أعلنت الجزائر موافقتها على احتضان قاعدة تدريب القوات العسكرية المشكلة للواء شمال إفريقيا التابع للاتحاد الإفريقي. وتشارك الجزائر بكتيبتين من الجيش وأخرى من الشرطة العسكرية، في حين تحتضن مصر قيادة اللواء.أما المغرب فـ''قاطع'' عملية تشكيل اللواء بسبب ''تعليق'' عضويته في الاتحاد الإفريقي.
احتضنت العاصمة الليبية طرابلس، أول أمس، الاجتماع الثاني لوزراء دفاع دول شمال إفريقيا، بمشاركة وفود الجزائر وليبيا ومصر وتونس ومفوضية الاتحاد الإفريقي. وناقش الاجتماع مشاريع بشأن اللائحة التنظيمية للجنة رؤساء الأركان والاتفاقية النموذجية لاستضافة مقر قدرة الإقليم والنظام الأساسي للقدرة، ونظام صندوق تمويلها. وتم الاتفاق، في ختام الاجتماع، على خطة التدريب الإقليمية واللائحة التنظيمية لعنصر التخطيط المعدل، وهيكل وقواعد القاعدة الإدارية المتعلقة باللواء العسكري الخاص بشمال القارة، واللائحة التنظيمية للأمانة التنفيذية، والميزانية التقديرية للعام 2009، والمكون الشرطي المعدل.
وأعلن في ختام الاجتماع عن اختيار الجزائر لتحتضن قاعدة التدريب للقوات المشكلة للواء، ويعتقد أن تعهد المهمة للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، كما قررت الجزائر المشاركة في اللواء بكتيبتين عسكريتين وكتيبة ثالثة من الشرطة العسكرية، في حين تشارك مصر بكتيبة واحدة. وتنتشر قوات اللواء في شمال إفريقيا ومهمتها الرئيسية زيادة إمكانية ردع الصراعات الداخلية والحدودية، في سبيل جهود القارة لعدم تدويل قضاياها كما حدث مع ملف دارفور.
يشار إلى أن لواء شمال إفريقيا هو واحد من خمسة ألوية تابعة لمجلس السلم والأمن الإفريقي، موزعة على مناطق القارة الخمس التي ستشكل القوة الإفريقية الجاهزة التي كانت قد تأسست بمقتضى المادة 13 من بروتوكول الاتحاد الإفريقي.
وحسب اتفاق دول الاتحاد، فإن أولوية القوة الجاهزة هي المساعدة على بسط الأمن وتحقيق الاستقرار في القارة، حيث مقرر أن تتشكل من ألوية عسكرية تمثل الأقاليم الخمسة الرئيسية في إفريقيا، وأن تتشكل مبدئيا من 15 ألف جندي، وتديرها فنيا بشكل مباشر لجنة أركان حرب يرأسها وزراء دفاع الدول الأعضاء.
وعن بعض التفاصيل التقنية، سبق أن كشف مفوض السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، رمضان لعمامرة، أن ''مكون الدرك والشرطة يعتبر عنصرا أساسيا بالنسبة لتجهيز القوة الإفريقية وانتشارها لسنة 2010''. مضيفا أن المشاركة تأتي من معظم الدول، بحيث يتوفر مكون ''شرطي دركي لكل لواء من الألوية الخمسة''. موضحا أنه ''بخصوص الشمال فهناك وحدات عسكرية جاهزة من الجمهورية الصحراوية إلى مصر''.
ومن الناحية السياسية للخطوة، يرى الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الإفريقية والمغاربية، عبد القادر مساهل، بأن الإسراع في تجهيز الألوية العسكرية الإفريقية بإمكانه كبح النزاعات الحدودية في القارة ''91 بالمائة من النزاعات بين الدول راجعة إلى رسم الحدود، لذلك نحن بحاجة إلى هذه القوة التي تشكل العمود الفقري للسياسة الإفريقية التي سطرها رؤساء الدول والحكومات في السنوات الماضية بخصوص كل ما يتعلق بالسلم والأمن''.