان
ليتوصل
لخطوة ثانية : إلى فرض حلوله الكثيرة التي من بينها الاندماج المزيف ,
المسح , والتذويب , هكذا هدمت الأوابد , وأزيلت الآثار و امتنعت المعالم
وضاعت الوثائق الأصلية , لتحل محلها كتابات وشعارات تتماشى مع أفعال
وتصرفات المستعمر وتخدم في نفس الوقت أغراضه وأهدافه الشنيعة .
هكذا جرد تاريخنا من أبطاله ومآثره الخالدة النبيلة .
وعلى الرغم من هذا وذاك
يبقى
تاريخنا عظيما حافلا ب بطولات شبانه ومكارم أخلاق أهله , وإسهاماته
الحضارية ومواقفه الإنسانية النبيلة , والدعم اللامشروط للقضية
الفلسطينية والموقف المساند دائما وابدآ , تشهد كلها على العظمة و العزة
والقدرة الفائقة على الأخذ والعطاء الذين هما مقياس البقاء والخلود
فرحم الله شهداء الجزائر و أسكنهم الله فسيح جنانه
وتحيا الجزائر حرة آبية مستقلة
إلى روح شهداء ثورة نوفمبر العظيمة ,
إلى الرواد الذين اختطوا لنا الطريق بدمائهم الطاهرة الزكية
إلى مراد ديدوش , مصطفى بن بولعيد , العربي بن مهيدي , يوسف زيغود , ...........وأمثالهم
إلى كل هؤلاء وما أكثرهم , والى كل الشرفاء الأحياء على قلتهم
حبيت اوصل هذه الكلمات الي جميع الشباب والشابات اليوم لكي يعرفو ان بلدهم عاشة مرحلت صعبة جدا
وانهم ضحاو عليها الرجل كي تصل اليوم كم هي عليها الان وهذا بي فضال الرجال الكبار