من اجمل قصائد الشاعر احمد مطر
حسن
زار الرئيس المؤتمن
بعض ولايات الوطن.
وحين زار حيّنا
قال لنا:
هاتوا شكاواكم بصدقٍ في العلن
ولا تخافوا أحدا فقد مضى ذاك الزمن.
فقال صاحبي ((حسن)):
يا سيدي
أين الرغيف واللبن؟
وأين تأمين السكن؟
وأين توفير المهن؟
وأين من
يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟
يا سيدي لم نر من ذلك شيئا أبداً.
قال الرئيس في حزن:
أحرق ربي جسدي
أكلّ هذا حاصل في بلدي؟!
شكرا على صدقك في تنبيهنا يا ولدي
سوف ترى الخير غدا.
****
وبعد عام زارنا
ومرة ثانية قال لنا:
هاتوا شكاواكم بصدق في العلن.
ولا تخافوا أحدا
فقد مضى ذاك الزمن
لم يشتك الناس!
فقمت معلنا :
أين الرغيف واللبن ؟
وأين تأمين السكن ؟
وأين توفير المهن؟
وأين من
يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟
معذرة يا سيدي
وأين صاحبي ((حسن))؟!
إنَّني المشنوقُ أعلاهُ
إنَّني المشنوقُ أعلاهُ
على حبلِ القوافى
خُنتُ خوفي وارتجافي
وتَعرَّيتُ من الزيفِ
وأعلنتُ عن العهْرِ انحرافى .
وأرتكبتُ الصِدقَ كيْ أكتُبَ شِعرا
واقترفتُ الشِعرَ كَيْ أكتُبَ فجرا
وَتَمَرَّدتُ على أنظمةِ خَرفى
وحُكامٍ خِرافِ .
وعلى ذلِكَ . .
وَقَّعْتُ اعترافي !
ما قبل البدَاية
كنتُ في (الرَحْمِ) حزيناً
دونَ أن أعرفَ للأحزانِ أدنى سببِ !
لَمْ أكنْ أعرفُ جنسيَّةَ أمي
لَمْ أكنْ أعرفُ ما دينُ أبى
لَمْ أكنْ أعلمُ أنّى عَربي !
آهِ .. لو كنتُ على عِلْمٍ بأمري
كُنْتُ قَطَّعْتُ بنفسي (حَبْلَ سِرّى)
كُنتُ نَفَّسْتُ بنفسي و بأُمّي غَضَبى
خَوفَ أن تَمْخُضَ بي
خَوفَ أن تقذفَ بي في الوطنِ المغتربِ
خَوفَ أن تحبلَ من بَعْدى بغيري
ثُمَّ يغدو - دونَ ذنبٍ -
عربيّاً .. في بلادِ العَرَبِ !
علامة الموت
يَومَ ميلادي
تَعَلَّقْتُ بأجراسِ البُكاءْ
فأفاقَتْ حُزَمُ الوردِ , على صوتي ,
وفَزَّتْ في ظَلامِ البيتِ أسرابُ الضِياءْ
وتداعى الأصدقاءْ
يَتَقَصَّونَ الخَبْر .
ثُمَّ لَّما عَلِموا أنّى ذَكَرْ
أجهشوا .. بالضحك ,
قالوا لأبى ساعةَ تقديمِ التهاني :
يا لها من كبرياء
صوتُهُ جاوزَ أعنان السَماءْ .
عَظَّمَ اللهُ لكَ الأجر
على قَدْرِ البَلاءْ !
تصدير واستيراد
حلب البقال ضرع البقره.
ملأ السطل... وأعطاها الثمن.
قبلت ما في يديها شا كرة.
لم تكن قد اكلت منذ زمن.
قصدت دكانه
مدت يد يها بالذي كان لديها..
واشترت كوب لبن
..................................
احمد مطر( الشاعر المنفي من قبل كل حكام العرب ) ولا حاكم يحبه وهذا فخر يعلقه علي صدره.
كابـــــــــــــــوس
- الكابوس أمامي قائم.
