في البداية صلوا على رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات و أزكى التسليمات
في أول ليلة من ليالي حمله صلى الله عليه و سلم أغلقت أبواب الجحيم و فتحت أبواب الجنان الرضوانية و اطلع الحي القيوم و تجلى برحمته و رضوانه و التجلي العام و اهتز العرش طربا و مال الكرسي عجبا و انتشرت الرايات الربانية و و تلألأت الكائنات بالأنوار و تنكست على رؤوسها الأصنام و نطقت دواب قريش بالمقالات العربية و قالت حمل برسول الله صلى الله عليه و سلم و رب الكعبة فهو امام الدنيا و سراج الأنام و فرت وحوش المشارق الي وحوش المغارب بالبشائر القوليه و بشرت حيتان البحر بعضها بعضا بظهور مصباح الظلام و نادى لسان حال الكائنات جاءنا اليسر بعد الشدائد العسرية و ظهر امام العدل و الرقيب من الحواسد نام و لم تجد امه في حمله وحما ولا تعبا و لا كربية و لا ثقلا و لا هزالا و لا مس الام و كان بدء حمله صلى الله عليه و سلم في ليلة الجمعة من الليالي الرجبية و انتهاؤه في شهر ربيع الأول ليلة الاثنين الثاني عشر من الأيام وكان صلى الله عليه و سلم في بطن أمه يسبح ويقدس ذات ربه الواحدانية فكانت السيدة تسمع تسبيحه وتقديسه وهو في بطنها فسبحوا من لا ينام
ولما استقر نور محمد صلى الله عليه وسلمفي بطن أمه بشرتها الأنبياء في كل شهر من شهور حملها بالبشائر الجليلة البهية ففي الشهر الأول جاءها السيد ادم و بشرها في منامها بأنها حملت بشفيع المذنبين يوم الزحام و في الشهر الثاني جاءها شيث و بشرها في منامها بأنها حملت بدرة بهجة الأنوار المصطفوية التي فرع الله منها جميع الاشياء و أتقنها ببدائع الأحكام و في الشهر الثالث جاءها نوح عليه السلام و بشرها بأنها حملت بسفينة العلوم اللدنية الذي أعلى عماد الايمان و مناره أقام و في الشهر الرابع جاءها الخليل ابراهيم و بشرها في منامها بأنها حملت برسول الملة السمحاء الحنيفية و في الشهر الخامس جاءها الذبيح اسماعيل و بشرها بأنها حملت بأفضل من نطق بالعربية الذي شرف الله به زمزم و الحطيم و الركن و المقام و في الشهر السادس جاءها السيد داود و بشرها بأنها حملت بمن كانت الجوامد في يده لينة طرية الذي أحيا الليل حتى تورمت منه اأقدام و في الشهر السابع جاءها السيد سليمان و بشرها بأنها حملت بعين الاعيان الانسانية الذي أعطاه الله بساط العناية وجرت بين يديه رياح الهداية و في الشهر الثامن جاءها موسى عليه السلام و بشرها بأنها حملت بطور التجليات الالهية و في الشهر التاسع جاءها عيسى عليه السلام و بشرها بأنها حملت بأفضل من حج و صلى و صام
اللهم عظم قبره بالتعظيم و التحية و اغفر لنا ذنوبنا و الأثام