أين بذور الربيع التي عهدت بها إليك...؟
أترقص للقرد في ساحته , وتدغدغ أوتار عقله بمزمار إبليس وجنده... ؟
وتغمض عينيك تحاشيا رؤية الأسد وهو يتضور جوعا في عقر عرينه.....
خسئت... وبئس ما قدمت عليه ....
لا يلد القرد إلا قردا.. ولا تنجب اللبؤة إلا شبلا هو ابن ذاك الأسد...
ما هذا الذي يدور في مخيلتك..؟
أغسل أطرافك من أدران ألصقتها حضارة الغرب بك ...؟ إنها من إفرازات جحيم ...
ما كان لك أن تقرب مسرى الأفاعي المتلونة ؟ وما كان لك أن تركن لملامسها ؟ فبين أنيابها عند التلون القطب
لِما جئتني الآن ..دامي القلب .. مجروح الفؤاد ممزق الأحشاء ...مفتت الكبد....؟
نهيتك عن السياحة هناك فلم تنته؟ وطلبت منك وقتها أن تحرث أرض البلد...
أين بذور الربيع التي عهدت بها إليك...؟
أزرعتها كما وعدتني...؟ أسقيتها كما أخبرتني....؟ أنمت واشتد غصنها ألا فأرحني؟
دوما
تلوذ بالصمت , ودوما تتجرع كؤوس الكآبة والكبت.... هل لسانك عُقِر حين تهت
... أم أنك اصطدت يوم السبت ...؟ ويوم يليه فيه ارتحت...؟
حسبتك شبلا من ذاك الأسد .. وها ظني قد خاب ..
لِما تلطخ بدنك بروث من مزابل الحرام والسحت ...؟
ليس لك عندي دواء ؟ فمرضك لا يرجى له شفاء...؟ عد سريعا لتلك الأجواء , لا مقام لك هنا ولا يحق لك البقاء
كفاك تذللا وتمسكنا فالوعد لمن تواعد , والعهد لمن تعاهد , فإن كنت عربيا أصيلا توكل على الله الأحد الواحد..؟
إليه أهرع وأسرع , وإياه ناجي وتضرع, وبين يديه أبك وتوسل ما دام هناك أمل ..
هيا قبل أن يُغلِق بابه , فإنه إذا أغلقه لا يفتح بعدها أبدا .
أفهمت أيها البدوي المتمدن..؟ خيمة وفرس وشربة من ضرع به لبن.تزيل عنك هذا الوهن وذاك الغبن
أُمٌ تغازل الغزلان وتكنس بمكنسة [ المثنان] تسقي اللهفان, وتطعم الجوعان, وتؤمن المكان لهي نور هذا الزمان