الأرض :
إن الأرض هي الكوكب الوحيد حتى ألان تربطنا به تجربة مباشرة ورغم معرفتنا أن الأرض جسم صغير في هذا الكون ولكنها تبدو لنا مع ذلك صلبة ومهمة .
ماذا نعرف أذن عن هذا الكوكب؟
إن الأرض تدور حول الشمس على بعد متوسط يقدر بــــــ 93 مليون ميلتقريبا ، وتكمل هذه الدورة في 365 يوم وربع ، وشكل مدارها قطع مخروطي ناقص، بحيث انه عندما تكون الأرض اقرب ما تكون إلى الشمس فإنها تتحرك بأقصى سرعتها وذلك خلال صيف نصف الكرة الجنوبي ، وبحيث تكون ابعد ما تكون عن الشمس، خلال صيف نصف الكرةالشمالي. تكاد الأرض تكون كروية الشكل حيث لا يختلف قطرها بين القطبين عن قطرهاالاستوائي إلا ببضعه أميال اقل . وتدور الأرض حول محورها دورة كاملة خلال 23 ساعهو 56 دقيقة.
استطاع الفيزيائيون الجيولوجيون بواسطة موجات التصادم التي تحدثهاالهزات الأرضية أن يستنتجوا بنية الكرة الأرضية ففي مركزها يكمن لب الأرض شديدالكثافة مكون من صخور وحديد تحت ضغط شديد وفي حالة سائلة ونصف قطرها 2100 ميل تقريبا ، حول هذا المركز يوجد " المعطف" وهو منطقة صخرية تمتد حتى سطح الأرض تقريبا ،
ويبلغ سمك هذه المنطقة 1800ميل تقريبا . فوق المعطف توجد القشرة الأرضية بسمك حوالي
30 إلى 40 ميلا وتتكون من الصخور العادية ، التي تقل كثافتها كثيرا عن كثافة صخورالمعطف . إن القشرة هي المادة التي تتكون منها القارات .
أما الغلاف الجوي فيتكون من الغازات المحيطة بالكرة الصلبة ، وهذه الغازات هي بشكل رئيسي ، الأكسجين والنتروجين ( بكمية اكبر ) والاغون وثاني أكسيدالكربون وبخار الماء . إن الأكسجين ضروري للحياة البشرية أما النباتات فتمتص ثاني
أكسيد الكربون وتطرد الأكسجين . يساعد ثاني أكسيد الكربون أيضا على منع حارة الشمس من التسرب خارج الغلاف الجوي ليلا . ويصعب تحديد ارتفاع الغلاف الجوي حيث يمكن العثور على آثار منه على ارتفاعات تفوق 500 ميل ، ولكن نصف كتله الغلاف تقع ضمن منطقة ارتفاعها ثلاثة أميال فوق مستوى سطح البحر.
ان العديد من الظواهر الأرضية يرجع إلى أسباب فلكية فالمد والجزرمثلا ، تسببه التأثيرات الجاذبية للشمس والقمر . فبشكل أساسي تجذب الشمس والقمرمياه المحيطات مسببه انتفاخات في المناطق التي يرتفع فوقها القمر ن وانتفاخات اخرى
في الوقت نفسه اقل منها على الجانب المقابل للأرض ، هذه الانتفاخات ما نسمية ذروة المد. وبما أن الأرض تدور حول نفسها مرة واحدة كل يوم ، فان كل المناطق يحدث بها مدان عاليان ،وذلك عند مرور الانتفاخات بها. وتحدث حالات مد وجزر ربيعية ، غيرعادية ، عندما تكون الشمس والقمر على امتداد واحد ، ويتوحد بذلك شدهما في نفس
الاتجاه أما الحالات الأخرى المعاكسة تماما فتحدث عندما تفصل زاوية قائمة بين الشمس والقمر، ويكاد شد الأولى يلغي شد الأخرى ( مد وجزر ناقص ) لذلك نتوقع مدا أوجزرا عاليا خلال البدر الكامل والهلال الجديد ، ومد أو جزرا ناقصين في الربعين الأول والأخير.
أما الشفق ( شمالا وجنوبا وفق مكانك على الأرض ) فتسببه آثارالجسيمات المشحونة المندفعة بشكل حلزوني من الشمس عبر الحقل المغنطيسي الأرضي . إن هذه الظواهر الجميلة جدا تأخذ أشكالا متعددة مثل الإشعاعات المتحركة ، والستائر
المعلقة والأقواس اللامعة ، وتظهر غالبا تدرج لوني يغلب عليه اللون الأخضر ، أو الوردي والأصفر أحيانا كما تحدث على ارتفاعات تتراوح بين ستين ميلا وعدة مئات من الأميال ولكن لسوء الحظ لا يمكن رؤية معظمها إلا من المناطق القطبية ما عدا الشفق الغريب والاستثنائي ، فيمكن مشاهدته من المنطقة الاستوائية.
ثم نجد على ارتفاع 75 ميلا في الغلاف الجوي طبقه تسمى غلاف التشرد (الكرة المتاينه ) وهي طبقه من الجسيمات المشحونة تعكس موجات راديوية عديدة وتجعل الاتصالات اللاسلكية البعيدة المدى شيئا ممكنا بواسطة الموجات الارتدادية حول الأرض. وهذه الطبقة معرضة للتصدع بسبب الجسيمات المشحونة الآتية من الشمس ، وخصوصا بعد بعض الانفجاراتالشمسية . في هذا الارتفاع أيضا تبدا النيازك في الظهور وتعرف غالبا بالنجومالمذنبة ولكنها ليست إلا جسيمات دقيقة من المادة ( في حجم حبيبات الرمل تقريبا )
اتية من الفضاء بسرعات عاليه وتحترق نتيجة لاحتكاكها مع الغلاف الجوي . هناك ايضااجسم اكبر تصل سطح الارض وتعرف بالنيازك.