تشكل الهيمنة على الطيف الالكتروني - المغنطيسي عنصرا رئيسيا في الحرب الحديثة عبر القدرة على رصد الحركة اللاسلكية راديو للعدو وتحديد موقع مراكزه. وترادفا مع رصد تلك الحركة، المعروفة باسم المخابرات بالاشارات (SIGINT)، يتوجب ايضا رصد النظم الرادارية للعدو، المعروفة بالمخابرات الالكترونية (ELINT)، او تدابير الدعم الالكترونية (ESM). وتساهم اتصالات المخابرات ونظم الحرب الالكترونية في زيادة ادراك القائد للوضع بفضل رصد راديو الخصوم او شبكة الهاتف الجوال والاذاعات. وتزود ايضا تحذيرا من اي تغيير في انتشار العدو او وجود اي نشاط له يميز نمط اذاعته او مضمون رسائله. وان اعتراض ورصد الحركة اللاسلكية يولد اوامر العدو الالكترونية عن المعركة، التي يمكن ان تزود القادة ببعد نظر غير مسبوق في انتشار العدو وقدرته. وتساهم المعدات الهجومية الالكترونية. لا سيما اجهزة التشويش، بحماية القوة بتعطيل نقاط اتصال العدو، مما يجعل من الصعب عليه المناورة بفاعلية، اضافة الى تدني اداء الاسلحة الموجهة بالراديو لاسلكيا. وان الدور الاضافي لنظم الحرب الالكترونية يكمن في رصد وتعطيل الاشارات اللاسلكية المستعملة للتحكم بادوات التفجير المرتجلة (IEDs)، التي اتخذت اهمية كبيرة نتيجة الخبرة التي اكتسبت في النزاع في العراق وافغانستان. في تلخيص الدور الذي تلعبه الحرب الالكترونية في الجيش الاميركي في النزاعات الحالية وفي المستقبل، يقول الجنرال رايمون اوديرنو كبير القادة الاميركيين: "ينبغي ان يكون في كل وحدة في الفيلق المتعدد الجنسيات العامل في العراق وافغانستان اختصاصي في الحرب الالكترونية، لانه في اي عملية مستقبلا ستتمكن القوات الاميركية بشكل افضل من مقاومة التهديد الموجود في طيف الحرب الالكترونية. وهذه الخبرة والقدرة سوف تساعدان بوضوح في انقاذ ارواح الجنود الاميركيين وتساعد ايضا في التقدم وفهم الطيف فيما تواصل تطوير عملياتنا.
تقسم نظم الحرب الالكترونية في القوات البرية عموما الى نظم مثبتة على مركبات كبيرة ونظم اصغر يحملها رجل. وتتمتع النظم الاولى بابعاد وقدرة اطول على رصد الترددات التي تنتشر على مساحة اوسع. وهي تأتي غالبا ايضا مع سواقات كمبيوترية قوية الاحتمال تحفظ تسجيلات الحركة اللاسلكية للعدو ومع كومبيوترات قوية ترسم خريطة مواقع اجهزة الارسال اللاسلكي للعدو ومحاولة اختراق شيفرة رسائله. ان التقدم الذي طرأ على تكنولوجيا الكومبيوتر قد خفض الحجم الفيزيائي لنظم الحرب الالكترونية وزاد كثيرا قوتها وادائها. يشكل نظام الحرب الالكترونية (Prophet) في الجيش الاميركي نظاما رائدا في هذه السوق الاختصاصية العالية. ويتألف من جهاز استقبال آلي للمخابرات بالاشارة مركب على شاحنة خفيفة، طراز (HUMVEE)، للتحرك في ميدان المعركة، اضافة الى جهاز آخر يحمله جندي مشاة على ظهره للادخال معطيات النظم المحمولة جوا او للدخول الباكر في حيز المعركة لدعم وحدة الرد السريع والعمليات المقاومة للارهابيين. انتجت النموذج الاول، المعروف باسم (Prophet Black I)، شركة (General Dynamics)، وقد نشر قبلا في الجيش الاميركي الناشط وفي عدة كتائب تابعة للجيش الاميركي والمخابرات العسكرية (MI) في الحرس الوطني. وقد انتجت النظم الستة الاولى من نظام (Prophet Block I) في حزيران"يونيو عام ٢٠٠٢ باسلوب انتاج سريع وتم ادخال تكنولوجيا مباشرة في برمجيتها تحديث ونشرت لتأمين دعم حيوي ومتجاوبا مع كل وحدات المخابرات العسكرية (MI) المنشورة في عملية الحرية المستدامة (OEF) وعملية حرية الحراق (OIF)، وتدل تقارير نظام (Prophet) التي جمعت بعد العمليات الحربية على ان نظم (Prophet) التي نشرت بسرعة آمنت دعما قيما وفي الوقت المحدد للعمليات العسكرية للحرية المستدامة " للحرية العراقية. ان نظام (Prophet) من فئة (Block II/III) هو من الفئة المثبتة على مركبة (HUMVEE) الثقيلة، ويتمتع بقدرة الكترونية على مهاجمة ادوات التفجير الارتجالية (IEDs). وهناك جهاز يحمله رجل كما يستطيع النظام ان يؤمن ايضا خطوط الميل ابان الحركة (OTM) وهي القدرة الاولى للاستخبار على الاشارات المعادية ابان التحرك. والتي هي الاولى للعمليات التكتيكية للمخابرات بالاشارة (SIGINT) على مستوى اللواء، وتزود بناء على الطلب معلومات اجرائية للقائد او حماية القوة. يقدم نظام (Prophet) دعما مخابراتيا بالافادة عن موقع الجهاز الذي يرسل التهديد ومتابعته وتحديده، والمهمة الثانوية هي الهجوم الالكتروني (EA) ضد اجهزة البث للعدو. وسوف يتجاوز نظام (Prophet) اشارات المستشعرات الاخرى في ميدان المعركة، ويؤمن ايضا معلومات اضافية قد تؤكد المخابرات من مستشعرات اخرى مأهولة " غير مأهولة في ميدان المعركة. ويستخدم نظام (Prophet) هيكليات نظم مفتوحة وتصميما من وحدات ومقاييس صناعية غير مملوكة تدعم النمو المتطور والتوسع عن طريق مجموعات بطاقات دائرية وتحديثات برمجية. وهذا يدعم ادخال التكنولوجيا التجارية لتلبي متطلبات التجميع على المسرح، التي اثبتت فعاليتها في عملية حرية العراق وعملية الحرية المستدامة من خلال نشر الرد السريع الذي يدعم حاجات القائد العملانية مباشرة. يستعمل فوج الحرب الالكترونية (EW) في الجيش البريطاني حاليا نظم (Odette) و (SCARUS) من شركة (Thales) على المستوى التكتيكي للحرب الالكترونية. وينشر فوج الاشارة الرقم ١٤ عدة زمر حرب الكترونية خفيفة (LEWT) تعمل مع قوة المهام المجوقلة في فوج المظليين البريطاني (ABTF) لتقديم دعم للحرب الالكترونية ذات الحركة العالية بناء على اشعاره موجز من عناصر القوة الامامية. ان نظام (Odette) هو نظام مخابرات (SIGINT) بالاشارة يمكن تركيبه على متن مركبة مدرعة وعلى مركبات (Land Rover). وكذلك هو نظام (SCARUS) الذي يمكن ان يحمل رجل ومركبة ويجري تعزيزه بنظم(WROTE) و(SEER)، التي هي نظم جديدة في غاية الاتقان الفني تحمل على الظهر. وهي نظم حرب الكترونية ساكنة وتحملها مركبة يجري ادخالها في الخدمة لنشرها في العمليات الحالية في افغانستان. مكافحة الرادارات ان اكتشاف وتحديد مواقع رادارات العدو، انطلاقا من النظم المستعملة للدفاع الجوي وصولا الى اجهزة الرادار الصغيرة التي يحملها رجل ويستعملها الجنود لاكتشاف الحركة، كانت دائما تشكل جزءا مهما من الحرب الالكترونية والتي تستطيع ان تشلّ قدرات العدو المهمة. وهناك حاليا سلسلة واسعة من المنتوجات في السوق الدولية تلبي هذه المتطلبات، وقد استفادت كثيرا من التقدم الذي طرأ على الكومبيرترات وعلى شبكة التكنولوجيا. ويقدم رادار(Meerkat - S) من شركة (Thales) صورة عن منطقة واسعة اوتوماتيكيا تماما وبسرعة قريبة من سرعة ادراك الوضع عن النشاط المتعلق بالرادار مع قدرة قوية لجمع المخابرات الالكترونية (ELINT). وقد صمم ليكشف الرادارات ويعرّفها ويحدد مواقعها بدقة كبيرة على كل المنصات ومن كل الانواع، مثل رادارات المراقبة وتحديد مواقع الهواوين وتلك المتعلقة بتصويب السلاح وتوجيهه. ويتألف النظام من عدد من مركبات المستشعرات الجوالة الموصولة بمركبة قيادة جوّالة تولد وتحافظ على صورة المعركة بنظام الكتروني. يستطيع رادار (Meerkat - S) اكتشاف اجهزة الارسال التي لا يمكن ابدا ان تضيء مباشرة اي من مركبات مستشعرات النظام، من خلال تقنية (Side - lobe) وهي حاجة اساسية