مقترحات عملية في مجال الإيمان والتربية
التجديد ظاهرة اجتماعية حضارية وفطرية تنتاب كل المخلوقات وتتجلى تارة في الأوضاع، وتارة في المفاهيم والموازين، وتارة في الرؤية والتقييم وكذلك الإصلاح والمتتبع لنشاط جمعية العلماء في نشأتها ومراحل تطورها يتبين له أنها مارست التجديد والإصلاح في جوانب عديدة ومتكاملة.
الجانب الأول النظري ويتمثل في أسلوب ومنهج العمل العلمي الجماعي، فقبل عهد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كان النشاط العلمي للعلماء فرديا، يتمثل في بعض الكتابات والمؤلفات وحلقات الدروس التي يلقيها العلماء على طلابهم.
الجانب الثاني العملي ويتمثل في إنشاء المؤسسات العلمية (المدارس الحرة) لتجسيد عمليتي التجديد والإصلاح ميدانيا وواقعيا من خلال وسائل ثلاث:
أ- المدرسة الحرة.
ب- المسجد الحر.
ج- الصحافة الحرة بدءا من سنة 1919م
وبهذه الوسائل الثلاث المتكاملة تمكنت جمعية العلماء من إحداث تغيير جذري وعميق في الواقع الاجتماعي، رغم القمع والقيود الاستعمارية وتجلى ذلك في نشر المفاهيم الإسلامية القائمة على العمل بالقرآن والسنة، وفي نقد مفاهيم الطرقيين وما يشوبها من بدع وجمود وأهواء.
الجانب الثالث المتمثل في تجديد وإصلاح مفهوم التدين، وفي هذا الجانب جدد العلماء وأصلحوا في الجوانب التالية: