السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقولون: إن الشبان بريق أمل الأمة وصناع المستقبل، كما أنهم مبعث الهمم لحياة الوطن.
وياللأسف: إنه كلام جميل ولكن الخيال أبعد من أن يكون حقيقة يعمل بها، فكثيراً ما نرى شعارات وهتافات من حولنا ولكنها لا تؤثر إلا على نحو ليس ببعيد.
فيالك من مسكين أيها الشاب وأنت أيتها الشابة، لقد أصبحتما مضرباً سهلاً يتغلبون به على وحدتنا الإسلامية ويستعبدون به عقولنا وإنسانيتنا الحقيقية عن طريق استخدام سياسة الاستقلال في حرية الرذيلة والضعف لتصبحا إمعة لا تعرفا في هذه الحياة سوى التقليد والاتباع.
فكثيراً ما نسمع عن التطرف والإرهاب ولكن كثير منا لا يعي معنى هذه الكلمات التي تسللت إلى أرواح أبنائنا لتهرول بهم إلى أرض المقابر لتفسدهم، ولتتعثر بركام آلامهم، ولتطفئ شمعة أملهم وما أسرع الشموع في الانطفاء.
ولا ينتابنا منها سوى الابتعاد والرحيل إلى البعيد من دون أن ننتظر حتى تزهر الورود، فكم وكم من شاب راح ضحية الإهمال والانقياد وراء أطماع شريرة يتملكها الحقد والهذيان.. سعادة زائفة على جدار الزمن الصامت فلطالما بينت عليه آمال سخيفة تهاوت مع أول نسمة ريح حلت بها.
وياله من عار على هؤلاء المخربين الذين يستبيحون عقول شبابنا وطاقاتهم فيزعمون كذبا وبهتانا أن من غيرهم يجعل الحياة أفضل بمستقبل كاذب ليقتل أحلامهم وإنسانيتهم الحقيقية.. كيف لا أيها الشاب؟ وهم لا يقولون إلا كما قال الشيطان: ( وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي).
أيها الشاب: أطلق العنان لعقلك وخلصه من كل تلك الأفكار السخيفة، واعلم أن ما وجد هؤلاء الناس في حياتك إلا ليسلبوها منك وليجعلوك كرتا تغرق بين سطوره الأوهام، والاستغناء عن كل معاني الإنسانية الحقة بدموع الأسى لتخطو خطواتك نحو الوداع، وارفع صوتك عالياً بقوة المؤمنين قائلاً لشباب اليوم: زرعت بذور الشوك في عمري بعد أن أوهموني أنها رياحين نقطفها معاً في الغد وتقلدت أوسمة زائفة لتجرف كل من يتقلدها إلى رماد تذره الرياح فتمحيه من الزمن وكان الثمن هو عمري (أنت أيها الشاب).
دمتم بخيـــر تحيــاتي،،،،