- قم من نومـــــك
لست بنــــــــــائم.
- ليـــس ، إذن ، كا بوســـــــــــا هـــذا
بــل أنت تري وجــــه الحاكــــــــــــم.
نهاية المشروع
أحضر سلة ..
ضع فيها ( أربع تسعات ) ..
ضع فيها صحفا منحلة ..
ضع مذياعا ..
ضع بوقا ..ضع طبلة ..
ضع شمعا أحمر ..
ضع حبلا ..
ضع سكينا ..
ضع قفلا ... وتذكر قفله ..
ضع كلبا يعقر بالجملة ...
يسبق ظله ..
يلمح حتى الآأشياء ..
ويسمع ضحك النملة ..!!
واخلط هذا كله ..
وتأكد من غلق السلة ..
ثم اسحب كرسيا واقعد ..
فلقد صار عندك ................
دولة !!
المُوجزْ
ليسَ في النّاسِ أمانْ .
ليسَ للنّاسِ أمانْ .
نِصفُهم يَعْملُ شرطّياً لدى الحاكمِ
.. و النصفُ مُدانْ !
توبَة
صاحبي كانَ يُصَلِّى
- دونَ ترخيصٍ -
و يتلو بعضَ آياتِ الكتابْ .
كان طفلاً
و لذا لم يَتعرَّضْ للعقابْ .
فلقد عَزَّرَهُ القاضي
.. وَ تابْ !
مرسُوم
نحنُ لسنا فُقَراءْ .
بَلَغَتْ ثَروتُنا مليونَ فَقْرِ
وغدا الفَقْرُ لدى أمثالِنا
وصفاً جديداً للثَّراءْ !
وَحْدَهُ الفقرُ لدينا
كانَ أغنى الأغنياءْ !
* *
بَيتُنا كانَ عراءْ .
و الشبابيكُ هواءٌ قارسٌ
و السقفُ ماءْ !
فشكونا أمرَنا عندَ ولىِّ الأمرِ
فاغتنمَّ
و نادى الخبراءْ
و جميعَ الوزراءْ
و أُقيمت نَدوةٌ واسعةٌ
نُوقِشَ فيها وَضْعُ (أيرلندا)
و أنفُ (الجيوكندا)
و فَساتينُ (أميلدا)
و قضايا (هونو لولو)
و بطولاتُ جيوش الحُلفاء !
ثُمَّ بَعدَ الأخذِ و الرّدِّ
صباحاً و مساءْ
أصدر الحاكمُ مرسوماً
بإلغاءِ الشتاءْ !
مشاتمة
قال الصبي للحمــــــــــــــــــار : ( يا ).
قال الحمـــــــــــار للصبـــــــــــــــــــــي :
( يــــــــــا عربي ) !
اكشن آخر مره
قال الصبي للحمار : ( يا غ ب ي )
درس في الإملاء
كتـــــــب الطالـــــــــــــب :
( حاكمنـــــا مكتــــأبا يمســـي حـــزينــا لضيـــاع القــــد س ).
صــــاح الأستاذ بــه : كـــــلا..
إنــــك لــم تستــــــو عب درســــي.
( إرفـــع ) حاكمـــــنا يـــا ولـــدي
وضــع الهمـــــزة فوق ( الكرسي ).
هتف الطالب : هل تقصدني..
أم تقصد عنتــــرة العبســــي ؟ !
اســـــتو عب مــــــــا ذا ؟ 1
ولمــــــــــــــا ذا ؟!
دع غيــــري يســـــــتوعب هـــــــــــــذا.
واتركنــــــــــــــــــي أســتوعب نفســـــــــــي.
هل درســــــــك أغلــــــي مـــن رأســـــــــــــــــي ؟!
.................................................. ..............................
مسائله
قلت للحاكم: هل أنت الذي انجبتنا؟
قال : لا.. لست أنا.
قلت: هل صيرك الله إلها فوقنا.
قال: حاشا ربنا.
قلت: هل نحن طلبنا منك أن تحكمنا؟
قال : كلا.