لتحديد موقع الهدف بغية ادراك الوضع. ويمكن تعزيز الاداء باضافة جهاز استقبال رقمي اختياري لتأمين حتى درجة عالية من القدرة على تحليل المخابرات الالكترونية (ELINT) مع حساسية اضافية. اما رادار (Meerkat - SA)، فهو شبكة مستشعرات بتدابير دعم الكترونية ومخابرات الكترونية (ESM - ELINT) يعتمد عليه كثيرا ويتم التحكم به عن بعد، ويكتشف ويعرف ويحدد مواقع كل البث الراداري. ويتألف النظام من عدد من مواقع المستشعرات الثابتة البعيدة التي تتصل بموقع القيادة والتحكم المركزي بشبكة اتصالات محلية واسعة النطاق ويتحكم المشغلون في هذا الموقع بالمستشعرات البعيدة وباجهزة المعالجة المحلية التي تحدد الاعتراضات وتعالجها وتنشر البيانات وتحافظ على النظام الالكتروني الديناميكي لصورة المعركة. ان جهاز (EAGLE) بالكترونياته الفائقة جهاز يلتقط الاشارات الالكترونية ويجمعها ويحدد مكانها هو مجموعة من نظم اجهزة الاستقبال المدمجة للدعم الالكتروني (ES) تستعمل في المخابرات والمراقبة والاستطلاع SAR والمخابرات الالكترونية (ELINT) وفي تطبيق تدابير الدعم الالكترونية (ESM). وان التكنولوجيا في جهاز (EAGLE)، الذي هو نظام دعم الكتروني (ES) حديث وقوي جدا، يدعم اكتشاف البث السريع واتجاهه وقياس الاشارة. وتتيح موجة الذبذبة الواسعة الفورية المستخدمة، ان يبحث جهاز (EAGLE) عن الوف عديدة من ذبذبات التردد بالثانية في اي مجموعة محددة سلفا من ذبذبات التردد على سلسلة الترددات كلها. وان عملية جهاز الاستقبال الرقمي بذبذبة واسعة مع معالج بنبض متقدم وبتكنولوجيا تعتمد على برمجية حديثة يضمن ان يكون جهاز (EAGLE) فعالا في اعتراض اجهزة البث الرادارية الحديثة بذبذبة مبرمجة التوقيت، اضافة الى انواع الرادار التقليدية. مكافحة القنابل ان ازدياد استعمال المتمردين المقاتلين لادوات التفجير المرتجلة (IEDs) التي يتم التحكم بها لاسلكيا بالراديو في العراق وافغانستان قد ادت الى نمو سريع في مجال جديد نسبيا في الحرب الالكترونية. اذا لم تتمكن نظم المخابرات بالاشارة (SIGINT) الحالية من رصد او التشويش على الترددات اللاسلكية التي يستعملها المتمردون لاطلاق ادوات التفجير المرتجلة (IEDs). وهذا ادى الى طلبات سريعة من نظم الحرب الالكترونية بالتحديد، مصممة لمكافحة ادوات التفجير المرتجلة. وقد طور الجيش الاميركي نظام الحرب الالكترونية لمكافحة ادوات التفجير المرتجلة (RCIED) وتزويد القوات الاميركية بحماية مهمة تنقذ الارواح من سلسلة واسعة من تهديدات ادوات التفجير المرتجلة بقوة منخفضة وعالية. ويستعمل هذا النظام الفردي الذي يمكن نشره في الميدان تكنولوجيا تشويش متقنة فنيا لمكافحة تهديد ادوات التفجير المرتجلة (RCIED). وقد تم هندسة التصميم للمحافظة على متطلبات وزنه وحجمه وقوته في حدها الادنى في حين يقدم التصميم عملية تشغيل بسيطة باداء عال. ويمكن تثبيت نظام (CREW Duke) بسهولة في مركبة (HUMVEE) ومركبات عسكرية اخرى. وقد صنعت شركة (SRCtec) النظام. مستقبل الحرب الالكترونية ابان فترة الحرب الباردة، تكيفت نظم الحرب الالكترونية الى حد كبير نحو حرب تقليدية عالية الكثافة. وقد تغير هذا حاليا، ويجري التشديد على تقديم نظم تكتيكية بمستوى منخفض لاستعمالها في اماكن بعيدة. وقد صممت هذه النظم ايضا لمكافحة نظم الاتصالات التي يستعملها المتمردون، مثل الهواتف الخلوية وهواتف الاتصال بالاقمار الاصطناعية وبالراديو لاطلاق ادوات التفجير المرتجلة. ان طبيعة التطور الدائمة للحرب المضادة للمتمردين تعني ان مستقبل نظم الحرب الالكترونية يكمن تصميم مفتوح لتنسجم بسرعة مع التهديدات الجديدة والناشئة.