تمر الدقائق و الساعات،تمضي في صمت دون أن تخلف وراءها أي أثر لذلك التفكير المضني، الذي انقضت في حضرته. أعود مرة أخرى إلى أمري ذاك،أحاول أن أركز أكثر و أستدر الأفكار،فأرجع صفرا خالية الوفاض،إني لأعلم يقينا أن هناك ما يؤرقني و ينغص علي ملذة الراحة، و لكنني لا أقوى على تحديده أو بالأحرى لا أقوى على الخوض في غماره،فما إن أتمعن و أربو من مقصدي ذاك حتى تفيض عيناي من الدمع و أعود إلى نقطة البداية بخفي حنين، و كأنها جوارحي تلك التي أعيتها هاته الدوامة التي لا تنتهي،و ضاقت ذرعا مما ألم بها من حزن و بؤس و ألم قد صاحب ما خلا من محاولات تفكير عابثة، فانتفضت و أبت إلا أن تحول بيني و بين تفحص الأمر مرة أخرى والتمعن فيه،فصرخ عقلي أنذاك صرخة مدوية منهيا هذا السجال،صرخة أذعن لها سائر الجسد، أن يبقى الأمر على ما هو عليه إلى إشعار آخر.