قلت: هل كانت لنا عشرة أوطان
وفيها وطن مستعمل زاد عن حاجتنا
فوهبنا لك هذا الوطن ؟
قال: لم يحدث... ولا احسب هذا ممكنا.
قلت: هل اقرضتنا شيئا
علي ان تخسف الأرض بنا
إن لم نسدد ديننا؟
قال: كلا.
قلت: ما دمت ، إذن ، لست إلها
أو أبا
أو حاكما منتخبا
أومالكا
أو دائنا
فلاذا لم تزل يا ابن الكذا ، تركبنا ؟
...... وأنتهي الحلم هنا.
أيقظتني طرقات فوق بابي:
إ فتح الباب لنا يا أبن الزني.
إ فتح الباب لنا.
إن في بيتك حلما خا ئنا
.................................................. ..............................
مسألة مبــــدأ
قــال لزوجـــــــه : اســــــــــــــكتي.
وقــال لابنــــــه : انكــــــــــــــتم.
صوتكمــــــــــتا يجعلنـــــــــي مشـــو ش التفكـــــير.
لا تنبســـــــــــــــــا بكلمـــــــــــــــــــــــه.
ار يــــــــــــــد أن اكتــــــب عـــن
حريـــــــة التعبيـــــــــــــر
.................................................. ...........
ملحوظَة
تَركَ اللّصُ لنا ملحوظةً
فوقَ الَحصير
جاءَ فيها :
لَعَن الله الأمير
لم يَدَع شيئاً لنا نَسرقهُ
... إلاّ الشَخيرْ !
الرّحمة فوق القَانونْ
ذاتَ يومٍ
رقَصَ الشعبُ وغَنّى
واحتسى بَهجَتَهُ حتّى الثمالَةْ
إذ رأى أوَّل حالَة
تَنْعم ُالبلدةُ فيها بالعدالَةْ :
زَعَموا أنَّ فتًى سبَّ نِعالَهْ
فأحالوهُ إلى القاضي
ولم يُعْدَمْ
بدعوى شَتْمِ أصحابِ الجلالَةْ !
__________________
التهمـة
كنتُ أسيرُ مفـرداً
أحمِـلُ أفكـاري معـي
وَمَنطِقي وَمَسْمعي
فازدَحَمـتْ
مِن حَوْليَ الوجـوه
قالَ لَهمْ زَعيمُهم: خُـذوه
سألتُهُـمْ: ما تُهمتي؟
فَقيلَ لي:
تَجَمُّعٌ مشبــوه!
ثورة الطين
وضعوني في إنـاءْ
ثُمّ قالوا لي : تأقلَـمْ
وأنا لَستُ بماءْ
أنا من طينِ السّمـاءْ
وإذا ضـاقَ إنائـي بنمـوّي
..يتحطّمْ !
**
خَيَّروني
بَيْنَ مَوتٍ وَبَقاءْ
بينَ أن أرقُـصَ فوقَ الحَبْلِ
أو أرقُصَ تحتَ الحبلِ
فاخترتُ البقـاءْ
قُلتُ : أُعـدَمْ.
فاخنقـوا بالحبلِ صوتَ الَببَّغـاءْ
وأمِـدّوني بصمـتٍ أَبَـديٍّ يتكلّمْ !
قَلـم
جسَّ الطبيبُ خافقـي
وقـالَ لي :
هلْ ها هُنـا الألَـمْ ؟
قُلتُ له: نعَـمْ
فَشـقَّ بالمِشـرَطِ جيبَ معطَفـي
وأخـرَجَ القَلَــمْ!
**
هَـزَّ الطّبيبُ رأسَـهُ .. ومالَ وابتَسـمْ
وَقالَ لـي :
ليسَ سـوى قَلَـمْ
فقُلتُ : لا يا سَيّـدي
هـذا يَـدٌ .. وَفَـمْ
رَصـاصــةٌ .. وَدَمْ
وَتُهمـةٌ سـافِرةٌ .. تَمشي بِلا قَـدَمْ