بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن من مجموع البلايا والرزايا والحرب على الإسلام والمسلمين بلاء وابتلاء حل بنا منذ زمن وهو في ازدياد بخبثه وطرائقه وطرقه يقوده شياطين الإنس والجن وهو في بلاد الإسلام اليوم بشكل فاضح وواضح .... بلاء فَتَنَ الله فيه بني إسرائيل من قبلنا وهو واقع اليوم بنا نسأل الله تعالى السلامة .. ... هذا البلاء هو فتنة النساء ...فتنة التعري على مواقع النت ..
وقد حذرنا من فتنة النساء نبينا عليه الصلاة والسلام ...
ففي الصحيحين عن أبي عثمان النهدي عن أسامة عن النبي {صلى الله عليه وسلم} قال ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء .....
وفي صحيح مسلم عن أبى سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الدنيا حلوة خضرة وان الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فان أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء......وفي البخاري عن أبي سعيد ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن )
ومع انتشار الحجاب بين المسلمات والحمد لله فهناك مكر وكيد من الكفار وبعض من ينتسب للإسلام لصد الناس عن دينهم بالشهوات ...فهناك من الكافرات وبعض من تنتسب للإسلام فاجرات داعيات للفجور والعهور ...هذه المرأة الفاجرة أصبحت اليوم سلاحا فتاكا بأيدي أعداء الله من الإباحيين أعداء الفضيلة والدين ممن وصل بهم الحال في الإنحطاط والتردي البهيمي والأخلاقي أن يقننوا قوانين الزواج المثلي!!! خرجوا عن فطرتهم أيما خروج لم يسبقهم بجرمهم هذا قوم لوط المجرمون ....يستعملون مفاتنها لإفساد المسلمين بكل ما أوتوا من قوة ...
وقد قال قائلهم في بروتوكولات بني صهيون
((كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمدية مالا يفعله ألف مدفع )) !!!
ومع توجه الناس للعلم ومع تيسير الله لعباده التطور التكنولوجي في شتى المجالات ومنها الإتصالات وشبكات الإنترنيت فقلما تجد أحد إلا وهو يستعمل هذه الشبكة في علمه الشرعي الديني والدنيوي ...فلم يكتف الأعداء بإفسادهم الناس وإخراجهم من دينهم أو تدينهم عن طريق التلفاز والسينما والفضائيات والجرائد والمجلات الخليعة بل عمدوا اليوم إلى وسيلة جديدة وخطوة أخرى خطرة جدا لما لها من تداعيات وسيّء المآلات ألا وهي الأفلام الخليعة و الصور العارية أو شبه العارية للنساء يضعونها بين ثنايا أو بمقدمة يوتيوبات الدروس والمحاضرات الشرعية والخطب الدينية بل مع يوتيوبات القرآن الكريم !! بل تعم كل صفحة في الفيس بوك لعلهم يصدون بها ويصيدون ... ومكمن الخطورة هنا أن اكثر مستعملي النت والفيس بوك يكون بمفرده مع حاسوبه فلا رقيب عليه عندها ولا حسيب ..فلعل نظرة في حالة ضعف يعقبها سقوط للهاوية ....وخاصة جنسي الشباب .......المليء بالشهوات في زمن صعوبة الزواج لأسباب شتى ومختلفة فمسؤولية كبيرة اليوم تقع على عاتق ولاة الأمور والمسؤولين وكذا المربين الصالحين والآباء والأمهات حتى يحافظوا على أبنائهم من كيد شياطين الإنس والجن ولا يفقدوا قرة عين لهم في دينهم ودنياهم...وما أكثر من فُتنوا نسأل الله العافية...إن فتنة الصور في المواقع التي يرتادها الشباب اليوم فتنة عظيمة قد لا يثبت لها إلا المتقون.ويخشى التقي [ أن تزل قدم بعد ثبوتها ]
وإليك أخي المسلم أنت يامن شغفت بالنت وخاصة الفيس بوك هذه النصيحة لعل الله ينفعني وإياك بها ....احذر التوسع فيه ولتكن علاقتك به على قدر الحاجة ولا تسمح لنفسك فتتبع هواها أن تجول فيه وتصول وتصادق من تشاء بالبحث والإرسال وتفتح كل ما تشتهي نفسك وتريد وكأن الأمر مباح ...فقلل فيه من الأصدقاء ما استطعت أو إلا الذين تعرف منهم حتى لا يشركوك بجرمهم وإثمهم مما ينشرون ...فإني ناصح لك... فعوّد نفسك كلما تفتح النت سل نفسك ماذا تريد ؟ وتذكر ربك القائل :[إن الله كان عليكم رقيبا ][وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ] [يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ][وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ]
فتذكر مراقبة الله لك وتذكر عظمته وعلمه وحكمته وحلمه ... مراقبةً وتذكرا يعينك على غض بصرك وصرف نظرك فتدير ظهرك لتلك الأبواب التي أرخت سدولها على دعارة ومجون نساء كاسيات عاريات ..أو عاريات يعرضن لحومهن للذئاب...وكأنهن لا يؤمن بيوم حساب ولا عقاب ...نعوذ بالله من الفتن ماظهر منها وما بطن ...تذكر أخي عندما توسوس لك نفسك أن تنظر أو تدخل على موقع الحرام قل لها لعل لذة حاضرة يعقبها ندامة وعذاب في الآخرة ..فامنع نفسك لله ..فإن امتنعت فستجد حلاوة ذلك في صدرك وستوفى يوم القيامة على هذا أجرك ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه كما في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام (( إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدّلك الله به ما هو خير لك منه )) رواه أحمد .
(( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ))
واعتبر بما قاله قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى :
(( ورأيت أقواماً من المنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجل إليهم في الخلوات. فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات. فكانوا موجودين كالمعدومين، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلب يحن إلى لقائهم.فالله الله في مراقبة الحق عز وجل. فإن ميزان عدله تبين فيه الذرة، وجزاؤه مرصد للمخطىء ولو بعد حين.وربما ظن أنه العفو - وإنما هو إمهال - وللذنوب عواقب سيئة.فالله الله ...الخلوات. الخلوات.البواطن البواطن. النيات النيات.فإن عليكم من الله عيناً ناظرة. وإياكم والاغترار بحلمه وكرمه، فكم قد استدرج.)) صيد الخاطر.
ورحم الله تعالى القائل : أجمع العارفون بالله بأن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات، وأن عبادات الخفاء هي أعظم أسباب الثبات
وقال بعضهم : كم من معصية في الخفاء منعني منها قوله تعالى : " ولمن خاف مقام ربه جنتان "
ولعل من حكمة الله تعالى أن يتيسر للعبد الحرامُ ...قدرا ...امتحانا له فينظر هل يخافه بالغيب أم يتبع هواه ومشتهاه ولو أغضب ربه ومولاه ..؟
وقد ذكر الله تعالى لنا في كتابه موقفين فيهما ابتلاء وامتحان واختبار للمؤمنين فيَسّر لهم ما نهاهم عنه وقربه لهم فامتنع قوم خوفا من الله فلم يقارفوا فوفاهم الله تعالى أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون وهم أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام يوم ابتلاهم بالصيد وهم حرم فنالوا بها وبمثلها قوله تعالى (( رضي الله عنهم ورضوا عنه .ذلك لمن خشي ربه ))
وخسر اليهود وعوقبوا في الدنيا بالمسخ قردة وخنازير وفي الآخرة عذاب السعير يوم ابتلاهم الله بالمنع من صيد الحيتان يوم السبت فاحتالوا لصيدها يخادعون الله وهو خادعهم .
[ففي عمرة الحديبية نزل قول الله تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ))
في تفسير ابن كثير (... فكانت الوحش والطير والصيد تغشاهم في رحالهم، لم يروا مثله قط فيما خلا، فنهاهم الله عن قتله وهم محرمون {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ } يعني أنه تعالى يبتليهم بالصيد، يغشاهم في رحالهم يتمكنون من أخذه بالأيدي والرماح سراً وجهراً، لتظهر طاعة من يطيع منهم في سره وجهره، كما قال تعالى[إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ]...)
وقال الله تبارك وتعالى عن اليهود: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}
ذكر السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره (( وكان اللّه تعالى قد أمرهم أن يعظموه ويحترموه[ أي يوم السبت] ولا يصيدوا فيه صيدا، فابتلاهم اللّه وامتحنهم، فكانت الحيتان تأتيهم { يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا } أي: كثيرة طافية على وجه البحر.
{ وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ } أي: إذا ذهب يوم السبت { لا تَأْتِيهِمْ } أي: تذهب في البحر فلا يرون منها شيئا { كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } ففسقهم هو الذي أوجب أن يبتليهم اللّه، وأن تكون لهم هذه المحنة، وإلا فلو لم يفسقوا، لعافاهم اللّه، ولما عرضهم للبلاء والشر، فتحيلوا على الصيد، فكانوا يحفرون لها حفرا، وينصبون لها الشباك، فإذا جاء يوم السبت ووقعت في تلك الحفر والشباك، لم يأخذوها في ذلك اليوم، فإذا جاء يوم الأحد أخذوها ))
ففرق بين من امتلأ قلبه تعظيما لله ومحبة ومراقبة وإيمان بالله وباليوم الآخر وبين قوم قادهم طمعهم وشهوتهم إلى أن يرتكبوا ما حرم الله غير مبالين بوعدهم لله ولا وعيدهم له ...فجعل منهم القردة والخنازير
نسأل الله تعالى أن يعيننا على طاعته وتجنب معصيته وان يحفظ لنا أبصارنا وأسماعنا وقلوبنا إنه نعم المجيب .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
(( إذا توضأ العبد المسلم ( أو المؤمن ) فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء ( أو مع آخر قطر الماء )
فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء ( أو مع آخر قطر الماء )
فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء ( أو مع آخر قطر الماء )
حتى يخرج نقيا من الذنوب .)) رواه مسلم.
فمن أوقعه الشيطان بطائفه فليستغفر وليتوضأ وإن شاء فليصلي تائبا آيبا منيبا فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين.
﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم