تاريخ الجامع:
أول من جدد بناء الجامع بعد عقبة هو حسان بن النعمان
الغساني الذي هدمه كله وأبقى المحراب وأعاد بناءه بعد
أن وسعه وقوى بنيانه وكان ذلك في عام 80 هـ.
في عام 105 هـ قام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك
بالطلب من واليه على القيروان بشر بن صفران أن يزيد في
بناء المسجد ويوسعه، فقام بشر بشراء أرض شمالي المسجد
وضمها إليه، وأضاف لصحن المسجد مكانا للوضوء وبنى
مئذنة للمسجد في منتصف جداره الشمالي عند بئر تسمى بئر
الجنان. وبعدها بخمسين عاما (155 هـ) قام يزيد بن
حاتم والي أبي جعفر المنصور على أفريقية بإصلاح وترميم
وزخرفة المسجد.
في عام 221 هـ قام ثاني أمراء الأغلبيين زيادة الله بن
الأغلب بهدم أجزاء من الجامع لتوسعته كما قام برفع سقفه
وبنى قبة مزخرفة بلوحات رخامية على اسطوانة المحراب.
أراد زيادة الله أن يهدم المحراب إلا أن فقهاء القيروان
عارضوه وقالوا له: «إن من تقدمك توقفوا عن ذلك لما كان
واضعه عقبة بن نافع ومن كان معه». قال بعض
المعماريين: «أنا أدخله بين حائطين فيبقى دون أن يظهر
في الجامع أثر لغيرك»، فأخذ بهذا الرأي وأمر ببناء
محراب جديد بالرخام الأبيض المخرم الذي يطل منه الناظر
على محراب عقبة الأساسي.
في عام 248 هـ قام أحمد بن محمد الأغلبي بتزيين المنبر
وجدار المحراب بلوحات رخامية وقرميد خزفي. وفي عام
261 هـ قام أحمد الأغلبي بتوسعة الجامع وبنى قبة باب
البهو وأقام مجنبات تدور حول الصحن. في هذه المرحلة
يعتقد أن الجامع قد وصل إلى أقصى درجات جماله.
في عام 441 هـ قام المعز بن باديس بترميم المسجد
وتجديد بنائه وأقام له مقصورة خشبية لا تزال موجودة إلى
يومنا هذا بجانب محراب المسجد. قام الحفصيون بتجديد
المسجد مرة أخرى بعد الغزوة الهلالية.