تاريخ التربية.
1 - التربية في المجتمعات البدائية.
(في تلك الحقبة البعيدة من تاريخ البشرية كان الإنسان يحيا حياة بسيطة، وكانت متطلبات حياته قليلة، ولهذا كانت متطلبات العيش في تلك المجتمعات لا يكتنفها التعقيد أو التشابك)(1). ولذلك تميزت التربية في هذه الفترة من الزمن بمجموعة من الخصائص نوردها كالآتي:
1. كان المجتمع البدائي يقوم بعملية التربية، بصفة جماعية نظرا لعدم وجود مؤسسات تربوية مسئولة. حيث كان الأبوان والأسرة والعائلة وكاهن القبيلة كل هؤلاء كانوا يشتركون في العملية التربوية.
2. كانت تتميز العملية التربوية بالمرحلية، حيث تبدأ بجمع الأكل فالرعي فالفروسية وشؤون الحرب إلى أن يصل إلى مرحلة الشيوخ.
3. كانت العملية التربوية تقوم على المحاكاة والتقليد. بأن يقوم الطفل بتقليد المعلم في الشؤون الواجب التدرب عليها.
أما أنواع التربية التي كانت سائدة في المجتمعات البدائية هي:
1. التربية التي توفر حاجات الإنسان الأساسية مثل الطعام والملبس والمأوى.
2. كان هناك نوع من التربية التي تقوم على إقامة الحفلات والطقوس الملائمة لعقيدة المجموعة في المجتمع المحلي. وكان هذا النوع يشترك فيه الجميع من أجل تعليم العادات والتقاليد الاجتماعية .... الخ من العناصر المكونة لمجتمع القبيلة.
2 - التربية في مجتمعات العصور القديمة.
(ومع ظهور الكتابة والتدوين، وصلت إلينا بعض المعلومات عن حضارات قديمة، كان لها نصيب من التربية، ولها أساليب ووسائل تربوية مختلفة. من هذه الحضارات حضارتان هامتان هما: الحضارة الشرقية والحضارة الغربية)(2).
1 . التربية في المجتمعات القديمة الغربية.
أ- التربية عند اليونان.
لقد مرت التربية اليونانية بمراحل هي كتالي:
1. العصر الهومري: وفي هذا العصر كانت التربية تتم في عن طريق البيت حيث كان الطفل يتعلم أساليب الحرب وطرق المقاتلة، عن طريق الملاحظة أو التقليد أو المحاكاة كما يستمعون أحاديث الكبار في المجالس العامة ومجالس الحكماء.
2. العصر الإسبارطي: وكانت قائمة على شعار الفرد من أجل الجماعة، وكانت مراحل التعليم عندهم تمر بالمراحل التالية:
ü من الطفولة إلى سن السابعة يتم تعليم الطفل في البيت.
ü من 7 إلى 17 يقوم بالألعاب الرياضية.
ü من 17 إلى 30 ينخرط بالجندية.
ü من 30 فما فوق يصبح مواطنا يعمل أي عمل.
3. العصر اللاتيني: كانت تهتم بتكوين شخصية الفرد وتدريبه على الاستقلال الذاتي، حيث كان الأطفال يدرسون في مدارس أولية بإشراف الأهالي إلى سن السادسة عشرة وكانت المناهج مقسمة إلى قسمين: الرياضيات، والموسيقى. (وكان يرافق التلميذ إلى المدرسة خادمه أو ما كان يطلق عليه (البيبراكوك) ومنها جاءت كلمة بيداكوجي أي (التربية)(3).
وعندما يصل الطفل إلى سن السادسة عشرة تتعهد الحكومة بالإشراف عليه حيث تقوم بتدريبه لمدة سنتين تدريبا رياضيا بدنيا، وسنتين أخريتين تدريبا عسكريا، وفي سن العشرين يصبح له حق المواطنة.
4. عصر بركليس: ظهر الفسطائيون في القرن الخامس قبل الميلاد، وقد رأوا أن مهمة المدرسة لا تقتصر على نقل التراث الثقافي، بل مهمتها كذلك تجديد هذا التراث ودعمه وفق حاجات المتعلم المتزايدة، وقد اعتمدوا في ذلك على المحاضرات.
5. العصور اليونانية الحديثة: لقد ظهر في هذه العصور فلاسفة مبدعون من أمثال سقراط الذي كان يعتمد على طريقة الأخذ والعطاء أي سؤال وجواب وكان يؤمن بتدريب الإنسان عن طريق الحوار.
أما أفلاطون وهو تلميذ سقراط، فقد كانت طريقته التربوية تقوم على دراسة الطفل في المدارس الأولية، إلى سن السادسة عشرة، ثم بعد ذلك يذهب إلى الجندية. ثم ينتقل إلى الحكمة والفلسفة. ووصوله إلى هذه المرتبة لا يتم إلا بعد أن يظهر الفرد شجاعته ونجاحه في كل مرحلة، أو يذهب إلى الصناعة إن أخفق في تجاوز المرحلة الأولى.
أما أرسطو فيعتبر أن وظيفة المدرسة إنما هي السعي لإبقاء الأوضاع الاجتماعية على حالها.
ب- التربية عند الرومان.
تتميز التربية عند الرومان بمجموعة من الخصائص نوردها كالآتي:
ü ابتكار الوسائل العلمية لتطبيق الآراء النظرية.
ü البيت هو المعهد التهذيبي الرئيسي، ومن ثم ينقل إلى التعليم العام العسكري.
ü الاهتمام بإتقان الأدب والخطابة وفنون الكلام، لإعداد الفرد للحياة السياسية.
أما أهم ألآراء والأفكار التربوية عند الرومان فكانت:
ü تخريج أجيال مدربة على فنون الحرب والقتال.
ü البلاغة في الخطابة والفصاحة في البيان والإقناع.
ü إعداد النشء لمعرفة واجبات حياتهم العملية وفهمها.
ü الاهتمام بالنواحي المهنية.
ü أهم أغراض التربية الرومانية هي تكوين المواطن الصالح، ثم الجندي الصالح.
ü الهدف الأساسي من التربية هو تكوين الجندي الشجاع.
وكان للرومان مدارس لها مناهج، ومقسمة إلى مراحل حسب السنين وهي كمالي:
ü من 7 سنوات إلى 12 سنة، المدرسة الأولية، ويتعلم فيها القراءة والكتابة والحساب والنحو.
ü من 12 سنة إلى 16 سنة، مدارس النحو، ويتعلم فيها الصرف والأدبيات والخطابة.
ü من سن 16 إلى 17 سنة، مدارس الخطابة، ويتعلم فيها الخطابة والمنطق والبلاغة.
ü من 17 سنة فما فوق، الجامعات، ويتعلم من خلال فروعها، الطب والبناء والرياضيات ... وغيرها من العلوم.
ج- التربية المسيحية في العصور الوسطى.
لقد كانت تهدف التربية المسيحية أساسا، إلى إعداد الفرد للحياة الأخرى، وهمهم الأكبر في ذلك هو تحقيق الخلاص وإنقاذ الروح، والخلاص هو إنكار الملذات الدنيوية مع التقشف والزهد.
ويمكن أن نعدد الخصائص التربوية لهذا العصر فيما يلي:
ü اقتصار التربية العالية على رجال الكنيسة وأبناء الطبقات العليا.
ü سيطرة الكنيسة سيطرة مطلقة حيث كانت ترسم لجميع الناس الحدود التي عليهم ألا يتجاوزوها في الفكر والعقيدة.