الخجل آفة نفسية ناتجة عن وجود خلل نفسي يجعل الإنسان يتقوقع داخل ذاته
وهذه الآفة النفسية تتحكم وتستبد بصاحبها إلي درجة تشل بها مواهبه وإمكانياته
وتجعل سلوكه الاجتماعي غير مقبول .
وهنا أخي القارئ يجب أن نميز بين الخجل والحياء – فالحياء : فضيلة تعني مراعاة
شعور الآخرين وأحاسيسهم لأبعد الحدود , فذالك الإنسان الذي يغض البصر يتمتع بالحياء,
ولكن الإنسان الذي يتمتع بالحياة يكون اجتماعياً لأبعد الحدود لا يخجل من التعامل مع
الناس , ولديه ثقة بنفسه ,, وهو ما لا يستطيع أن يفعله الخجول , وكثيراً من الناس
يختلط الأمر عليهم بل يعتقدون أن الحياة أحد أنواع الخجل ولذا كان من الضروري
أن نصارحك ... ـأخي القارئ بهذه الحقيقة... كي تضعها في الاعتبار.
والخجل أخي القارئ له عدة أسباب , فإذا عرف السبب بطل العجب فإذا أدركت السبب
الحقيقي للخجل تكون بذلك قد قطعت نصف الشوط نحو النجاح للتغلب عليه ويبقى النصف
الآخر الذي يتم بإرادتك وقوة تصميمك على النجاح في معالجة هذا العيب الخطير من عيوب
الشخصية ..وهذا يكون سبب الخجل جسمي كالنحافة الزائدة أو الطول الزائد أو وجود عاهة
في الجسم .... الخ ,, وقد يكون الخجل متأصل في نفس الشخص كأن يكون لدى الشخص خوف كبير
من الإحراج في التعامل مع الآخرين والخوف من الواقع بالخطأ , وبالتالي يخجل من القيام بعمل
شيء خوف من الوقوع في هذا الإحراج . ففي كل موقف إنساني سلبي تتعرض له وأنت في حالة خجل وسلبية
تخضع لتفجيرات نفسية مفاجئة وعنيفة ومتعاقبة , يضطرب معها جهاز الأوعية الدموية وحركاته الداخلية
وتعجز نفسيتك تحت وطأة هذا الاضطراب عن التكيف والا استرسال مع الأشخاص الذين تتعامل معهم ...
هذا بالإضافة إلي ما يفعله بك الخجل من تأثير يغير من شخصيتك ويجعلها تتسم بخيبة الأمل . واللامبالاة,
والبرود العاطفي,
وفي مجال التغلب على هذا الخجل عزيزي القارئ فان علماء الاجتماع والصحة النفسية يقدمون لنا النصائح
التالية:
اكتب على ماذا تنوي القيام به وأسباب ترددك في القيام به ثم قيم نفسك من خلال تسجيل عدد المرات التي قمت
فيها ب الفعل بتنفيذ ما نويت وعزمت على أدائه وماذا حدث لك بعد أن نفذت ما نويت . إن الأمر قد يبدو
معقداً ولكن إذا حاولت ستجد متعة في الأمر...لا تتردد!
اعمل على تنمية مهارتك في الاتصال والتفاعل مع الآخرين.
كن البادئ في الحديث مع الآخرين ومن أفضل وسائل افتتاح الحديث هو الثناء أو إبداء الإعجاب بصفة أو شيء
مهين في الآخرين.
قم بإلقاء التحية يومياً على خمس أشخاص غرباء على الأقل لا تعرفهم ولا تنسى أن تكون مبتسماً عندما تلقي
التحية.
اخرج للتسوق واسأل عن أماكن أو محلات معينة حتى ولو كنت تعرف مكانها وكيفية الوصول إليها ,