العربية.نت
أماطت صحيفة "الرأي" الكويتية اللثام عن مرض يصيب أهالي قرية يمنية، حيث يفقد السكان بالقرية أبصارهم عندما يبلغون الخامسة من عمرهم.
وحسب الصحيفة، فإن قرية "العميان" ليست مجرد لقب للقرية، أو اسم للتندر، بل هو وصف صادق لأطفال هذه القرية الكائنة في منطقة بني حسن بمحافظة حجة شمال اليمن، حيث تضع النساء مواليدهن - كغيرهم - بنعمة البصر، لكن عندما يبلغون الخامسة يبدأ البصر في الخفوت تدريجياً مع الأيام، إلى أن يتلاشى كلياً، بعد ذلك فلا يستطيعون الرؤية طوال الليل، وإن كانوا يستشعرون بصيصاً ضئيلاً من ضوء النهار.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مؤسسة التنمية الاقتصادية والاجتماعية (E.D.F) عيسى الراجحي الذي زار المنطقة ووثق الحالة، قوله "إن أهالي قرية العميان يعيشون في فقر مدقع، وليس لهم اهتمام من جانب الحكومة اليمنية، وتشيع فيهم ظاهرة زواج الأقارب، الأمر الذي يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض الغريب".
وأضاف "أن سكان هذه القرية يربطون منازلهم بحبال متينة، حيث يستعينون بها للتنقل، خصوصاً في المناطق الوعرة، وبالقرب من الآبار المائية والبرك، بينما يرفض الأصحاء من أصحاب القرى المجاورة الزواج منهم، ما يعمّق معاناتهم".
وزادت وطأة العجز الاقتصادي المزمن، وتردي الخدمات الصحية والتعليمية، فضلاً عن أن تتوافر مدارس لأطفال القرية الذين يندرجون جميعاً تحت عنوان ذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي يجعلهم عرضة للتسرب من التعليم لعجزهم عن متابعة الدراسة، وتحمل تكاليفها في وقت واحد. كل هذا زاد من حجم هذه المعاناة في قرية العميان التي تبحث عن علاج لأطفالها المنكوبين بالعشى الليلي الجماعي.
ويعد الفحص قبل الزواج خطاً أحمر في اليمن، خصوصاً في حال كانت العروس من القبائل أو القرى اليمنية؛ لأن طالب الزواج قد يتعرض إما للطرد، وفي أسوأ الأحوال للضرب أو القتل.